حرية – (28/8/2022)
مصير مجهول ينتظر الأسماك الأكبر حجمًا في المياه العذبة بسبب نقص الأكسجين في المياه الدافئة، تأثرا بتغيرات المناخ في العالم خلال السنوات الماضية، هذا ما لاحظه الباحثون في جامعة رادبود الهولندية في دراسة أخيرة لهم.
ويرى الباحثون أن الأسماك الكبيرة أكثر عرضة للخطر من الأنواع الأصغر، مشيرين إلى أن الأسماك البحرية أقل تحملًا للمياه المستنفدة للأكسجين من أسماك المياه العذبة.
أسماك معرضة للخطر
ويهدف الباحثون إلى توقع أنواع الأسماك المعرضة للخطر بسبب تغيرات مناخية في موطنها نتيجة الاحتباس الحراري والأنشطة البشرية، وفق الدراسة التي جرى نشرها في مجلة “غلوبال تشانج بيولوجي” العلمية.
ويمثل انخفاض مستويات الأكسجين المذاب مشكلة كبيرة للأسماك والكائنات المائية الأخرى، حيث تنخفض مستويات الأكسجين بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه نتيجة تغير المناخ وأنها أصبحت أكثر تلوثًا، ويمكن للقواعد البيولوجية العامة أن تخبرنا عن سمات الأسماك المفيدة أو الضارة عندما تتغير الظروف البيئية.
ويقول الباحث بالجامعة الهولندية، ويلكو فيربيرك: “بمجرد تحديد هذه القواعد الخاصة بالأسماك، يمكننا في النهاية التنبؤ بأنواع الأسماك الأكثر تعرضًا لخطر التغير البيئي”.
رأي علماء الأحياء
يُثار بين الحين والآخر جدل حيوي بين علماء الأحياء حول دور الأكسجين في حساسية الأسماك تجاه المياه المعرضة للاحترار، وذلك من خلال مناقشة العديد من فرضيات الأكسجين.
وذهبت بعض الدراسات حول كيفية استجابة الأسماك لمستويات الأكسجين في الماء إلى أن الأنماط المعيشية للأسماك المرصودة والمبلغ عنها متغير، كما يقول ويلكو فيربيرك، لكن هذه الدراسات لم تأخذ في الاعتبار درجة حرارة الماء أو حجم الأسماك.
تجربة على 195 سمكة
وقام ويلكو فيربيرك وزملاؤه بفصل التأثيرات المختلفة بشكل منهجي وجمعوا البيانات حول تحمل نقص الأكسجين من 195 سمكة خلال هذه الدراسة، وعند تحليل البيانات، رأوا أن الأسماك الكبيرة أكثر حساسية لإجهاد الأكسجين، لكن فقط في الماء الدافئ، بينما حينما يكون الماء باردًا، ينعكس التأثير.
ولاحظ الباحثون تأثيرًا متشابهًا للأسماك التي تحتوي على خلايا كبيرة نسبيًا، ففي حين يعتقد الكثير من الناس أن جميع أنواع الأسماك لها نفس حجم الخلية، إلا أن البعض فقط منها لديه خلايا كبيرة، وبعضها يحتوي على خلايا صغيرة، حتى داخل نفس النوع الواحد.
وهناك العديد من المزايا لامتلاك خلايا صغيرة لدى الأسماك، خاصة في الماء الدافئ، فعلى سبيل المثال، تحتوي الأسماك ذات الخلايا الصغيرة على مساحة غشاء أكبر نسبيا، وهو أمر ضروري لامتصاص الأكسجين من البيئة المحيطة بها في المياه العذبة والمياه المالحة.
أسماك المياه العذبة والبحرية
إضافة إلى ذلك، وجد الباحثون اختلافات بين أسماك المياه العذبة والأسماك البحرية، ففي كثير من الأحيان، تقارن الدراسات العلمية الحياة البحرية والبرية فقط، غير أنه في الواقع، أحيانًا ما تكون أنواع المياه العذبة ممتلئة بالأنواع الأرضية.
ووفقًا للدراسة التي أجراها ويلكو فيربيرك وزملاؤه، يبدو أن أسماك المياه العذبة أكثر تحملًا للمياه المستنفدة للأكسجين من الأسماك البحرية، ففي المحيط، تكون درجة الحرارة مستقرة نسبيًا، لكن في المياه العذبة غالبًا ما تواجه الأسماك درجات حرارة أعلى، والتقلبات في مستويات الأكسجين تكون أيضًا أكبر في الأنهار وخاصة في البحيرات، على سبيل المثال، بسبب وجود الطحالب.
وتلقي الدراسة الضوء على خطورة ما قد تؤدي إليه درجات الحرارة المرتفعة، واحتمالات اختفاء الأسماك الكبيرة مستقبلًا أو ربما نقصها العددي بشكل سيكون ملحوظا.