حرية – (21/7/2022)
تختلف وتتنوع أشكال الحرف اليدوية، ولكن تعتبر صناعة الكراسي والادوات المنزلية من جريد النخيل أحد أعرق الحرف المصرية، والتي يرجع تاريخها لقرون مضت، وتعد أيضا من أصعب الحرف اليدوية والتي تحتاج قوة بدنية كبيرة للعمل بها.
ورغم قدم المهنة إلا أنها في طريقها للإنقراض بسبب متاعبها الصحية ومنافسة الصناعات البلاستيكية لها.
ويقول محمد عزت القفاص أحد العاملين في حرفة الصناعة من جريد النخيل والمقيم في قرية النوبة والدهاشنة بمركز بلبيس محافظة الشرقية، إنه يعمل في هذا المجال منذ سن السادسة وأباه هو من أحببه في هذه المهنة، مضيفا أنه على الرغم من حبه الشديد للمهنة إلا انها تكلفه تعب جسدي كبير بسبب وضعياتها الصعبة في تقطيع وتركيب الجريد.
عزت القفاص والبالغ من العمر ٤٨ عاما يشير إلى أن الكراسي والاقفاص المصنوعة من الجريد أرخص بكثير من البلاستيكية، ويمكن إصلاحها بأقل التكاليف في حال تفككها، كما تحمي الأقفاص الفواكه من الحرارة المرتفعة لأنها بدرجة حرارة مناسبة صيفا وشتاء على عكس الأقفاص البلاستيكية التي ترتفع درجة حرارتها في الصيف، مما يؤدي الى فساد الفواكه.
وقال عزت إن الأسعار تختلف من مشتري لأخر، فهناك من يطلب نوع جريد معين بسعر مرتفع، وهناك من يطلب نوع متوسط بسعر أقل، موضحا أن الفرق في الأسعار ليس كبير حيث يختلف كل نوع عن الاخر ٥٠ جنيها فقط.
وأوضح القفاص أن عمله لا يقتصر على الكراسي والأقفاص فقط فهو يستطيع عمل سرير وكومودينو وغرفة معيشة كاملة من الجريد، مضيفا أنه استطاع أن يطور في تلك المهنة ويعطي لمسات خاصة هو من ابتكرها.
وقال القفاص إن أكثر القطع التي تطلب منه هي الكراسي والترابيزات لأنها أكثر الأشياء التي تستخدم في البيوت، مضيفا أن سعر الاستراحات هو الأعلى في حرفته لأن الحساب يكون بالمتر ويتراوح المتر من ٨٠ لـ ١٢٠ جنيها.
وأكد عزت أن الكراسي المصنوعة من الجريد تعتبر صحية وتساعد على صفاء الذهن وتحسين الحالة النفسية وتخفيف آلام الظهر على عكس الكراسي البلاستيكية التي تسبب آلام في الظهر لأنها مصنوعة من مواد قاسية على عكس الجريد، وعلى الرغم من ذلك تلك الحرفة مهددة بالانقراض.