حرية – (18/5/2022)
سالم الساعدي
تُعرف التضحية بأنها الجود بالنفس والمال والوقت أي يضحي الإنسان بنفسه أو بعمله أو بماله دون مقابل. وهي بهذا المعنى ومعنى آخر تكون هي بذل النَّفس أو الوقت أو المال لأجل غاية وهدف أسمى، ولأجل هذا الهدف يضحي الانسان بكل ما يملك مع احتساب الأجر والثواب على ذلك عند الله عز وجل ولا يريد سواه ، ومن خلال هذين التعريفين للمضحي يتبين لنا أنه إذا أراد أحد أن يضحي لا يبغي شيئا سوى الهدف والغاية التي كان قد ضحى من أجلها. إن كل ما تقدم من شرح للمضحين يتبعه مفردة أبناء الشوارع التي لها ربطا لأن المضحين هم عينة المجتمع ولا يمكن أن تتلوف بالطرف الآخر الذي هو أسوأ نموذج أفرزه المجتمع وهم أبناء الشوارع ونحن هنا ليس بمحل الانتقاص من هذه الطبقة التي كانت ضحية لادارة دول وسوء إدارة الأسرة التي جعلتهم بهذا الشكل
ونحن ليس بمحل أن نلوم أولاد الشوارع وهم الذين لم يجدوا القليل من الحب والاحتواء ولا يعرفون حتى الأمان ربما حلمهم لم يتعد الاحترام من قبل المجتمع حيث أصبح حلمهم فقط القليل من الرحمة والنظرة التي فيها حب وليس ازدراء لملابسهم وشكلهم ، ومعاملتهم السيئة من قبل المجتمع
لكن الهدف من مقالنا أنه لا يمكن الخلط بين هاتين الشريحتين وشتان ما بين الاثنين
لكن للاسف الشديد أن ما يسمون اليوم بالمضحين اختاروا هذه النماذج من المجتمع وتركوا الصنف الذي على شاكلتهم والأسباب هي :-
إن الصنف الذي على شاكلتهم القديمة التي كانت اسما غير موجود في المجتمع والتي ابعدوها لسببين أو أكثر أما لسبب نفسي أو مادي ، أما السبب النفسي الذي جعلهم يختاروا النموذج السيء هو معرفة تاريخهم من قبل اقرانهم ومعرفة امكانيتهم إذا كانت شخصية أو مادية أو علمية لذلك حاولو بطريقتهم هذه ابعاد هذه الشريحة وتهميشهم واقصائهم بشتى الطرق من أجل صناعة شخصية لانفسهم جديدة بعيدا عن منافسيهم من اقرانهم الذين كانوا سببا بتنشئتهم وصناعتهم ، وسبب اختيارهم لابناء الشوارع
فقد ذكرنا سلفا مواصفات أبناء الشوارع الذين يبحثون عن احتوائهم واحترامهم وكثير مما ذكرنا فوجد الطرفين مدعين التضحية وأبناء الشوارع ضالتهم أما المضحين فقد وجدوا من لا يعرف عن تاريخهم شيئا وينظرون لهم نظرة القائد المصلح الحاذق الفطن الكيس ويمررون فسادهم ومصالحهم ومنافعهم من خلالهم ويحملوهم كل فسادهم وإذا انكشف المستور تبرأوا منهم وقالوا عنهم ما قاله الناس لهم سابقا أنهم غير صالحين ولا يمكن الجمع بين هذين الاثنين
أما ابناء الشوارع أيضا وجدوا من يحتضنهم ويرفع من شأنهم بالمجتمع وهذا ما كانوا يبحثون عنه وقدم لهم بطبق من ذهب وجعلوا لهم قيمة وسلطوهم على الناس بعناوين سامية قدمت التضحيات الجسام ، هنا لا بد أن نحلل السبب
باعتقادي السبب يكمن بنقطتين رئيسيتين هما :-
* عقدة النقص الدونية للشخصية و عدم المعرفة وبساطة شخصيتهم التي جعلت منهم أضحوكة للمجتمع
والنقطة الثانية هي * الفقر والحرمان الذي عاشته تلك الشريحة وبقيت في ذاكرته حاولوا تغيير حياتهم للافضل وتناسوا مبدأهم وهدفهم الأسمى الذي انطلقوا من أجله وهو التضحية بالنفس والوقت والمال واصبحوا يلهثون وراء المال وتركوا كل قيمهم ومبادئهم
ونختم مقالنا بآية للرحمن
بســــــــم الله الرحمـــــن الرحيـــــــــم
وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ
صدق الله العظيم