حرية – (18/6/2022)
تحولت إجازة سنوية نظمتها شركة للعاملين بها في سويسرا إلى “كارثة” بعدما أصيب أكثر من 20 من الموظفين الحاضرين لإصابات بعدما طلب منهم أن يمشوا حافي القدمين فوق الفحم الساخن في تمارين لبناء مهارات الفريق، حسب ما نشره موقع Business Insider الأمريكي.
بالنسبة للعديد من العمال، كانت الإجازة السنوية للشركة في يومٍ من الأيام تقليداً عريقاً مصمماً لتعزيز ترابط الموظفين وإنتاجيتهم مع منحهم الفرصة للتنفيس عن الضغوط، لكن في السنوات الأخيرة، اكتسبت إجازات الشركات سمعة سيئة أكثر فأكثر.
حيث أصبح الموظفون في وكالة إعلانية سويسرية أحدث ضحايا لانحراف نزهة للشركة عن مسارها، بعدما أصيبوا في رحلة استكشافية وهم يمشون على الجمر.
ووفقاً لتقارير محلية، نُقِل إجمالي 13 من الموظفين السويسريين إلى المستشفى، يوم الثلاثاء 14 يونيو/حزيران، بعد حادثة الفحم الساخن، التي شهدت انتقال 10 سيارات إسعاف وفريقي طوارئ طبية إلى مكان الحادث.
في حين أنَّ هذا النشاط، الذي يُطلَق عليه أيضاً اسم المشي على النار، كان لفترة طويلة ممارسة روحية في جميع أنحاء العالم، إلا أنه يمثل الآن تحدياً شائعاً لمجموعة الشركات، وهو نشاط غالباً ما يؤدي إلى نتائج مماثلة لتلك التي وقعت في الرحلة السويسرية.
وينضم هذا الحدث إلى قائمة متزايدة من الرحلات الاستكشافية الكارثية للشركات، بما في ذلك “المخيم الصيفي” المليء بالمخدرات في WeWork وأحداث الفريق الصاخبة المعروفة في الأيام الأولى لشركة أوبر.
وقالت صحيفة The New York Times، يقدم مدرب أسلوب الحياة والمتحدث التحفيزي توني روبينز مسيرة النار في ندواته السنوية؛ ما أدى إلى إصابات ودخول المستشفى في عامي 2012 و2016. وفي عام 2001، أصيب العديد من موظفي برغر كنغ بأذى مماثل أثناء السير فوق الفحم الساخن خلال رحلة للشركة.
ولا يقتصر الأمر على حروق الدرجة الثالثة فقط. إذ قبل الوباء، اشتهرت الشركات الناشئة الصاخبة برحلاتها الصيفية الحصرية والفخمة، التي تقام غالباً في أماكن خصبة أو في بلدات على شاطئ البحر مثل هامبتونز. وغالباً ما تُوثَّق هذه الأحداث -مثل Camp Glossier و Camp Rent The Runway- على القنوات الاجتماعية، حيث كان المتابعون يشاهدون بحزن ويعيشون ما يحدث بطريقة غير مباشرة من المنزل.
ومنذ ذلك الحين، وقعت هذه الرحلات تحت مستوى جديدٍ من التدقيق، خاصة بعد تقارير عن السلوك الجامح والإنفاق الضخم في أحداث مثل مخيم WeWork الصيفي، حتى في الوقت الذي كانت تنزف فيه الشركة أموالها وراء الكواليس دون علم المستثمرين.
وقال موظف، طلب عدم الكشف عن هويته، لموقع Business Insider، في عام 2019: “نتحدث عن أشخاص يتعاطون حبوباً وغيرها من المخدرات وسط الحشود أثناء مشاهدة عرض للمغني باستيل. وكان الناس يتبولون في كل مكان، وينزعون سراويلهم ويتغوطون بين الخيام لأنهم في حالة سكر لدرجة عجزهم عن الوصول إلى الحمام”.
فيما كان على العديد من الشركات إعادة التفكير في استراتيجياتها حول هذه الإجازات في مواجهة الوباء، الذي أوقف الرحلات السنوية مؤقتاً. ومع انتشار العديد من الموظفين الآن والعمل عن بُعد في جميع أنحاء العالم، فإنَّ هذا يضيف طبقة أخرى من الصعوبة في تنظيم الرحلات السنوية.
ومع ذلك، تُظهِر الدراسات الجديدة أنَّ العمال يكونون أكثر إنتاجية وإبداعاً في بيئات العالم الواقعي مقارنة ببيئات عمل Zoom الافتراضية؛ ما يعني أن إجازات الشركات السنوية، أو تكرارات منه، من المرجح أن يستمر.