حرية – (16/6/2022)
أعلن التحالف الدولي، فجر الخميس، اعتقال قيادي بارز في تنظيم “داعش” بعملية “جريئة” انتهت بمعركة بالأسلحة الخفيفة.
ويعرف المطلوب المعتقل بـ “صانع القنابل”، وقد ألقي عليه القبض شمالي سوريا، على يد قوة من التحالف نفذت انزالاً بطائرتي هليكوبتر.
وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، إنّ قواته ألقت القبض على القائد الإرهابي في غارة “ناجحة” لم يصب فيها أي من الجنود بأذى.
ولم يذكر التحالف اسم قائد الغارة أو موقعها، لكن مصادر قالت لوسائل إعلام أميركية إن القائد هو “هاني أحمد الكردي”، وأنه اعتقل في قرية الحميرة القريبة من الحدود التركية.
ومرت الغارة التي استمرت سبع دقائق “بسلاسة” ولم تشهد سوى إطلاق بعض الرصاص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ولم يقدم المسؤولون سوى القليل من المعلومات عن الكردي، لكنهم قالوا لصحيفة “واشنطن بوست” إنه يعرف أيضا باسم “والي الرقة”.
كانت الرقة، وهي مدينة في شمال وسط سوريا، تعرف بأنها العاصمة الفعلية لتنظيم “داعش” قبل أن تستولي عليها قوات التحالف بقيادة الأكراد بدعم من الولايات المتحدة في عام 2017.
ويعتقد أن الكردي هو صانع قنابل ارتقى ليصبح واحداً من أكثر قادة الجماعة الإرهابية نفوذاً في سوريا.
وقال الرائد يوسف حمود المتحدث باسم الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا والذي يسيطر على المنطقة التي وقعت فيها الغارة، إنّها شملت طائرتي هليكوبتر من طراز بلاك هوك وشينوك وإنّها الأولى من نوعها على أراضي الجيش الوطني السوري.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو مجموعة مراقبة مقرها المملكة المتحدة، إن معركة بالأسلحة النارية اندلعت بعد ذلك بين قوات التحالف ومسلحين محليين يختبئون في منازل في ريف حلب.
وفر المسلحون في نهاية المطاف، وسمحوا لقوات التحالف بدخول المجمع المستهدف والقبض على الكردي، المحتجز الآن، في حين ما يزال مكان وجوده الحالي مجهولاً.
في ذروة قوته، سيطر التنظيم الإرهابي على مساحة من الأراضي تمتد عبر سوريا والعراق قبل أن تنهكه المعارك في كلا البلدين.
وفي العراق، جاءت الهزيمة في معركة الموصل في عام 2017 عندما خاضت القوات العراقية المشتركة حملة استمرت شهوراً لاستعادة المدينة.
وفي سوريا، تم القضاء على داعش عندما طردت قوات التحالف الكردي آخر المقاتلين المتبقين من بلدة الباغوز شرقي البلاد في آذار 2019.
وعلى الرغم من أن داعش لم تعد قوة إقليمية في سوريا – مقسمة الآن بين الأكراد وحكومة بشار الأسد المدعومة من روسيا والقوات المدعومة من تركيا على طول الحدود – إلا أن التنظيم ما يزال يعمل كقوة حرب عصابات في المناطق النائية.
ولا يزال داعش يشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي، حيث ينفذ هجمات قاتلة في كل من العراق وسوريا من خلال خلايا نائمة ويحافظ على العديد من الجماعات التابعة له في مختلف البلدان.
وشن التحالف غارات في الماضي للقضاء على قادة الجماعة العنيفة رغم ندرة العمليات في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المتمردة.
وفي فبراير/شباط، انتهت غارة في عمق غرب سوريا بمقتل زعيم الجماعة أبو إبراهيم الهاشمي القريشي الذي فجر نفسه مع زوجته وأطفاله لتجنب القبض عليهم مع اقتراب القوات الأميركية من مجمعه.
وقتل سلفه، أبو بكر البغدادي، بالمثل مع عائلته في عام 2019 من خلال تفجير سترة ناسفة في نفق في شمال غرب سوريا خلال عملية عسكرية أثناء فترى إدارة ترامب.
وسيطر التنظيم في ذروة قوته على أكثر من 40 ألف ميل مربع تمتد من سوريا إلى العراق وحكم أكثر من 8 ملايين شخص، وارتكب العدد من المجازر المروعة.