حرية – (22/8/2022)
أدت أسوأ موجة جفاف تشهدها أوروبا منذ سنوات إلى انخفاض منسوب المياه في نهر الدانوب لأدنى مستوياته منذ ما يقرب من قرن، مما كشف عن هياكل عشرات السفن الحربية الألمانية التي غرقت خلال الحرب العالمية الثانية وهي محملة بالمتفجرات بالقرب من ميناء براهوفو الصربي المطل على النهر.
وكانت هذه السفن من بين مئات أغرقها أسطول ألمانيا النازية في البحر الأسود في نهر الدانوب في عام 1944 أثناء انسحابه أمام تقدم القوات السوفياتية، ولا تزال هذه السفن تعوق حركة الملاحة النهرية أثناء انخفاض مستوى المياه.
ومع ذلك، كشف الجفاف هذا العام، الذي يعده العلماء نتيجة للاحتباس الحراري، عن أكثر من 20 هيكلاً على امتداد نهر الدانوب بالقرب من براهوفو في شرق صربيا، ولا يزال كثير منها يحتوي على أطنان من الذخيرة والمتفجرات، مما يشكل خطراً على حركة الملاحة.
وقال فيليمير تراجيلوفيتش، وهو متقاعد من براهوفو يبلغ من العمر 74 سنة، وألف كتاباً عن السفن الألمانية، “ترك الأسطول الألماني كارثة بيئية كبيرة تهددنا نحن سكان براهوفو”.
ويتعرض العاملون في قطاع صيد الأسماك المحلي للخطر أيضاً، ومن بينهم العاملون من رومانيا التي تقع على الجانب الآخر من النهر.
وتسببت أشهر الجفاف والارتفاع القياسي في درجات الحرارة في اختناق حركة الملاحة النهرية في مناطق حيوية أخرى من أوروبا، مثل ألمانيا وإيطاليا وفرنسا. ولجأت السلطات في صربيا إلى التجريف لإبقاء ممرات الملاحة في نهر الدانوب مفتوحة.
وأدى بعض الهياكل عند براهوفو إلى تقليص مساحة الممر الملاحي في هذا الجزء من نهر الدانوب إلى 100 متر فقط بدلاً من 180 متراً.
ودعت الحكومة الصربية في مارس (آذار) إلى طرح مزايدة لانتشال هياكل السفن وإزالة الذخيرة والمتفجرات. وقدرت كلفة العملية بنحو 29 مليون يورو (30 مليون دولار).