حرية – (1/6/2022)
جال المصور في عوالم الصحراء مراقباً بعدسته الإبل والخيل والصقور والريم
عندما تحدث الشاعر أبو الطيب المتنبي عن “الخيل والليل والبيداء” التي وطد علاقته بها، لم يدُر في خلده ربما أن للصحراء سكاناً آخرين منفتحون على بناء العلاقات والتعارف، فجال المصور أديب العاني في الطبيعة الصحراوية لبيئة الربع الخالي بحثاً عنها، مؤكداً أن بها حكايات لم نعُد نراها، حرية فقدناها منذ زمن الطفولة، حركتها في فضاءات عدسته الذكية التي ترصد من بعيد كثبان الصحاري وعدو الحيوانات البرية، وهي تألف أقدام البدو الرعاة للإبل، وكأنهم أدمنوا العيش معها.
يتابعون خطى أقدامها ترسم على الرمل لوحات من أثر الرحيل الأبدي، الإبل وهي تجوس رمال الصحراء غير مكترثة بهجير الشمس اللاهبة، التي اضطرت البدو إلى التسربل بأردية تغطي كل أجسادهم التي أدمنت الاحتراق، وتركوا لأبصارهم مسافة ضيقة، ترنو إلى مسار إبلهم التي ترعى أو تقطع الفيافي كي توصل أثقالها.
عالم الربع الخالي
عاش المصور العاني أعواماً يتردد إلى صحراء الربع الخالي، ليرقب أربعة رفاق في رحلته غير الرعاة والبدو، عاش معها وتأملها حتى رصدها بعدسته.
كان أول أصدقاء الرحلة الإبل وهي تقطع الصحراء، والريم التي تعدو بين الواحات في مجاميع رحلتها بين عيون الماء مكابدة بنادق الصيادين ووحوش البرية وبنات آوى الجائعة، بالإضافة إلى الصقور التي تتصارع مع فرائسها وهي تطير عالياً على صيدها.
بالإضافة إلى الخيل مكمن الجمال ورشاقة الحركة وعنفوان العدو، فيما تسابق الريح وكأنها تطير على مضامير السباق أو عند حافات الصحراء.
عالم آخر للتصوير الضوئي
يقول أديب العاني “فكرتُ طويلاً في عالم آخر يصلح موضوعاً للتصويرالضوئي، وخططت ثم شرعت بالتنفيذ نحو عالم جميل كي أقدّم بعضاً منه، وهو الذي يعطي للمصور المساحة الشاسعة للتفرد في تقديم صور تحفظ له اسماً وتاريخاً وذاكرة، لذلك قبلت التحدي”.
وأضاف “من المسلمات التي ينبغي على المصور التوجه نحوها الجديد، الجميل غير المكرر والمستهلك، لذلك وجدت من سيمفونية الرمال الذهبية القيثارة التي تطرب العيون قبل الأُذن، وعليه فقد بذلت العظيم من الجهد مع ما رافق ذلك من مخاطر سواء السير بالسيارة بين طيّات الرمال الذهبية الناعمة، التي لطالما تكون عائقاً في حركة السيارة، كذلك عامل الوقت الذي يسهم كصوت عالٍ في جمال هذه البيداء الشاسعة”.
وأضاف “من المسلمات التي ينبغي على المصور التوجه نحوها الجديد، الجميل غير المكرر والمستهلك، لذلك وجدت من سيمفونية الرمال الذهبية القيثارة التي تطرب العيون قبل الأُذن، وعليه فقد بذلت العظيم من الجهد مع ما رافق ذلك من مخاطر سواء السير بالسيارة بين طيّات الرمال الذهبية الناعمة، التي لطالما تكون عائقاً في حركة السيارة، كذلك عامل الوقت الذي يسهم كصوت عالٍ في جمال هذه البيداء الشاسعة”.
واختتم العاني حديثه بالقول “وجّهت لي الدعوات من قبل بينالي سيدني وسنغافورة وتركيا لتنظيم معرض على شكل جداريات ضخمة وأنا ماضٍ في اختيار أفضل الأعمال من بين آلاف الصور التي لم ترَ النور من قبل”.