حرية – (4/7/2022)
سلّط تقرير صحفي، الضوء على تحديات تأمين الطاقة الكهربائية في العراق، وانعكاسات محطة ميسان الاستثمارية المركبة لإنتاج الطاقة التي افتتحها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مؤخراً، على واقع الإنتاج في البلاد.
ويقول التقرير الذي نشرته صحيفة “العرب” (4 تموز 2022)، “قطع العراق خطوة في طريق طويل لمواجهة تحديات تأمين الكهرباء بشكل مستدام بعدما دشن الأحد محطة هجينة تعمل بالغاز والبخار في جنوب شرق البلاد”.
تالياً نص التقرير:
دشن رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي محطة ميسان الاستثمارية المركبة لإنتاج الطاقة الكهربائية، وهو مشروع نفذته شركة ربان السفينة لمشاريع الطاقة المحلية، والتي ستقوم بتشغيل المحطة لمدة 17 عاما.
ويأتي هذا الافتتاح بعد أيام من إعلان وزارة الكهرباء أنها اعتمدت خطة تشمل أنواع مصادر الطاقة ومصادر تمويل وزيادة الطاقة وتصريفها عبر قطاع النقل والتوزيع والوصول إلى إنتاج 44 ألف ميغاواط إضافية بحلول عام 2025.
وينتج العراق حاليا 20.5 ألف ميغاواط من الكهرباء، أي أقل بكثير من نحو 24 ألف ميغاواط التي يحتاج إليها لتلبية احتياجاته حاليا، وهي احتياجات يتوقّع أن تتعاظم في المستقبل في بلد تتوقع الأمم المتحدة أن يتضاعف عدد سكانه بحلول عام 2050.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن مصدر لم تكشف عن هويته قوله إن “المحطة ستنتج حوالي 750 ميغاواط من الكهرباء”، وهو ما يكفي لتلبية احتياجات أكثر من ثلاثة ملايين منزل وشركة.
وأوضح المصدر أن المحطة “إضافة نوعية جيدة للشبكة الوطنية” وأنها تستخدم الغاز المحلي المنتج من حقول ميسان، وهو ما اعتبره تطورا في مجال الطاقة وإنتاج الكهرباء، خاصة وأنه يخفض الاعتماد على الغاز والكهرباء المستورديْن تدريجيا.
ومن المتوقع أن تنتج المحطة الكهرباء على مرحلتين، كما أنها ستقلل من تلف وهدر الطاقة حيث ستسهم في خفض الانبعاثات الكربونية وبالنتيجة حماية البيئة، وكذلك ستحسّن مستوى الكفاءة في الإنتاج بالإضافة إلى أنها ستقلل من استهلاك الوقود.
وبحسب المعطيات المنشورة على المنصة الإلكترونية لشركة ربان فإن المشروع يشتمل على حلول جديدة ومبتكرة بما في ذلك استخدام وحدة توربينية غازية أنتجتها شركة سيمنز الألمانية وتتميز بأحد أفضل التصاميم في هذه الصناعة.
كما أنها تتمتع بإمكانات بدء التشغيل السريعة، وغرفة الاحتراق الحلقية المتقدمة مع الدروع الحرارية القابلة للاستبدال بشكل فردي، وتحسين الإزالة الهيدروليكية للحد من خسائر التخليص وزيادة الكفاءة مع تقليل التآكل.
وتم تعزيز المنظومة بإنتاج إضافي يتجاوز الخمسين في المئة من قدرة إنتاج المحطة الغازية ودون أي استهلاك إضافي للوقود، وذلك من خلال إضافة منظومة مبادلات حرارية وتوربين بخاري من سيمنز للاستفادة من حرارة الغازات العادمة.
وبحسب الشركة العراقية تبلغ طاقة إنتاج كل وحدة توربينية قرابة 329 ميغاواط وتعمل الدورة البسيطة بكفاءة تصل إلى 41 في المئة أما الدورة المركبة فتصل كفاءتها إلى 58 في المئة من كفاءة المنظومة.
وتقول الشركة إنه يمكن أن تصل طاقة إنتاج محطة ميسان إلى 840 ميغاواط في الظروف التشغيلية القصوى لتتم تغذية الشبكة المحلية بما تنتجه من تيار كهربائي.
ويعاني العراق من أزمة نقص الكهرباء المزمنة منذ عقود جراء الحصار والحروب المتتالية. ويحتج السكان منذ سنوات طويلة على الانقطاع المتكرر للكهرباء وخاصة في فصل الصيف حيث ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات عالية.
وتضطر وزارة الكهرباء إلى العمل وفق نظام القطع المبرمج لتجهيز الأهالي بالطاقة الكهربائية لعدة ساعات يوميا، فيما يلجأ الأهالي إلى شراء الطاقة الكهربائية من محطات خاصة لسد النقص في التجهيزات.
وخلال العقدين الماضيين تم إبرام أكثر من خمس شراكات لإقامة محطات توليد كبيرة، ولكن لم تجد طريقها إلى التنفيذ لعوامل كثيرة من بينها تعقيد مذكرات التفاهم والفساد والبيروقراطية التي ظلت جاثمة على الاقتصاد.