حرية – (10/9/2022)
بعيد ساعات من إعلان قصر باكنغهام عن وفاة الملكة إليزابيث الثانية، انتشرت في الهند عشرات آلاف التغريدات عن مجوهرات التاج مستخدمة مصطلح “كوهينور”.
ودعت كثير من التغريدات التي استخدمت تلك الكلمة، بما فيها عشرات الردود على ثناء رئيس الوزراء ناريندرا مودي للملكة الراحلة، بريطانيا إلى إعادة ماسة كوهينور، واحدة من أكبر المجوهرات في العالم وأكثرها إثارة للجدل، إلى موطنها الأم.
وماسة “كوهينور” (kohinoor) التي تكتب أحياناً (koh-i-Noor) هي حجر كريم يزن 105 قراريط ويعني “جبل النور” باللغة الفارسية، رصع الحجر الكريم تاج الملكة الأم وهو معروض في برج لندن.
وشكلت الماسة محل جدل سياسي وقانوني في الهند وسط نزاعات على ملكيتها ومع بروز ادعاءات بملكيتها ليس من الهند وحسب بل من باكستان أيضاً.
وتبقى هذه الماسة نقطة خلاف في العلاقات بين الهند والمملكة المتحدة لاعتقاد كثيرين من شعب الهند بأن الماسة التي وجدت في الهند في القرن الـ14، سرقت خلال الحكم الاستعماري.
في الواقع، وقعت الماسة بين أيدي عديد من الحكام الذين تناقلوها ومنهم قوم [قبائبل] راجبوت وأمراء المغول والمحاربين الإيرانيين والحكام الأفغان ومهراجا البنجاب قبل أن ينتهي بها المطاف لتصبح من الجواهر التي ترصع التاج البريطاني.
وبحسب القصر الملكي البريطاني، تم استخراج ماسة كوهينور من مناجم غولكوندا في وسط جنوب الهند قبل أن تسلم إلى الملكية البريطانية في عام 1849.
وأصبحت جزءاً من المجوهرات التي رصعت تاج الملكة فيكتوريا إلى جانب مئات الأحجار الكريمة الأخرى التي يقال إنها تزخر بقيمة ثقافية وتاريخية ورمزية لا تقدر بثمن وتبقى جزءاً من المجموعة الملكية.
وصنع التاج الذي يتميز أيضاً بقلنسوة مخملية أرغوانية وحافة من الفرو عام 1937 للملكة إليزابيث زوجة الملك جورج السادس لكي ترتديه في حفل تتويج زوجها في 12 مايو (أيار) 1937.
ورصع بـ2800 ماسة وضعت في إطار من البلاتين، ويضم الشريط مجموعات متناوبة من الألماس تشكل أشكال الصلبان والمستطيلات وتحدها صفوف مفردة من الألماس بقصة بريانت الشهيرة.
ويعتقد البعض بالتراث الشعبي القائل، إن ماسة كوهينور تحمل لعنة نتيجة تاريخها الممتد على 750 عاماً والملطخ بالدماء والقتل وجنون العظمة والغدر.
ومن مساء الثلاثاء حتى الجمعة، دعا عديد على مواقع التواصل في الهند العائلة المالكة إلى استغلال فرصة انتهاء عهد الملكة إليزابيث الثانية لإعادة الجوهرة.
مستخدم “تويتر” “أنوشري” قال: “رحلة كوهينور: من الهند إلى إنجلترا. يجب أن تعاد إلى موطنها، هذا أقل ما يمكن للمملكة المتحدة فعله تجاه قرون من الاستغلال والقمع والعنصرية والعبودية التي تسببت بها لشعوب شبه القارة الهندية”.
وكتب مستخدم آخر اسمه “فيفيك سينغ”: “توفيت الملكة إليزابيث اليوم… هل بوسعنا استعادة ألماستنا #كوهينور التي سرقها البريطانيون من #الهند. لقد أسسوا ثروتهم فوق موت الآخرين ومجاعتهم وتعذيبهم ونهبهم”.
ودعا عديد من المستخدمين رئيس الحكومة مودي والرئيس دروبادي مورمو الذي بعث بتحية إلى روح الملكة بعد وفاتها، إلى التقدم بطلب رسمي لإعادة كوهينور إلى الهند.
وفي تكريمه الملكة الراحلة، قال مودي: “ستبقى ذكرى جلالة الملكة إليزابيث الثانية على أنها سند قوي في عصرنا، لقد تولت زمام القيادة الملهمة لأمتها وشعبها، كانت تجسيداً للكرامة والاحتشام في الحياة العامة، تألمت لرحيلها، قلبي مع عائلتها وشعبها في المملكة المتحدة في هذه الساعة الحزينة”.
في عام 2016، شكلت الماسة موضع نزاع قضائي بعد قيام منظمة غير حكومية برفع دعوى تطلب فيها من المحكمة توجيه الحكومة الهندية لاستعادة الماسة.
وفي ذلك الوقت، قال النائب العام الذي كان يمثل الحكومة الهندية بأن الماسة كانت “هدية” إلى شركة شرق الهند (East India Company) من قبل حكام بنجاب عام 1849 ولم “تسرق أو تؤخذ قسراً”.
بيد أن الحكومة اتخذت منحى مغايراً في وقت لاحق و”كرر وزير الثقافة الهندي تصميمه على بذل جميع الجهود الممكنة لاستعادة ماسة كوهينور بطريقة ودية”.
وحالياً، من المرجح أن ترتدي التاج المرصع بماسة كوهينور كاميلا زوجة الملك تشارلز ودوقة كورنوال السابقة والملكة القرينة الآن.