حرية – (2/6/2022)
لا شكَّ في أنَّ مجرّد التفكير في طريقة صنع العسل يجعلنا نقدّر المجهود الذي يبذله النحل، هذه الكائنات الصغيرة الموجودة على الأرض والتي لديها نظام حياة رائع مبني بشكل كامل على التعاون والعمل بكدّ، ولكن كيف يصنع النحل العسل بالضبط؟
كيفية صنع العسل من خلال النحل؟
ووفقاً لعلماء أحياء في جامعة ولاية أريزونا الأمريكية، فإن جميع النحل بالخلية يستفيد من كميّة العسل المُنتَج، لكن مهمة إنتاج العسل تقع على عاتق شغالات العسل فقط التي تملأ بطونها برحيق الأزهار قبل أن تعود إلى الخلية لتحويلها إلى العسل.
في حين أن ذكور النحل الذين يبلغ عددهم نحو 10% من عدد سكان الخلية، يقضون حياتهم وهم يتغذون على هذا العسل، قبل أن يغادروا الخلية من أجل التزاوج.
فيما ثمّة العديد من العوامل المُحددة لكمّية العسل التي تحتاج مستعمرة نحل واحدة إلى إنتاجها من أجل فترة الشتاء.
يعتمد هذا الأمر على المناخ الذي يعيش فيه النحل ومقدار التهوية التي تتمتع بها الخلية وعدد النحل الموجود في الخلية ونوعه، وذلك وفقاً للدورية العلمية الإيطاليّة المتخصصة في علم الحيوان “Italian Journal of Animal Science“.
يستمر نحل العسل في صنع العسل حتى تمتلئ كل عين بالخلية، ثم يواصل تقليل محتوى الماء الموجود في العسل ويضيف السكر، وهو ما يحد كثيراً من قدرة البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة الأخرى على النمو فيه وإفساده.
يدخل رحيق الأزهار إلى معدة النحلة، حيث يعمل إنزيم “glucose oxidase” على تكسير السكريات المعقدة الموجودة في الرحيق ويساعد في إنتاج العسل.
تشريح جسم نحلة العسل
إليك أجزاء جسم النحلة وفقاً لما ذكره موقع Bee Health؛ لتكتشف كيف تتلاءم مع مهمة جمع العسل ونقله والمساعدة في عملية إنتاجه:
قرون الاستشعار: يستخدمها النحل لرصد الروائح المحمولة في الهواء والاتجاه نحوها.
المريء: يربط هذا الأنبوب الأجوف الفم بالمعدة، ينتقل السائل، مثل الرحيق أو العسل، إلى معدة نحلة العسل عبر المريء.
معدة العسل: يُخزَّن الرحيق في هذه المعدة الإضافية قبل أن تحوّلها النحلة إلى عسل في الخلية.
الفك السفلي: عبارة عن جدار خارجي قوي يحمي فم نحلة العسل الذي يشبه أنبوباً تستخدمه لامتصاص الرحيق من الأزهار.
اللسان: تستخدم نحلة العسل لسانها لاجتذاب الرحيق إلى فمها وتذوقه أيضاً.
الأرجل: عندما تهبط نحلة العسل على زهرة، تبدأ فحصها أولاً بأرجلها بحثاً عن الرحيق، تستطيع نحلة العسل اكتشاف حلاوة الرحيق من خلال أرجلها، وبناءً عليه، تقرر ما إذا كانت ستجذب هذا الرحيق بلسانها أم لا.
عملية صنع العسل داخل الخلية
وفقاً لراديو مونتانا العام الأمريكي، قد تحتاج النحلة إلى التنقل بين أكثر من 1000 زهرة قبل أن تمتلئ معدتها بالعسل تماماً، وعندما يحدث ذلك، فإنَّها تعود إلى الخلية لبدء عملية صنع العسل.
وحسب ما أفاد به موقع Science Focus البريطاني، تُخرج النحلة الرحيق من معدتها ويمر من فم إلى فم بين نحل الخلية؛ لتقليل محتوى الرطوبة داخله، وتمضغ كل نحلةٍ الرحيق لمدة نصف ساعة تقريباً.
في بعض الأحيان، يمكن وضع الرحيق في خلية فارغة قبل أن ينتقل إلى نحلة أخرى، وقد تتجاوز درجة حرارة الخلية 91 درجة فهرنهايت (33 درجة مئوية)، ما يساعد على تبخر بعض الرطوبة من الرحيق أثناء تخزينه.
ويصبح الرحيق عسلاً عندما ينخفض محتوى الرطوبة به من 70% إلى نحو 20%، ويُخزّن العسل داخل الخلية حتى تظهر الحاجة إليه.
النحل ينتج العسل لنفسه فهل من الصواب أن نأخذه؟
وفقاً لما ذكره موقع Live Science الأمريكي، يجمع النحّالون العسل المصنوع من النحل في خلايا اصطناعية، وهي عملية لا تزال موضوعاً للنقاش على نطاق واسع، إذ كيف تؤثر تربية النحل على عملية إنتاج العسل والبيئة والنحل نفسه؟
ووفقاً لدورية “Journal of Agricultural and Food Information“، يستطيع النحل إنتاج كمية عسل تفوق حاجته للحفاظ على مستعمرته خلال فترة الشتاء.
لذا، يعتقد العديد من مربي النحل أنَّ جمع الفائض من أجل المنفعة البشرية لا يلحق ضرراً كبيراً بمملكة النحل.
فيما يزعم آخرون أنَّ النحل يضطر إلى العمل فوق طاقته لإنتاج كميات إضافية من العسل؛ لتعويض ما أخذه الإنسان.
إضافة إلى ذلك، عندما يأخذ الإنسان عسل النحل ويجعل النحل يتغذى بدلاً من ذلك على محلول سكري داخل الخلية الاصطناعية، فإنَّه لا يحصل على القيمة الغذائية نفسها مثل نحل العسل البري.