حرية – (2/6/2022)
سالم االساعدي
حينما نتكلم عن صناعة الأصنام، ومن هم الذين يصنعونهم ، علينا أن نبحث جيدا من هم صناع الأصنام ومن المروجين لهم؟؟
عن الإمام الصادق (عليه السلام): الرجال أربعة: رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذاك عالم فتعلموا منه، ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك نائم فأنبهوه، ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذاك جاهل فعلموه، ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه
(العقل والجهل في الكتاب والسنة) ص١٨٥
سنسلط الضوء في مقالنا هذا عن صانعي تلك الأصنام
ومن المفارقات المضحكة المبكية أن تلك الأصنام كانت صناعةً بشرية صرفة فهناك عدة أنواع من صانعي تلك الاصنام
النوع الاول هم المستفيدين الذين يروجون لتلك الأصنام لكي يستمروا بفائدتهم ويستمروا بالرخاء على حساب الناس ومصالحها ولا يهمهم حال الناس
الصنف الثاني : هم الناس الذين لا يعرفون الحقيقة ولا يريدوا أن يعرفوها لأسباب منها الخوف وأخرى، المصلحة (ومصلحتهم أن يتغافلوا عن الحقيقة) ولايريدوا أن يسمعوا أي شيء يوقضهم لمعرفة الحقيقة
الصنف الثالث فهم الأغبياء، ولا بد أن نعرف سبب الغباء الذي جعلهم بهذا الحال
السؤال / هل خلق الله الانسان بهذا الشكل من التفكير أم خلق الله الإنسان كاملا مكملا من كل النواحي ؟ الإجابة جاهزة من الله عز وجل في كتابه الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } نفهم من خلال هذه الآية المباركة أن الله خلق الانسان بعقل كامل
أي أن خلق الله تام ومتناسب الأعضاء، وقد خلق الله جميع خلقه متساوين إلا في حالات خاصة وهي الحالة المرضية يكون فيها الاستثناء إذا الغباء ليست فطرية ولا طبيعية
لم يكن الصنم شيئاً مذكوراً لولا أن صنعه الإنسان بيده ، ثم انتقل إلى تقديسه وتعظيمه وإضفاء الهالة عليه، ثم بعد ذلك أخرجوه إلى الأمة البائسة كي تقدسه وتسبح بحمده
إنّ الانسان كائن حرّ في سلوكه ولكل إنسان هدف أقصى يسعى إليه في الحياة. و قدرة الإنسان على الوصول إلى الكمال اللائق به هو من الأهداف التي يسعى إليها، اما الغباء فهو مكتسب وله مسبب
نبحث بمقالنا هنا عن المسبب للغباء، باعتقادي أن المسبب الرئيسي للغباء هم الطغاة والأصنام اللذان يقودان المجتمعات لكن هنالك مسببات أخرى في غباء الإنسان، وهناك أيضا من يعمل عليها من أجل أهداف وغايات ويعمل على تجهيل المجتمع وغباوته لكي يكون حاكما عليهم ومسيطراً على مقدراتهم لكن السؤال كيف نشخص الأسباب التي تقود إلى هذا المستوى المضمحل للمجتمع وكيف يمكننا علاجه
الأسباب التي شخصها الكثير من المفكرين وعلماء الإجتماع والمثقفين وهي الأسباب التي أدت الى تجهيل المجتمع
١- الفقر، إن سبب الفقر هو سبب رئيسي لتجهيل المجتمع حيث عملت تلك الطبقات على تجويع الناس وجعلهم في حالة معيشية بائسة حيث أصبحت شريحة كبيرة من المجتمع تلهث وراء لقمة العيش ولم يتسن لها كسب المعرفة
٢- العمل على وتر الطائفية والقومية والعرقية والدينية
وتعد هذه الوسيلة من أشرس الوسائل التي أدت إلى تجهيل الشعوب والتحكم بهم
إن هذين السببين الرئيسيين من أسباب عدة أخرى لتجهيل الشعوب لا بد أن تعالج من قبل أصحاب الاختصاص
ففي القرآن أكثر من ألف وخمسمائة آية من أصل ستة آلاف وأربعمائة آية تحث على العلم والمعرفة والتعقل والتذكر والتدبر والتي يجمعها الثقافة
علينا أن نتعلم كيف أن نفكر ، علينا أن نتعلم ونبتعد عن الأصنام حتى ننعم ببلد حر مزدهر بعيد عن التخندق القومي والعرقي والطائفي والديني حتى يعيش المواطن حرا عزيزا كريما يحمل من الوعي ما يحصنه من الصنمية وصناع الغباء لكي يتحكموا بهم وبمصائرهم وثرواتهم
أما الواجب على المثقفين وأصحاب المعرفة والاختصاص ووسائل الإعلام أن يدركوا أن دورهم الأهم هو العمل على انتشال الشعوب من براثن الوثنية السياسية الجديدة والصنمية المقيتة
وتقديس الأشخاص، والواجب الآخر الذي عليهم هو الإسهام بنشر الوعي من خلال نشر قيم العدل والمساواة والحرية وأن الناس أكفاء ومن خلال تقديم المصلحة العامة على المصالح الفئوية الضيقة
وأخيرا وليس آخرا لا بد أن ينكشف المستور ويعلم الناس من هم صناع الاصنام ومن يريد بقائهم.