حرية – (17/5/2022)
استمرت أشكال النقد والتشكيك بخطة الحكومة الإيرانية الحالية الاقتصادية وقرارها حول رفع الأسعار بعد تقديم معونات نقدية إلى المواطنين وتداعيات ذلك التي قد تؤدي إلى تفجر الأوضاع إلى حد لا يمكن السيطرة عليها بحسب الصحافة الإيرانية.
وبلغت الانتقادات حداً في صحف اليوم، الثلاثاء (17 أيار 2022) إلى أن الصحف المقربة من الحكومة مثل صحيفة “كيهان” قالت إن الخطة الحكومية قسمت المواطنين إلى طبقات اقتصادية دون أن تكون لها إحاطة معلوماتية دقيقة بالأوضاع الاقتصادية للناس، الأمر الذي تسبب في اندلاع احتجاجات واعتراضات على هذه الإجراءات.
ونقلت صحيفة “ستاره صبح” عن خبير اقتصادي قوله إن الغلاء سوف يقود إلى حالة من فقدان الأمن الغذائي في إيران، ويصبح الناس عاجزين عن توفير حاجاتهم الأساسية، مؤكدا أن فقدان الأمن النفسي والاجتماعي لدى الناس سيؤدي إلى اندلاع احتجاجات.
من جانبها أوضحت صحيفة “جمهوري إسلامي” أنه بعد جولة ميدانية لمراسل الصحيفة، تبين أن الكثير من السلع في الأسواق شهدت ارتفاعا في الأسعار بعد إجراء الحكومة الأخير، ونوهت إلى أن هذه الإجراءات أدت إلى زيادة عبء التضخم على كاهل الطبقات الضعيفة في المجتمع، كما أن المعونات النقدية التي قدمتها الحكومة لا تتناسب مع حجم الغلاء في الأسواق.
ورأى المحلل والناشط السياسي الإصلاحي، علي صوفي، في مقابلة مع صحيفة “همدلي” أن “إيران أصبحت اليوم أمام جبل من المشاكل والأزمات، وأن حكومة رئيسي تعاني من فقدان البرنامج والخطط المحكمة، كما تشكو من فقدان التنسيق والعجز في القدرة على حل مشاكل البلاد الاقتصادية”.
وذكر الكاتب أن الإجراءات الأخيرة من قبل الحكومة والبرلمان ما هي إلى سوى مسكنات مؤقتة، وسيكون مصيرها الفشل في نهاية المطاف، معتقدا أن شخص إبراهيم رئيسي أساسا ليس مؤهلا لقيادة البلاد، والامساك بمنصب رئاسة الجمهورية فهو الآن لا يدري ما يجب عليه فعله.
بدوره قال المختص في الشؤون الاقتصادية، غلامرضا كيانمهر، في مقال نشرته صحيفة “جهان صنعت” إن المعونات النقدية التي قدمتها الحكومة لا تغني ولا تسمن من جوع أمام الارتفاع الكبير في الأسواق، والذي شكل صدمة في الحياة الاقتصادية للإيرانيين.
وتابع الكاتب قائلا إن الحكومات في إيران تكتفي بإعطاء الوعود والشعارات، وقد أدرك المواطنون هذه الحقيقة بعد التجارب المكررة، موضحا أنه وبفضل وسائل التواصل الاجتماعية والقنوات الإعلامية التي تبث عبر الأقمار الصناعية أصبح المواطنون في مستوى كبير من الوعي والمعرفة، ولم تعد الحكومة قادرة على كسب ثقتهم.
ودعا الكاتب الحكومة إلى التوقف عن خلق الصدمات والمفاجئات في أسعار السلع الأساسية قبل فوات الأوان.