حرية – (2/8/2022)
ينحدر أيمن الظواهري من عائلة تحظى بالاحترام في ضواحي العاصمة المصرية القاهرة، حيث مارس مهنته كطبيب قبل أن يتبنى الفكر المتشدد، وبعد مقتل أسامة بن لادن خلفه في زعامة تنظيم القاعدة حيث كان عقل التنظيم المدبر ومؤسس استراتيجياته.
ولد أيمن محمد ربيع الظواهري في ضاحية المعادي بالقرب من العاصمة المصرية القاهرة في 19 حزيران من العام 1951، من عائلة متميزة من الطبقة المتوسطة تحظى بالاحترام، أنجبت العديد من الأطباء وعلماء الدين.
وكان والد الظواهري طبيبا معروفا وجده إماما في جامع الأزهر بالقاهرة الذي يمثل أعلى سلطة دينية لدى المسلمين السنة.
يأتي انخرط الظواهري الابن في المجتمع الإسلامي المتطرف بمصر في سن مبكرة، حيث نشر العديد من الكتب عن الأصولية الإسلامية التي كانت بالنسبة للكثيرين رمزا للحركة الإسلامية المتطرفة.
وكانت المرة الأولى التي سمع فيها العالم عن أيمن الظواهري عندما وقف في قفص بقاعة المحكمة بعد اغتيال الرئيس المصري أنور السادات عام 1981.
حينها أعلى الظواهري صوته إلى جانب المتهمين الآخرين الذين أغضبهم اتفاق السلام الذي أبرمه السادات مع إسرائيل، بالقول إنهم “ضحوا ومستعدون لمزيد من التضحيات حتى انتصار الإسلام”.
وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهمة حيازة سلاح دون سند من القانون، لكنه بُرئ من التهم الرئيسية.
وذهب الظواهري، الذي درس الجراحة ليكون أحد الأسماء المستعارة له “الطبيب”، إلى باكستان عند إطلاق سراحه حيث عمل مع الهلال الأحمر في علاج المجاهدين الإسلاميين الجرحى في أفغانستان الذين كانوا يقاتلون القوات السوفيتية.
وتعرف خلال تلك الفترة على بن لادن، وهو سعودي ثري انضم إلى المقاومة الأفغانية آنذاك.
وتولى الظواهري قيادة الجهاد الإسلامي في مصر عام 1993، وكان شخصية بارزة في حملة منتصف التسعينيات للإطاحة بالحكومة وإقامة دولة إسلامية خالصة. وقُتل خلال تلك الحملة أكثر من 1200 مصري.
وفي العام 1999 حكمت محكمة عسكرية مصرية غيابيا على الظواهري بالإعدام بينما كان يعيش إلى جانب بن لادن الذي ساعده في تشكيل القاعدة. وكان واحدا من خمسة موقعين على “فتوى” بن لادن التي تدعو لشن هجمات ضد الأميركيين.
ولقي أيمن الظواهري حتفه فجر الأحد في كابول بعد عملية تعقب استمرت لسنوات، أطلق صاروخان من طائرة مسيرة أديا إلى مصرعه.
وبخصوص مستقبل القاعدة من دونه، قال موقع “سايت” إن معنويات الجهاديين كانت مرتفعة، حيث كتب أحدهم “لو مات الشيخ أيمن الظواهري، هناك ألف أيمن غيره”.
من جهته يرى كولين كلارك الباحث في مركز صوفان أن التنظيم “عند مفترق طرق”.
وقال “على الرغم من زعامة الظواهري، التي قللت من خسائر القاعدة خلال مرحلة إعادة البناء، لا تزال الجماعة تواجه تحديات خطيرة وهي تمضي قدما. ومن بين هذه التحديات، من سيقود القاعدة بعد رحيل الظواهري