حرية – (28/8/2022)
أعلنت نيجيريا حظراً كاملاً على استخدام العارضين والعارضات وفناني التعليق الصوتي الأجانب، وخصوصاً ذوي البشرة البيضاء، اعتباراً من أكتوبر/تشرين الأول 2022، وذلك بحسب ما نقلت صحيفة The Times البريطانية، السبت 27 أغسطس/آب 2022.
بحسب الصحيفة، فقد كانت العارضات البيض والتعليقات الصوتية باللهجات البريطانية موجودة في كل مكان في الإعلانات النيجيرية.
وأعلنت هيئة تنظيم الإعلانات في نيجيريا قرارها هذا ضمن “سياسة تطوير المواهب المحلية”، حيث سيشمل الحظر جميع غير النيجيريين، وسيُوقِف عمل الممثلين الغربيين البيض الذين ظهروا بانتظام في الإعلانات التلفزيونية.
وقال ستيف بابيكو، رئيس اتحاد وكالات الإعلان في نيجيريا: “قبل عشر إلى عشرين عاماً إذا راجعت الإعلانات التجارية، كانت نصف الوجوه فيها أجنبية، وكذلك التعليقات الصوتية كانت بلهجات بريطانية”.
في إشارة إلى تحول في استراتيجية العلامات التجارية العالمية، أطلقت وكالة الإعلانات البريطانية AMV BBDO مؤخراً حملة إفريقية لشركة Guinness للمشروبات بعنوان “Black Shines Brightest”، في لاغوس، بالاستعانة بمخرج نيجيري وعارضين محليين.
قال بابيكو: “أعتقد أنَّ القانون يواكب المشاعر القومية. ربما قبل ثماني سنوات كنت ستلاحظ نوعاً من النهضة في نيجيريا. وهناك إحساس جديد بالفخر ينشأ” بين الشباب النيجيري؛ مما يعني أنه كان هناك “رد فعل عنيف” عند تصوير المشروعات في الخارج أو مع عارضات أزياء أجنبيات.
انتقادات للاعتماد على الأجانب
في إحدى الحالات في عام 2018، تعرضت مصممة الأزياء ديولا ساغوي لانتقادات بعد أن اشتمل إعلان لمجموعتها من الفساتين النيجيرية التقليدية على ثلاث عارضات بيض وعارضة آسيوية وعارضة إفريقية واحدة فقط. كانت المجموعة تحمل شعار “هدية نيجيريا الملكية للعالم”.
قالت بولانلي أولكاني، مقدمة البرامج التلفزيونية المعروفة التي تلعب دور البطولة في الإعلانات، إنَّ الإعلانات النيجيرية نادراً ما تتضمن عارضات أزياء بيض البشرة هذه الأيام، لكن يُصوَّر العديد منها في بلدان أخرى مثل كينيا وجنوب إفريقيا، وخاصة الأخيرة، التي تستفيد من سكانها متعددي الأعراق لتقديم أسعار منخفضة للعلامات التجارية من جميع أنحاء العالم.
أضافت أنَّ الحظر سيجبر الوكالات النيجيرية على تصوير الإعلانات محلياً. وقالت: “لن يجلب أحد من 10 إلى 15 عارضاً إلى جنوب إفريقيا”.
وفي حين أنَّ نيجيريا هي قوة ثقافية مهيمنة في إفريقيا وخارجها، لكن صناعة الإعلان فيها تتضاءل مقارنة بجنوب إفريقيا. وقال ستيف بابيكو، رئيس اتحاد وكالات الإعلان في نيجيريا، إنَّ حجم هذا القطاع في نيجيريا يبلغ نحو 450 مليون دولار، بينما تبلغ قيمته في جنوب إفريقيا 2.6 مليار دولار. وأضاف: “هذا ما يدفع الحكومة لتقول: لقد اكتفينا من ذلك”.
بدوره، قال أولاليكان فادولابو، المدير العام لمجلس تنظيم الإعلانات في نيجيريا، إنَّ دولاً إفريقية أخرى تطبق بالفعل حظراً فعلياً على العارضين الأجانب، لكنه “غير مكتوب”.
وأضاف: “يجب أن تلقى الإعلانات صدى لدى الناس. كيف تعتقد أنها ستحقق هذا الصدى إذا واصلنا استخدام الفنانين الأجانب؟”.