حرية – (2/8/2022)
تعتبر الضربة الأمريكية التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري أول تحرك عسكري أمريكي معروف لمكافحة الإرهاب في أفغانستان منذ انسحاب القوات الأمريكية في آب/أغسطس 2021. فيما يلي نظرة على عدد من أبرز العمليات السابقة التي استهدفت كبار قادة تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة.
ماهر العقال
أعلن البيت الأبيض والجيش الأمريكي في تموز/يوليو 2022 أن ماهر العقال، أحد الشخصيات البارزة في تنظيم الدولة الإسلامية والذي عمل على بناء شبكاته خارج العراق وسوريا، قُتل في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في شمال غرب سوريا.
وقال مسؤولون في ذلك الوقت إن الضربة ستقوض قدرة التنظيم الإرهابي على التخطيط وتنفيذ هجمات على مستوى العالم، حيث يعتبر العقال أحد أهم خمس شخصيات من قادة التنظيم في العراق وسوريا.
وكان العقال أحد هدفين للغارة الأمريكية خارج بلدية جنديرس السورية بمحافظة حلب على الحدود مع تركيا. وأصيب شخص ثان مرتبط به بشكل وثيق بجروح خطيرة لم يحدده الجيش الأمريكي هويته.
وأشاد بايدن بالضربة في حينها قائلاً إنها “توضح أن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى آلاف الجنود في مهام قتالية لتحديد التهديدات التي تواجه بلدنا والقضاء عليها”.
ابو ابراهيم الهاشمي القريشي
أعلن بايدن في شباط/فبراير 2022 أن قوات العمليات الخاصة الأمريكية نفذت مهمة لمكافحة الإرهاب في سوريا مخطط لها منذ شهور وقتلت أبو إبراهيم الهاشمي القريشي زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية”.
قتل 13 شخصاً خلال الغارة بينهم ستة أطفال وأربع نساء بحسب مسعفين محليين وأكد بايدن عدم وقوع أي إصابات في صفوف القوات الأمريكية.
واستهدفت العملية منزلاً من طابقين في محافظة إدلب السورية الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة، وبحسب سكان قريبين شاهدوا طائرات هليكوبتر وسمعوا أصوات إطلاق نار. وقال مسؤولون أمريكيون للصحفيين إن القرشي فجر نفسه بقنبلة قتلته مع أفراد أسرته. وقال السكرتير الصحفي للبنتاغون جون كيربي إن أحد مساعدي القرشي قتل أيضاً وربما طفل آخر.
ابو بكر البغدادي
أعلن الرئيس دونالد ترامب في تشرين الأول/أكتوبر 2019 أن أبو بكر البغدادي، قائد تنظيم الدولة الإسلامية آنذاك، قتل خلال عملية عسكرية أمريكية في سوريا.
وكان البغدادي الذي تولى قيادة التنظيم في عام 2010، قد أعلن قيام “خلافة إسلامية” في العراق وسوريا سيطرت في ذروة نشاطها على مناطق واسعة بين البلدين وقادت أو ألهمت هجمات إرهابية عديدة في جميع أنحاء العالم.
طرد تحالف عسكري تقوده الولايات المتحدة تنظيم “الدولة الإسلامية” من آخر معاقله في آذار/مارس 2019، لكن البغدادي الذي نادراً ما كان يظهر علناً، ظل طليقاً.
في عملية ليلية في 26 تشرين الأول/أكتوبر 2019، نقلت طائرات هليكوبتر فريقاً من قوات العمليات الخاصة الأمريكية إلى شمال غرب سوريا لشن هجوم على مجمع للمسلحين هناك. وقال ترامب إن البغدادي اختبأ في “نفق مسدود” وفجر سترة ناسفة فقتل نفسه وثلاثة من أبنائه. وتفاخر ترامب بأن البغدادي “مات كالكلب”، كما رحب زعماء في أوروبا والشرق الأوسط بأخبار مقتله.
وقال مسؤولون أمريكيون إن وكالات المخابرات الأمريكية تعقبت البغدادي إلى محافظة إدلب حيث تنشط مجموعة متنوعة من الجماعات الإسلامية المتطرفة.
حمزة بن لادن
قال ترامب في أيلول/سبتمبر 2019 إن حمزة بن لادن، نجل أسامة بن لادن مؤسس تنظيم “القاعدة” والذي رأى البعض أنه نجم صاعد محتمل في الشبكة الإرهابية، قُتل على يد القوات الأمريكية في عملية لمكافحة الإرهاب في أفغانستان وباكستان.
ولم يذكر ترامب تفاصيل إضافية، لكن تقارير سابقة أشارت إلى وفاة حمزة في وقت سابق مما ترك حالة من عدم اليقين بشأن توقيت العملية. وقال ترامب في بيان إن حمزة كان “مسؤولاً عن التخطيط والتعامل مع مجموعات إرهابية مختلفة” واصفاً وفاته بأنها ضربة لقيادة التنظيم.
وصف ترامب في وقت لاحق حمزة بأنه “الوريث الواضح للقاعدة”، واعتبر خبراء الإرهاب بأنه شخصية جذابة للمسلحين الشباب لأن القاعدة تنافس تنظيم الدولة الإسلامية على تجنيد الشباب.
أسامة بن لادن
عندما تولى الرئيس باراك أوباما منصبه في عام 2009، أصدر تعليماته لمدير وكالة المخابرات المركزية حينها ليون بانيتا بجعل قتل أو القبض على بن لادن أولوية قصوى.
في ليلة 1 أيار/مايو 2011، شاهد أوباما وكبار المسؤولين من غرفة العمليات بالبيت الأبيض فرق المارينز التابعة للبحرية الأمريكية تطير من أفغانستان إلى أبوت آباد في باكستان لمداهمة مجمع يعتقد أن بن لادن كان يختبئ فيه. قتل الفريق الأمريكي بن لادن (54 عاماً) وأخذ جثته ومجموعة من الأوراق والممتلكات الشخصية.
وعلق أوباما بالقول “لقد قتلناه” وأكدت القاعدة مقتله بعد عدة أيام وتعهدت بالثأر. وفي خطاب بعد العملية، قال أوباما أن ما حدث “أهم إنجاز حتى الآن في جهود أمتنا لهزيمة القاعدة” وأضاف إن العالم سيكون “مكاناً أفضل بسبب مقتل أسامة بن لادن”.
ذكرت صحيفة “ذي بوست” لاحقاً أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية استخدمت طائرات شبح بدون طيار لمراقبة المجمع. وأثار اكتشاف بن لادن في باكستان تساؤلات في الولايات المتحدة حول مصداقية هذا البلد كحليف في مكافحة الإرهاب، خاصة وأن رئيس الوزراء الباكستاني آنذاك وصف الهجوم بأنه “انتهاك للسيادة”.
وقال أوباما بعد يومين من الغارة إن الولايات المتحدة لديها صور جثة بن لادن لكنها لن تنشرها مما أثار نظريات المؤامرة. وقد فشلت الإجراءات القانونية لمحاولة إجبار السلطات الأمريكية على الإفراج عن الصور.
أبو مصعب الزرقاوي
في 7 حزيران/يونيو 2006، قتلت القوات الأمريكية أبو مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم “القاعدة” في العراق، في غارة جوية على منزل في شمال بغداد. وسرعان ما أكدت المواقع المرتبطة بالتنظيم مقتله ووصفته بـ”الشهيد”.
وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن ستة أشخاص آخرين قتلوا في الغارة بينهم امرأة وطفل.
وقعت هذه الضربة بعد ثلاث سنوات من حرب العراق التي شنتها إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش بناء على مزاعم اتضح فيما بعد إهنا كاذبة بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل وأن صدام حسين كان يؤوي القاعدة. اتهم مسؤولون في إدارة بوش بشكل غير صحيح أيضاً الزرقاوي بالعمل كصلة وصل بين القاعدة ونظام صدام.
وقال بوش في خطاب ألقاه في البيت الأبيض في اليوم التالي: “مقتل الزرقاوي ضربة قاسية للقاعدة. إنه انتصار في الحرب العالمية على الإرهاب، وهو فرصة للحكومة العراقية الجديدة لقلب دفة هذا الصراع”.