حرية – (29/6/2022)
أعلنت وزارة البيئة، الأربعاء، أن المؤسسات الحكومية تقف في مقدمة الجهات الملوثة للانهر والمسطحات المائية، كاشفة عن إجــراءات ضــد المؤسســات المخالفــة منهــا فــرض غرامــات ماليــة وبعدها إيقــاف النشــاط.
وقــال معــاون مديــر دائــرة التوعيــة البيئيــة في وزارة البيئة أنعم ثابت خليل للصحيفة الرسمية (29 حزيران 2022)، إن “المؤسســات الحكوميــة تقف في مقدمة الجهــات الملوثة للأنهر والمســطحات المائيــة، وأبرزهــا مدينة الطب”.
وأشار إلى “وجود وحدات معالجة قديمة فــي دائــرة مدينــة الطــب، أصبحــت لا تســتوعب نوعيــة المخلفــات الطبيــة للأمــراض الجديدة، فضــلا عن زيادة أعداد المرضى بشكل يفوق بكثير طاقتها الاســتيعابية وما تصدره مــن مخلفات، وبالتالــي أصبحــت تلك الوحــدات غير مجدية في عملها”.
ولفت خليــل إلى “مخاطبــة دائرة مدينة الطــب من قبــل اللجان البيئيــة لتأهيل وحدات المعالجة، وبالفعل تم ذلك ولكن ليس بالمســتوى المطلــوب”، مبيناً، “وجود شــبكة مجــار داخــل المدينــة مربوطــة بشــبكة مجاري بغــداد، إلا أنه يتم رمي المخلفــات فــي ميــاه النهر بســبب عدم تحمل خطوط الشــبكات كمية المخلفات التي تطــرح وعــدم وجود توســعة لتلك الخطوط”.
وتابــع أن “الدائــرة تقــوم بعــدد مــن الإجــراءات ضــد المؤسســات المخالفــة منهــا فــرض غرامــات ماليــة وبعدها إيقــاف النشــاط، إلا أنها ليســت لديها القــدرة علــى غلــق مؤسســة حكومية، وبالتالي تتخلف تلك المؤسسات عن دفع الغرامات وإيقاف نشاطها”.
وبين أن “هناك ثلاثة مصادر لتلوث المياه؛ الأول صناعــي والثانــي ميــاه الصرف الصحي (ميــاه المجاري) والأخير الذي يعد الأخطر، هــو المخلفات الطبية التي تطرحها المؤسســات الصحيــة في مياه نهر دجلة”.
من جهته، قال المتحدث الرسمي لوزارة المــوارد المائيــة عــون ذيــاب عبــد الله للصحيفة الرسمية: إن “توجيه مياه المجاري نحو الأنهر يمثل كارثــة وجريمة بيئية كبرى ومقلقة جدا يحاسب عليها القانون”.
وأضاف أن “اللجنة العليا للمياه أصدرت منذ العام 2012 قــرارات إلى الوزارات والجهــات المســببة للتلــوث فــي جميــع المحافظات، تدعوها لاتخــاذ إجراءات لمعالجة ميــاه المجاري قبــل طرحها إلى الأنهــر، ولكن أغلــب الحكومات المحلية أهملت تلك القــرارات، على الرغم من التخصيصــات الكبيــرة المرصــودة لها ضمن الموازنة في تلك الفترة”.
وأوضــح أن “محافظــة كربلاء كانــت الأولــى بإنشــاء محطــات تنقية مياه المجــاري، ومــا زالت تعمــل بأعلى طاقتهــا وأصبحــت نســبة التلــوث فــي الأنهــر والمبــازل قليلــة جــدا، بينما لم تعط المحافظات الأخرى أهمية لإنشــاء المحطات سواء من خلال أمانة بغداد أو وزارة الإسكان والبلديات”.
وبين عبــد اللــه أن “الــوزارة أصدرت تعليمات جديدة تقضي بإنشاء محطات لتنقية مياه المجاري عند إنشاء المجمعات السكنية الاســتثمارية والاستفادة منها لسقي الحدائق والمزروعات، لكن أغلب المجمعات لا تلتزم بالتعليمات الصادرة، وأمانة بغداد مــا زالت تعمل على توجيه ميــاه محطــة مجــاري الرســتمية إلــى نهر ديالــى، بينما تقوم مجــاري الكرخ بتحويل مياه محطة الكاظمية الرئيســة إلــى نهــر دجلــة، وكذلــك أغلــب المدن الواقعة على النهر”.
وأكد أن “العراق يمر حاليا بأزمة انتشار الكوليرا، وفي الحقيقة يقف تلوث الأنهر كمسبب رئيس لنقل البكتيريا”، موضحا أن “مدينة الطب ترمي في بعض الأحيان أخطر المخلفات البيئية من المستشفيات والدوائر الصحية في النهر، إذ تســبب أمراضــا جلديــة والكوليــرا نتيجــة استخدامها من قبل المواطنين”.