حرية – (14/7/2022)
من المتوقع أن يصل سكان العالم في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل إلى 8 مليارات نسمة، وفقاً لتقرير التوقعات السكانية لعام 2022 الصادر عن الأمم المتحدة، الذي يظهر أيضاً أن الهند في طريقها لتجاوز الصين باعتبارها أكبر دولة من حيث عدد السكان في عام 2023.
وتشير أحدث توقعات الأمم المتحدة إلى أن عدد سكان العالم يمكن أن ينمو إلى نحو 8.5 مليار عام 2030 و9.7 مليار عام 2050، قبل أن يصل إلى ذروته عند نحو 10.4 مليار شخص خلال عام 2080، إذ سيظل عدد السكان عند هذا المستوى حتى عام 2100.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، رداً على نتائج التقرير “يمر اليوم العالمي للسكان هذا العام خلال سنة تاريخية، إذ نتوقع ميلاد شخص يبلغ به عدد سكان الأرض 8 مليارات نسمة”.
وأضاف “هذه مناسبة للاحتفال بتنوعنا والاعتراف بإنسانيتنا المشتركة والإعجاب بالتطورات في مجال الصحة التي أطالت الأعمار وخفضت بشكل كبير معدلات وفيات الأمهات والأطفال. وفي الوقت ذاته، إنه تذكير بمسؤوليتنا المشتركة لرعاية كوكبنا ولحظة للتفكير في الأماكن التي لا نزال مقصرين فيها للوفاء بالتزاماتنا تجاه بعضنا البعض”.
أبطأ معدل نمو
وأشارت الدراسة السنوية التي صدرت يوم الاثنين بالتزامن مع اليوم العالمي للسكان إلى أن عدد سكان العالم ينمو بأبطأ معدل له منذ عام 1950، بعدما انخفض إلى أقل من واحد في المئة عام 2020.
ولفت التقرير إلى أن الخصوبة تراجعت بشكل ملحوظ في العقود الأخيرة بالنسبة إلى بلدان عدة، بحيث يعيش اليوم ثلثا سكان العالم في بلد أو منطقة تقل فيها معدلات الخصوبة مدى الحياة عن 2.1 مولود لكل امرأة، وهو المستوى المطلوب تقريباً لتحقيق نمو صفري على المدى الطويل مع انخفاض معدل الوفيات.
وفي 61 دولة أو منطقة، من المتوقع أن ينخفض عدد السكان بنسبة واحد في المئة على الأقل خلال العقود الثلاثة المقبلة نتيجة لاستمرار انخفاض مستويات الخصوبة، وارتفاع معدلات الهجرة في بعض الحالات.
أثر الجائحة
بحسب الأمم المتحدة، كان لجائحة كورونا تأثير في التغيّر السكاني، فانخفض متوسط العمر المتوقع العالمي عند الولادة إلى 71 سنة في 2021 من 72.9 في 2019. وفي بعض البلدان، ربما تكون موجات الجائحة المتتالية أدت إلى انخفاضات قصيرة الأجل في عدد حالات الحمل والمواليد.
وقال جون ويلموث، مدير قسم السكان في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية للأمم المتحدة إن “الإجراءات الإضافية التي تتخذها الحكومات بهدف الحد من الخصوبة سيكون لها تأثير ضئيل في وتيرة النمو السكاني من الآن وحتى منتصف القرن، بسبب الهيكل العمري اليافع لسكان العالم اليوم. ومع ذلك، فإن الأثر التراكمي لانخفاض الخصوبة، إذا تم الحفاظ عليه على مدى عقود عدة، يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ أكبر في النمو السكاني العالمي في النصف الثاني من القرن”.
8 دول وزيادة متوقعة
سيتركز أكثر من نصف الزيادة المتوقعة في عدد سكان العالم حتى عام 2050 في ثمانية بلدان هي جمهورية الكونغو الديمقراطية ومصر وإثيوبيا والهند ونيجيريا وباكستان والفيليبين وجمهورية تنزانيا المتحدة. كما من المتوقع أن تسهم بلدان أفريقيا جنوب الصحراء بأكثر من نصف الزيادة المتوقعة حتى عام 2050.
ويحذر ليو زينمين، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية من أن النمو السكاني السريع يجعل القضاء على الفقر ومكافحة الجوع وسوء التغذية وزيادة تغطية أنظمة الصحة والتعليم أكثر صعوبة.
أهداف التنمية المستدامة
في معظم بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، كذلك في أجزاء من آسيا وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، أدت الانخفاضات الأخيرة في الخصوبة إلى “عائد ديموغرافي”، مع ارتفاع نسبة السكان في سن العمل (25 إلى 64 سنة)، ما يوفر فرصة لتحقيق نمو اقتصادي متسارع للفرد.
يرى التقرير أنه لتحقيق أقصى استفادة من هذه الفرصة، ينبغي للبلدان أن تستثمر في زيادة تطوير مواردها البشرية من خلال ضمان الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم الجيد لجميع الفئات العمرية، ومن خلال تعزيز فرص العمالة المنتجة والعمل اللائق.
تؤكد الأمم المتحدة أن تحقيق أهدافها المستدامة، خصوصاً تلك المتعلقة بالصحة والتعليم والمساواة بين الجنسين، سيسهم في خفض مستويات الخصوبة وإبطاء النمو السكاني العالمي.
أعمار أطول
ولفت تقرير التوقعات السكانية الانتباه إلى أن يتهيأ العالم لرؤية مزيد من الشعر الشايب بحلول عام 2050، إذ من المتوقع أن يكون عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 سنة وما فوق في جميع أنحاء العالم أكثر من ضعف عدد الأطفال دون سن الخامسة، ونفس نسبة عدد الأطفال تحت عمر 12 سنة تقريباً.
كما من المتوقع أن تؤدي الانخفاضات الإضافية في معدل الوفيات إلى متوسط عمر متوقع عالمي يبلغ نحو 77.2 سنة عام 2050.
مع ذلك، ففي عام 2021، تأخر متوسط العمر المتوقع لأقل البلدان نمواً سبع سنوات عن المتوسط العالمي.
وأوصى التقرير بأن تتخذ البلدان التي لديها نسبة شيخوخة عالية بين سكانها خطوات لتكييف البرامج العامة وإنشاء رعاية صحية شاملة وأنظمة رعاية طويلة الأجل وتحسين استدامة أنظمة الضمان الاجتماعي والمعاشات التقاعدية.