احمد الخضر
تبانيت ردود الافعال خلال اليومين الماضيين في العراق بعد اعلان مجموعة الاطار التنسيقي ترشيح القيادي المستقيل ظاهريٱ من حزب الدعوة محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الوزراء فالبرغم من تأييد معظم القوى السياسية الشيعية الردكالية له الا انه مازلت هناك عقبات تقف في طريقة للمضي الى كرسي رئاسة الوزراء ..
ولعل ابرز تلك العقبات هو اعتراض التيار الصدري عليه بأعتباره مرشح المالكي المرفوض من قبل التيار ناهيك على اعتراض التيارات التشرينية و اليسارية عليه الذين يرون في السوداني هو عودة لحقبة المالكي المليء بالطائفية و فشل العراق في السياسيات الدولية و انتشار المحسوبيات الحزبية و محاربة حرية الرأي ..
مجموعة الاطار التنسيقي الخاسرة اصلٱ في الانتخابات الاخيرة لم يكن يقدروا على تشكيل حكومة او ترشيح رئيس وزراء لولا ان قام السيد مقتدى الصدر صاحب الكتلة الفائزة بالانتخابات بالانسحاب من البرلمان واهدائهم فرصة تشكيل الحكومة لعلهم يقدرون هذه الفرصة والهدية ..
انسحاب الصدر جاء بعد محاصرة قوى الاطار له سياسيٱ ومنعه من تشكيل حكومة اغلبية فكان موقف الصدر واضحٱ وهو الانسحاب وترك الساحة لهم املٱ ان يحسنوا التصرف و هنا لا بد ان نذكر ان قوى الاطار قد عانت بعد انسحاب الصدر من صراعات داخلية على تركه الصدر السياسية ابتداء من ترشيح رئيس الوزراء مرورٱ بترشيح النائب الاول لرئيس مجلس النواب وانتهاء باللجان البرلمانية الصدر الذي ارسل عدة رسائل الى اطراف في الاطار مقربه منه انه وان انسحب فأنه ممكن ان يسقط اي حكومة مهما كانت قوتها من خلال الشارع والمظاهرات وهو الشيء الذي تفتقده معظم قوى الاطار التي لا تقوى على مواجهة الاحتجاجات الشعبية ..
اشارات الصدر كانت واضحة بخصوص الحكومة القادمة فانه بالرغم من التلويح ب التهديد ب اسقاطها الا انه اشار ايضٱ ان ممكن ان يدعمها في حال ان تكون بعيدة عن سيطرة بعض ( الفاشلين و الفاسدين و المتهمين بسرقة المال العام )
رسائل الصدر الواضحة جدٱ والتي فهمها معظم العراقيين تم ( التغليس عنها ) من قبل قادة مجموعة الاطار فعادوا و رشحوا من هو محسوب على المالكي مع احترامنا لشخص السيد السوداني ..
وهنا كان المفروض ان يكون ترشيح رئيس الوزراء هو نهاية ازمة و طوي صفحة خلاف الا اننا واقعٱ اليوم دخلنا في ازمة جديدة وهي ازمة تنصيب رئيس الوزراء
شخص محمد شياع السوداني ربما لا غبار عليه في النزاهة و الاخلاق ولكن هناك عقده كبيرة يواجهها وهي ليست انتماءه لحزب الدعوة وانما سيطرة المالكي عليه ..
المالكي يريد من خلال السوداني تصفير مرحلة العبادي و عبد المهدي و الكاظمي والعودة الى المربع الاول باعادة تشكيل دولته العميقة و اقصاء الصدر والصدريين من كل جوانب العملية السياسية والاجتماعية ، طموح المالكي هذا لايوجد من يكبحه من حلفاءه بالعكس هناك من يدفعه و لذلك اعتبر المالكي ترشيح السوداني نصرٱ له و نرى كل وسائله الاعلامية محتفله و فرحه و تروج بهذا التنصيب وكانة انتصار على السيد الصدر
اما الموقف السني فهو لا يفرق لهم كثيرٱ ان جاء السوداني او غير السوداني فما من سياسي سني واحد مشترك بالعملية السياسية الا وكان مبارك ومهنىء و مساند لأي خطوة تخطوها القوى السياسية الشيعية الردكالية وان كانت هذه الخطوة خاطئة ولا يرضى عليها الشارع السني فالمهم عندهم رضا الزعامات الشيعية التقليدية عنهم و اعطائهم حصصهم من كعكعة الدولة والحكومة ..
اما الموقف الكردي ف دائمٱ ما يكون ضبابيٱ مع كل ترشيح شيعي لرئاسة الوزراء اما التأييد والرفض فهذا يكون مرتبطة بمدى قبول المرشح لرئاسة الوزراء بشروطهم التي هي في تصاعد مع كل دورة انتخابية ..
واتصور ان على السيد السوداني ان يقرٱ الساحة والرسائل جيدٱ اذا اراد الوصول الى كرسي رئاسة الوزراء و الاستمرار فيه عليه ان يغادر افكار ان ادارة الحكم ممكن ان تنجح مع وجود صراعات سياسية مع قوى لها تمثليها الضخم في الشارع فما بالك اذا كان تيار شعبي كبير مطيع لقيادته ..
فكرة القوة و فرض السلطة بالسوط و الاعتقالات و تكميم الافواه التي تؤمن بها بعض من من دعم السوداني للترشيح اعتقد يجب ان يتبرٱ منها السوداني سريعٱ اذا ارد المضيء بل يجب ان يبدد مخاوف الشارع بانه لانه يكون الا سكرتير عند بعض زعماء الكتل السياسية لذلك هو امام اختبار حقيقي وجاد من قبل الناس اما ان يكون مستقلٱ بقراره و بعيده بتصرفاته عن القيادات السابقة للبلاد وان يكرح رؤية جديدة مؤمنه بقبول الاخر و التعامل مع الشعب بأنه مصدر السلطة او الذهاب الى دهاليز الاحزاب التي لم تنتج لنا الا شخصيات فاسدة و فاشله ..
عليه ان يبعد نفسه و يبعد التعينات في مكتبه عن سطوة زعيم هذا الحزب السياسي او ذلك الحزب السياسي ..
اما العودة الى مربعات المحسوبيات و سيطرة فلان الفاشل و علان الفاسد على رئاسة الوزراء والدولة سوف يتحمل نتائجها مبكرٱ
فالخروج من عباءة المالكي و غير المالكي هي البداية الصحيحة له خصوصٱ اذا كانت هذه العبائات مستهلكة ولا تنفع معها الترقيع ..