حرية – (27/8/2022)
وجه رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، السبت، رسالة إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
وقال الحكيم في كلمته خلال “المؤتمر الإسلامي لمناهضة العنف ضد المرأة” (27 آب 2022): “أوجه رسالة محبة وتقدير لأخينا السيد مقتدى الصدر وأبناء التيار الصدري الكرام وأقول لهم: (كنا وما زلنا و سنبقى أبناء وطن واحد و تاريخ واحد وأسرة واحدة ، لايجب أن يفرقنا إختلاف الآراء وسوء الفهم ولا تمزق وحدتنا أيادي الفتنة والجهل والبغضاء)”.
وأضاف “لم نزهد يوما بعلاقاتنا الأخوية معكم، على الرغم من التصعيد الإعلامي والممارسات الخاطئة التي صدرت بحقنا وبحق مؤسسات الدولة وتعطيلها، وكنا مع إخوة آخرين من القوى الوطنية في الإطار التنسيقي وفي غيره أول المبادرين لإقناعكم بالعدول عن مقاطعة الإنتخابات وأول المهنئين لكم بفوزكم فيها وأول الداعمين لمشروع الأغلبية الوطنية بشروطها المطلوبة ومنها حفظ مكانة المكون الإجتماعي الأكبر”، مشيرا إلى أنه “سبق أن كنا حلفاء في ميادين إجتماعية وسياسية عديدة منذ سنوات طوال ونقدر ونحترم مكامن الإختلاف في وجهات النظر ولا نرى ذلك سبباً لأي تشنج أو إتهام او تشكيك”.
وأوضح “ما زلنا نعتقد مع الإخوة في الإطار التنسيقي بأهمية أبناء التيار الصدري وحضورهم وفاعليتهم في مراكز القرار والعمل في مؤسسات الدولة لا وفقا لإستحقاقهم الإنتخابي فحسب بل لوجود الطاقات الخيرة والوطنية في هذا التيار”.
وتابع “ما أعرفه من إخوتي في الإطار التنسيقي أنهم بذلوا ويبذلون أقصى الجهود للحفاظ على اللحمة الوطنية و وحدة المكون الإجتماعي الأكبر والشراكة الحقيقية في القرار وستبقى أبواب المحبة والأخوة مفتوحة ويمكن الخروج بخارطة طريق مرضية للجميع تتخذ من المصلحة الوطنية هاجساً وهدفاً”.
وأشار الحكيم في كلمته إلى أن “الذهاب إلى إنتخابات مبكرة بحاجة الى تمهيدات ومناقشات برلمانية وقانونية تجعل من هذا الخيار مسارا عمليا آمنا و مقبولا من جميع الشركاء وهو خيار قابل للمناقشة والتفاهم والتنفيذ بعد تشكيل الحكومة الجديدة وتعديل قانون الإنتخابات وضمان سلامة أداء المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات وتوفير المتطلبات اللوجستية والفنية المطلوبة لإجراء إنتخابات نزيهة تعالج أخطاء الأمس القريب وإقرار الموازنة العامة للبلاد”.
ودعا “جميع الأطراف الى أعلى درجات ضبط النفس سياسياً وشعبياً وإعلامياً وفسح المجال لتغليب العقل والمنطق والتفاهم ، فبلادنا أتعبتها الحروب والصراعات والمهاترات وشعبنا ينتظر منا بشائر الخير والحلول والخدمات”.
وفي كلمته، أكد الحكيم أيضا عدم مشاركته في الحكومة المقبلة من أجل “اختيار فريقها الناجح”.
وقال “لقد بينا سابقا و نؤكد اليوم مرة أخرى بأننا لانشارك في الكابينة الحكومية القادمة لا من منطلق الهروب من المسؤولية بل من منطلق فسح المجال أمام رئيس الحكومة لإختيار فريقه الناجح والمنسجم وسوف نساند وندعم كل إنجاز ونجاح يتحقق، ونعده نجاحا لنا جميعا وسنؤشر على مكامن الخطأ من منطلق الحرص والنقد البناء بعيدا عن إضعاف الدولة ومؤسساتها ، وهو الأمر الذي دأبنا عليه في تقوية الدولة ومؤسساتها على الدوام”.
وأضاف إننا “نؤكد دعوتنا إلى جميع الأطراف بتغليب المصلحة الوطنية العليا من خلال التعاون والتحاور البناء ، و ترك الإنفعالات والإتهامات جانبا”.
وتابع “علينا جميعا إحترام الرأي و الرأي الآخر، وعدم الزهد بأي طاقة وطنية يمكنها المشاركة في صنع القرار وتقديم الأفضل من الرؤى والمشاريع “.
وأشار إلى أن “العديد من المشاريع الوطنية المطروحة في ساحتنا التي تهدف إلى تطوير النظام وتعديل المسارات وتصحيح الأخطاء هي مشاريع حقة نتبناها ونعتقد بضرورتها ونشارك الآخرين من القوى الخيرة في المضي بها قدما ، وقد طرحنا العديد منها في العقد المنصرم”.
وقال أيضا: “لا نزال نعتقد بأهمية تحقيق عقد إجتماعي و سياسي جديد، أكثر رصانة وتطورا وإجماعا، ومازلنا ندعو إلى مراجعة وتطوير العديد من البنود الدستورية التي أثبتت التجربة أنها منقوصة أو غير عملية، ونؤمن بوجوب التحالفات الوطنية العابرة للمذهبية و القومية، ونؤكد على وجوب تجاوز المحاصصة السلبية من خلال ثنائية (الأغلبية الفاعلة و المعارضة البناءة)، كما نتبنى ضرورة التمثيل العادل والمتوازن للمكونات الإجتماعية وإدارة التنوع في بلادنا”.