حرية – (11/8/2022)
جدَّد تقصي مكتب التحقيقات الفيدرالي عن منتجع “مارالاغو”، الخاص بدونالد ترامب في فلوريدا، الدعوات بين الجماعات المحافظة ومؤيدي الرئيس السابق لشن حرب أهلية في الولايات المتحدة، بحسب موقع Business Insider الأمريكي.
إذ كتب أحد مستخدمي تويتر في تغريدة: “الهجوم على ترامب هو هجوم على الوطنية الأمريكية الحقيقية، الحرب الأهلية ستؤول إلى مواجهة بين إدارة بايدن والأمريكيين الوطنيين”، فيما كتب مؤيد آخر لترامب: “لماذا قد يداهم مكتب التحقيقات الفيدرالي منزل ترامب، لكن لا يقترب قط من منزلَي بايدن وكلينتون، الحرب الأهلية قادمة، ولن تكون هيّنة”.
بدورها، هدَّدت كاري ليك، المرشحة الجمهورية التي أيّدها ترامب لمنصب حاكم ولاية أريزونا، بتفعيل التعديل العاشر للدستور الأمريكي بشأن تحريات مكتب التحقيقات الفيدرالي، إذا انتُخِبَت في نوفمبر/تشرين الثاني.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يهدد فيها أنصار ترامب أو الجماعات المتطرفة بإشعال حرب أهلية، في الوقت الذي لا تزال فيه البلاد منقسمة بشدة بسبب السياسة، وحذّر علماء السياسة الجمهور لأشهر من أنَّ هذا قد يحدث قريباً.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة The Washington Post، أنَّ الرئيس جو بايدن عقد اجتماعاً خاصاً مع مجموعة من خبراء التاريخ المعاصر في البيت الأبيض، يوم 4 أغسطس/آب، الذين حذروه من التهديدات المستمرة التي تواجهها الديمقراطية.
فيما قالت مصادر مطلعة على الاجتماع، الذي استمر قرابة ساعتين، للصحيفة الأمريكية، إنَّ الخبراء وصفوا اللحظة الحالية بأنها من بين أخطر اللحظات الديمقراطية في التاريخ الحديث. ووفقاً لصحيفة The Washington Post، عقدت المجموعة الصغيرة نقاشاً شبه حصري، عن الشمولية في جميع أنحاء العالم، والتهديدات على الديمقراطية الأمريكية.
وقالت كارول إمبرتون، أستاذة التاريخ في جامعة بوفالو، والمتخصصة في الحرب الأهلية الأمريكية، في مقابلة سابقة مع موقع Business Insider: “من المحتمل أن تحدث حلقات أخرى من العنف مثل التي شهدناها في 6 يناير/كانون الثاني. عندما يكون لديك سياسيون يثيرون غضب الجميع، ويكون تطبيق القانون ضعيفاً أو غير كفء في الرد على ذلك، يصبح أمامك مزيج مضطرب حقاً يشجع هذه الأنواع من المجموعات على الاستمرار فيما تفعله”.
فيما قال جاي أولفيلدر، عالم السياسة الذي يدرس الحروب الأهلية وشغل منصب مدير الأبحاث في فرقة العمل المعنية بعدم الاستقرار السياسي، لموقع Business Insider سابقاً، إنَّ الحرب الأهلية يمكن أن تصبح حقيقة واقعة لأنَّ الجمهوريين “طبّعوا” الخطاب المتطرف، وأضاف أولفيلدر: “عند تطبيع ذلك يكون من الأسهل بكثير تجنيد الأشخاص في تلك المنظمات… التي كان يمكن اعتبارها متطرفة أو لديها آراء متطرفة”.
جاءت الدعوات المتجددة لحرب أهلية بعدما أعلن ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي، مساء الإثنين 8 أغسطس/آب، أنَّ مكتب التحقيقات الفيدرالي داهم منتجع “مارالاغو” الخاص به، وذكرت شبكة CNN أنَّ تفتيش مكتب التحقيقات الفيدرالي كان جزءاً من تحقيقهم في التعامل مع الوثائق الرئاسية.
كما تبنى مُشرِّعون جمهوريون آخرون في عدة ولايات فكرة انفصال ولاياتهم عن الولايات المتحدة.
على سبيل المثال، في نيو هامبشاير، صوّت 13 جمهورياً، في مارس/آذار الماضي، لدعم إجراء من شأنه جعل الولاية مستقلة عن الولايات المتحدة، لكن في النهاية لم يكتسب الإجراء أصواتاً كافية لتمريره في مجلس النواب بالولاية.
وأخبر النائب الجمهوري عن الولاية، ماثيو سانتوناستاسو، موقع Business Insider، أنَّها مسألة وقت قبل أن تبدأ الولايات الأمريكية في الانفصال. وقالت سانتوناستاسو: “الطلاق الوطني حتمي، والحكومة ليست سوى وهم نملكه جميعاً في أذهاننا، إذا قرر الناس رفض حكومتهم فليس هناك الكثير مما يمكن للإدارة الفيدرالية فعله لإيقافهم”.