حرية – (22/8/2022)
تنتظر إيران رد الولايات المتحدة الأمريكية على المطالب التي أرسلتها لها لإحياء الاتفاق النووي لسنة 2015، وذلك بعد 5 أيام من المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين احتضنتها العاصمة النمساوية فيينا، وانتهت بتقديم مسودة مفوض الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
وكشف مصدر دبلوماسي إيراني لـ”عربي بوست” أن “طهران درست مقترحات الاتحاد الأوروبي، لكن القيادة العليا في إيران والمؤسسات المعنية بالبرنامج النووي لديها بعض التحفظات والمطالب، وتم إرسالها إلى الاتحاد الأوروبي في وثيقة يوم 15 أغسطس/آب، وفى انتظار الرد الأمريكي”.
وأضاف المصدر أنه “في حال وافقت واشنطن والأطراف الأوروبية على الوثيقة الأخيرة التي أرسلتها إيران، بالطبع سنكون على بعد أيام من إعلان إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وأعاد فرض العقوبات على إيران”.
ملاحظات إيرانية
طوال الأيام الخمسة من المفاوضات في فيينا، في بداية شهر أغسطس/آب الجاري، كان الفريق النووي المفاوض الإيراني، يحاول مناقشة العديد من المسائل في المسودة النهائية للاتحاد الأوروبي، التي وضعت لحل الخلافات بين واشنطن وطهران.
وقال مسؤول إيراني مطلع على الملف لـ”عربي بوست”، إن “مسودة بوريل كانت تحمل مزايا لواشنطن، لذلك كنا نسميها المسودة الأمريكية، لكن استطاع فريقنا انتزاع بعض المزايا لإيران بإضافة بعض البنود الجديدة، وهذا لا يعني الانتهاء، فعندما عاد الفريق المفاوض إلى طهران، أضاف ملاحظات أخرى”.
والقضايا العالقة بين واشنطن وطهران 4 قضايا: رفع العقوبات، وشطب الحرس الثوري من لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية، ورغبة إيران فى الحصول على ضمانات أمريكية لضمان عدم تخريب الصفقة النووية مرة أخرى، وإغلاق تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
يقول أحد مستشاري الفريق النووي الإيراني المفاوض في فيينا، لـ”عربي بوست”: إن “إغلاق تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية مسألة مهمة لإيران؛ لأنه إذا لم يتم ضمان إغلاق هذا التحقيق، من الممكن فتحه في أي وقت واستخدامه كذريعة لإعادة فرض عقوبات دولية على طهران”.
4 مراحل لإحياء الاتفاق
كشف دبلوماسي إيراني مقرب من الفريق النووي المفاوض الإيراني لـ”عربي بوست” أن المسودة التي أرسلتها طهران إلى الاتحاد الأوروبي تتضمن 4 مراحل زمنية رئيسية للعودة المتبادلة لبنود الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وتمتد هذه المراحل الزمنية إلى حوالي 6 أشهر، وهي:
- المرحلة الأولى: يوم اختتام مفاوضات فيينا، وبعد انتهاء توقيع وزراء خارجية كل من إيران والولايات المتحدة، والأطراف الأوروبية على الاتفاق النووي الإيراني، يتم الإعلان عن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، ويوم يُعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، التنازل عن عدد من الأوامر التنفيذية التي اتخذها سلفه، دونالد ترامب.
وعن هذه المرحلة يقول مصدرنا: إن “من ضمن المطالب الإيرانية النهائية، هو إعلان بايدن عن تنازله عن بعض الأوامر التنفيذية التي بموجبها تم فرض عقوبات على 155 مؤسسة مالية إيرانية وحوالي 15 مصرفاً”.
وبحسب المصدر ذاته، فإن إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عن التنازل عن هذه القرارات التنفيذية التى تخص الكيانات المالية والبنوك الإيرانية، لن يتم رفع العقوبات عنها مباشرة؛ لأنه مجرد تنازل وليس إلغاءً.
- المرحلة الثانية: بعد مرور 60 يوماً من توقيع وزراء الخارجية للاتفاق النووي الإيراني، واختتام مفاوضات فيينا، يبدأ كل من الكونجرس والبرلمان الإيراني العمل على كتابة الخطوات اللازمة لكلا البلدين للعودة المتبادلة للاتفاق النووي.
- المرحلة الثالثة: بعد مرور 120 يوماً على اختتام المفاوضات النووية في فيينا، وإعلان التوصل إلى إحياء الاتفاق النووي، تبدأ طهران في إعلان استعدادها للعودة الكاملة لتنفيذ بنود صفقة العمل الشاملة المشتركة.
وعن هذه المرحلة يقول مصدر مقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إنه “بعد مرور 120 يوماً منذ بدء إعلان إحياء الاتفاق النووي، سيكون على الرئيس الأمريكي إعلان إلغائه الأوامر التنفيذية (المذكورة أعلاه)، والتنازل عنها، ومن تم تبدأ طهران في الالتزام ببنود الاتفاق”.
وأضاف المصدر أنه بعد 120 يوماً يجب على الإدارة الأمريكية إعلان إلغاء الأوامر التنفيذية بفرض عقوبات على 155 مؤسسة مالية إيرانية، وستكون هذه الخطوة بمثابة إشارة البدء لإيران للعودة للامتثال الكامل لبنود اتفاق النووي لعام 2015.
- المرحلة الرابعة: بعد مرور 45 يوماً على 120 يوماً من إعلان إحياء الاتفاق النووي، أي بعد مرور 165 يوماً على اختتام مفاوضات فيينا، ستكون هذه المرحلة النهائية التي سيتم فيها الإعلان من كلا الجانبين (واشنطن وطهران)، عن العودة الكاملة للالتزام ببنود الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.
عن هذه المرحلة، يقول الدبلوماسي الإيراني: “في اليوم الـ165 ستكون كل من واشنطن وطهران قد نفذا الشروط المطلوبة منهما، من أجل العودة الكاملة للاتفاق النووي، وهو يوم النهاية”.