حرية – (13/8/2022)
أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستعزز مبادلاتها التجارية مع تايوان وتؤكد على حقها في التحرك بحرية جوا وبحرا في المضيق الذي يفصل الجزيرة عن الصين، ردا على السلوك “الاستفزازي” لبكين.
وتزامن ذلك مع إعراب وزارة الخارجية التايوانية، اليوم السبت عن “خالص امتنانها” للولايات المتحدة لاتخاذها “إجراءات ملموسة” للحفاظ على الأمن والسلام في مضيق تايوان والمنطقة، وفقا لوكالة رويترز.
ويوم الجمعة، قال كورت كامبل منسق البيت الأبيض، لقضايا آسيا والمحيط الهادئ ومستشار الرئيس، جو بايدن، إن خطة تجارية جديدة ستكشف خلال أيام بينما ستعبر قوات أميركية مضيق تايوان في الأسابيع المقبلة.
وجاء البيان بعدما أجرت بكين التي أغضبتها زيارة لرئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان، أكبر مناورات عسكرية على الإطلاق حول الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي، بحسب وكالة “فرانس برس”.
تهديدات مستمرة
واتهمت تايوان الصين باستخدام زيارة بيلوسي أعلى مسؤول أميركي منتخب يزور الجزيرة منذ عقود، ذريعة لبدء التدريبات التي وصفتها تايبيه بأنها تجربة لغزو.
وقالت رئيسة تايوان، تساي إنغ ون، يوم الخميس، إن تهديد الصين باستخدام القوة لم يتضاءل، على الرغم من أن أكبر التدريبات العسكرية التي تجريها بكين على الإطلاق حول الجزيرة يبدو أنها تتقلص.
تعتبر الصين تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها وتتعهد استعادتها يوما ما ولو بالقوة إذا لزم الأمر.
وقالت تساي لضباط القوات الجوية، وفقا لبيان صادر عن مكتبها، “في الوقت الحالي لم ينخفض تهديد القوة العسكرية الصينية”.
ونقل مكتبها عن تايوان قولها إن تايوان لن تصعد الصراع ولن تثير الخلافات، مضيفة: “سندافع بحزم عن سيادتنا وأمننا القومي، وسنلتزم بخط الدفاع عن الديمقراطية والحرية”.
وقال مصدر مطلع على الأمر لرويترز إن عدد السفن الحربية القريبة من الخط الوسطي لمضيق تايوان، وهو منطقة عازلة غير رسمية، “انخفض بشكل كبير” عن الأيام السابقة.
لكن المصدر المطلع على التخطيط الأمني قال إن عدة سفن تابعة للبحرية الصينية تقوم بمهام قبالة الساحل الشرقي لتايوان وبالقرب من جزيرة يوناجوني اليابانية.
“مبالغة في ردة الفعل”
من جانبه، قال كامبل إن زيارة بيلوسي “تتفق” مع سياسة واشنطن الحالية، معتبرا أن الصين “بالغت في رد فعلها”.
وأضاف أن بكين استخدمت هذه الذريعة “لشن حملة ضغط مكثفة على تايوان لمحاولة تغيير الوضع الراهن وتعريض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان وفي المنطقة الأوسع للخطر”.
وتابع كامبل أن: “الصين بالغت في رد فعلها ولا تزال أفعالها استفزازية ومزعزعة للاستقرار وغير مسبوقة”.
وردا على تدريبات الصين، تعيد الولايات المتحدة تأكيد التزامها في المنطقة لكنها تؤكد على سياسة “الغموض الاستراتيجي” التي تتبعها وتعني الاعتراف بالصين دبلوماسيًا وفي الوقت نفسه دعم الحكم الذاتي لتايوان، بحسب وكالة “فرانس برس”.
“خارطة طريق طموحة”
وشدد كامبل على أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن “ستواصل تعزيز علاقاتها مع تايوان ، بما في ذلك عبر مواصلة الدفع قدما بعلاقتنا الاقتصادية والتجارية”.
وأضاف: “نعد حاليا على سبيل المثال، خارطة طريق طموحة لمفاوضات تجارية سنعلنها في الأيام المقبلة”.
وتابع أن الولايات المتحدة ستؤكد حقها في استخدام المجال الجوي والبحري الدولي بين الصين وتايوان.
وأوضح كورت كامبل للصحافيين أن القوات الأمريكية “ستستمر في الطيران والإبحار والعمل حيثما يسمح القانون الدولي بذلك، بما يتفق مع التزامنا حرية الملاحة منذ فترة طويلة”.
واضاف أن:”ذلك يشمل عمليات عبور جوية وبحرية عادية عبر مضيق تايوان في الأسابيع المقبلة”.
ولم يوضح المسؤول الأميركي شكل الانتشار الذي سيرافق هذه المناورات. وقال إن “لا تعليق لدي بشأن طبيعة عملياتنا ولا مواعيد عبور مضيق تايوان”.
وعبرت وزارة الخارجية التايوانية عن شكرها لواشنطن على “دعمها الحازم”، وشددت في بيان، اليوم السبت، على “إجراءات واشنطن الملموسة لضمان أمن مضيق تايوان والسلام في المنطقة”.
وانتقد المسؤول الأميركي الكبير قرار الصين إنهاء تعاونها في مجال المناخ مع الولايات المتحدة لكنه أكد أن واشنطن ما زالت تبقي قنوات الاتصال “مفتوحة” مع بكين.
واضاف أن بايدن والرئيس الصيني، تشي جينبينغ، طلبا من طاقميهما ترتيب عقد قمة بينهما، لكنه رفض التعليق على معلومات تفيد بأنها قد تعقد خلال اجتماع مجموعة العشرين في بالي في نوفمبر المقبل.
وقال: “ليس لدينا أي شيء آخر في ما يتعلق بالتفاصيل عن الموعد أو المكان”.
“استفزازات عسكرية”
وتعيش تايوان تحت تهديد الغزو الصيني منذ عام 1949 عندما فرت الحكومة القومية لجمهورية الصين المهزومة إلى الجزيرة بعد أن انتصر الحزب الشيوعي بزعامة، ماو تسي تونغ، في حرب أهلية.
وتقول الصين إن علاقاتها مع تايوان شأن داخلي وتحتفظ بالحق في إخضاع الجزيرة لسيطرتها بالقوة إذا لزم الأمر.
وفي المقابل، تقول حكومة تايوان المنتخبة ديمقراطياً إن جمهورية الصين الشعبية لم تحكم الجزيرة قط، لذا لا يحق لها تقرير مستقبلها أو المطالبة بها لأنفسهم.
وأوضحت رئيسة تايوان: “في مواجهة الاستفزازات العسكرية الأخيرة للصين، فإن القوات المسلحة للأمة على الخطوط الأمامية مباشرة، وستكون واجباتها مرهقة أكثر والضغط سيكون أكبر”.
ولم يصدر الجيش الصيني أي تعليق جديد على نشاطه العسكري حول تايوان يوم الخميس.
ومع ذلك، واصل الجانبان حربهما الكلامية، حيث كررت تايوان رفضها لنموذج “دولة واحدة ونظامان” الذي اقترحته الصين لإخضاع الجزيرة لسيطرة بكين.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية التايوانية، جوان أو، في مؤتمر صحفي في تايبيه، إن شعب تايوان فقط هو من يمكنه تقرير مستقبله.
وأضافت أوي أن الصين تستخدم زيارة بيلوسي إلى تايبيه “كذريعة لخلق حياة طبيعية جديدة لترويع شعب تايوان”.
وفي بكين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين إن “إعادة التوحيد” أمر لا مفر منه في يوم من الأيام.
وتابع: “نحن على استعداد لخلق مساحة واسعة لإعادة التوحيد السلمي ، لكننا لن نترك أي مجال لجميع أشكال الأنشطة الانفصالية من أجل استقلال تايوان”.