حرية – (14/9/2022)
سلط تقرير الضوء على مراسم جنازة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، مشيرا إلى أنها “ستساهم في تفاقم الاستقطاب العالمي، وتأكيد الخط الحاد الفاصل بين الغرب وحلفائه وبين بقية العالم”.
وذكر التقرير (14 أيلول 2022)، أن “قادة العالم سوف يركبون الأتوبيس معاً، ولن يكون مع أي منهم مرافق يحمل حقائبه”، لافتا إلى أن “جنازة ملكة بريطانيا يبدو أنها سوف تتحول إلى عقوبة للقادة الذين سوف يحضرونها”.
وادناه نص التقرير الكامل:
“قادة العالم سوف يركبون الأتوبيس معاً، ولن يكون مع أي منهم مرافق يحمل حقائبه”. يبدو أن جنازة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية سوف تتحول إلى عقوبة للقادة الذين سوف يحضرونها، وبعد أن كان يُعتقد أنها مناسبة لاجتماع قادة العالم لمواساة الشعب البريطاني والتعالي على الخلافات، فهناك مؤشرات على أنها ستساهم في تفاقم الاستقطاب العالمي، وتأكيد الخط الحاد الفاصل بين الغرب وحلفائه وبين بقية العالم.
وأعلن قصر باكنغهام، يوم السبت، أن الجنازة الرسمية للملكة ستقام، يوم الإثنين 19 سبتمبر/أيلول، في كنيسة دير وستمنستر آبي، التي تتسع لحوالي 2200 شخص، ولكن الترتيبات سوف تبدأ قبل ذلك، وسط سيل من التقارير الصحفية حول من سيحضر الجنازة من قادة العالم ومن سيغيب عنها.
وبينما كان يعتقد أن غياب بعض القادة والسياسيين سوف يكون مرتبطاً بالمواقف السياسية بالأساس، فإن من الواضح أن الترتيبات اللوجستية والأمنية البروتوكولية سوف تكون عاملاً رئيسياً في قرار العديد من القادة بالحضور أو الغياب، بسبب الإجراءات البريطانية التي قد يراها البعض غير ملائمة لزعماء الدول، وخاصة أن لندن لم تخفِ أنها قد تمنح بعض الدول، مثل أمريكا، استثناءات من القيود التي ستفرضها على بقية زعماء العالم.
ستكون جنازة ملكة بريطانيا من أهم الأحداث الدولية التي استضافتها المملكة المتحدة في السنوات الأخيرة، وربما تكون واحدة من أهم الأحداث منذ عقود. ستجذب الجنازة قادة من العالم بأسره إلى لندن.
وصل نعش الملكة، يوم الأحد، إلى قصر هوليرود هاوس في إدنبرة، بعد رحلة استغرقت 6 ساعات من قلعة بالمورال إلى العاصمة الأسكتلندية. توفيت الملكة صاحبة العهد الأطول في تاريخ بريطانيا عن 96 عاماً في منزلها الريفي الأسكتلندي في بالمورال.
وأعلنت بريطانيا أن مراسم تشييع جثمان الملكة ستستغرق 10 أيام، وخلال الفترة بين تاريخ الوفاة ويوم الجنازة هناك كثير من التقاليد والإجراءات التي سيعيشها البريطانيون.
سوف تنظم وزارة الخارجية البريطانية وصول ما يصل إلى 500 رئيس دولة وكبار الشخصيات لحضور جنازة الملكة إليزابيث، فيما يقول المسؤولون البريطانيون إنه ما يعادل مئات الزيارات الحكومية الرسمية، ولكنها ستتم في غضون يومين، الأمر الذي يمثل كابوساً أمنياً وبروتوكولياً لأية دولة، حتى لو كانت لديها خبرة وقدرات كبيرة مثل بريطانيا.
الرؤساء والملوك سيتحركون بالباصات وبلا مرافقين!
وطلبت وزارة الخارجية البريطانية من قادة العالم وزوجاتهم الذين سيأتون إلى لندن لحضور جنازة الملكة إليزابيث، السفر عبر الرحلات الجوية التجارية والحافلات إلى الكنيسة التي تقام بها الجنازة، كما تم إخبار رؤساء الدول أنه لن يُسمح برحلات طائرات الهليكوبتر بين المطارات والأماكن بسبب عدد الرحلات العاملة في هذا الوقت.
إضافة إلى ذلك، تم إخبار القادة بأنهم لن يتمكنوا من استخدام سياراتهم الرسمية لحضور جنازة ملكة بريطانيا، ولكن بدلاً من ذلك سيتم نقلهم بشكل جماعي بالحافلات إلى كنيسة وستمنستر آبي، وذلك من موقع مخصص في غرب لندن، وفقاً لصحيفة “بوليتيكو” الأمريكية.
كما أكدت الوثائق الرسمية التي حصلت عليها “بوليتيكو” وعُممت على السفارات يوم السبت الماضي، أنه ومن كل دولة تمت دعوة الرؤساء وزوجاتهم فقط.
ومن المتوقع أن تكون الكنيسة ممتلئة إلى الدرجة التي سيكون فيها وجود أكثر من ممثل لكل دولة إضافة إلى زوجته أو زوجها أمراً لا يمكن القيام به، حسبما ورد في تقرير لموقع “إندبندنت عربية”.
توقيت الجنازة، 11 صباحاً، سيمنح قادة العالم، الذين من المقرر أن يلقوا كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك شخصياً في اليوم التالي، وقتاً كافياً للطيران عبر المحيط الأطلسي.
أبرز القادة المتوقع حضورهم
ومن المتوقع أن يحضر الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس التركي رجب طيب أردوغان (لم يتم تأكيد حضوره)، والبرازيلي جايير بولسونارو، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ورئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، والرئيس الإسرائيلي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، والإمبراطور الياباني ناروهيتو الذي ستكون أول زيارة له لخارج البلاد منذ توليه العرش، حسبما ورد في تقرير لموقع USA Today.
من المرجح أن يمثل إسبانيا الملك فيليب السادس، الذي تربطه روابط دم بالعائلة المالكة البريطانية يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر. كما سيسافر أفراد عائلات ملكية أوروبية أخرى، بما في ذلك بلجيكا والدنمارك وهولندا والنرويج والسويد.
لم يُعرف بعد أي من القادة العرب سوف يحضر الجنازة، وأفادت وكالة Reuters بأن محمد أشتيه رئيس وزراء فلسطين سوف يمثل فلسطين.
قد تؤدي الإجراءات الأمنية والبروتوكولية المعقدة إلى عزوف بعض القادة العرب عن حضور الجنازة، رغم ما يربط العائلات الملكية بالشرق الأوسط وبريطانيا من علاقات قديمة.
هل يأتي بايدن إلى لندن بطائرة تجارية ثم يركب أتوبيساً للجنازة؟!
لم يمنح قصر باكنغهام بايدن الإذن بإحضار وفد أمريكي معه إلى جنازة ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث، حسب تقارير إعلامية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، للصحفيين، إن الدعوة وجهت فقط إلى الرئيس والسيدة الأولى، ثم أعلن البيت الأبيض، قبول بايدن دعوة لحضور الجنازة.
في الماضي، دعا الرؤساء الأمريكيون أسلافهم لمرافقتهم إلى مثل هذه الجنازات رفيعة المستوى.
حضر الرئيس جورج دبليو بوش جنازة البابا يوحنا بولس الثاني مع رئيسين سابقين؛ هما والده جورج إتش دبليو بوش؛ وبيل كلينتون. ثم أحضر باراك أوباما جورج دبليو بوش معه في طائرة الرئاسة لحضور جنازة نيلسون مانديلا، بينما سافر كلينتون وجيمي كارتر إلى الجنازة بشكل منفصل.
في بعض الحالات، قد تتخذ الحكومة البريطانية استثناءً وتسمح للولايات المتحدة بإحضار وفد أكبر بسبب العلاقة الخاصة بين الحليفين القديمين، ولكن ليس في هذه الحالة بسبب الزحام المتوقع، حسب تقرير لصحيفة US Today الأمريكية.
ورداً على سؤال عما إذا كان بايدن سيحضر معه أي رؤساء أمريكيين سابقين -إذا سمح له بذلك- قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن أي قرار من هذا القبيل ستتخذه الحكومة البريطانية.
كانت هناك تكهنات بأن بعض الرؤساء السابقين وزوجاتهم، وخاصة عائلة أوباما، قد يتلقون دعوات خاصة، حسبما ورد في تقرير لموقع “بي بي سي” العربي.
ورداً على سؤال حول الترتيبات الخاصة لحضور بايدن والوفد الأمريكي، قالت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، ليز تروس، إن “الترتيبات الخاصة بالزعماء ستختلف”، وقالت إن الوثائق المعنية كانت للتوجيه فقط.
يعني ذلك أن بريطانيا قد تقدم استثناءً للولايات المتحدة، وليس هناك قرار حاسم يوضح طبيعة الاستثناءات، وهل سيسمح لبايدن باستخدام الطائرة والسيارة الرئاسيتين، بينما يركب قادة العالم الآخرون طائرات تجارية وباصات في طريقهم لحضور جنازة ملكة بريطانيا.
مثل كل رؤساء أمريكا، عادة ما يتنقل بايدن -الذي أكد حضوره في عطلة نهاية الأسبوع- في رحلات خارجية بطائرة هليكوبتر وفي السيارة الرئاسية المدرعة بشدة والمعروفة باسم “الوحش”.
وفقًا لـPolitico، أرسل أحد السفراء الأجانب المقيمين في لندن رسالة WhatsApp في وقت مبكر من يوم الأحد، نصها: “هل يمكنك تخيل جو بايدن في الحافلة؟”.
كان تيموثي ميلر، المتخصص الأمني والعميل السابق في المخابرات الأمريكية، أكثر فظاظة. وقال: “خلاصة القول هي أن رئيس الولايات المتحدة لن يطير أبداً في طائرة تجارية أو يركب حافلة”.
وقيل إنه تم منح بايدن إذناً خاصاً لاستخدام السيارة الليموزين المصفحة الخاصة به في جنازة ملكة بريطانيا، حسبما ورد في تقرير لصحيفة Independent البريطانية، حيث قالت مصادر في الحكومة البريطانية إن بايدن حصل على إعفاء خاص للاستفادة من سيارة كاديلاك الحكومية المصفحة التي صنعتها الولايات المتحدة لأسباب أمنية.
رئيس وزراء الهند لم يؤكد حضوره
من المتوقع أن يحضر القادة من جميع دول الكومنولث، والتي كانت الملكة في منصب الرئيسة لها طوال فترة حكمها (من الناحية الشكلية).
وبالفعل أكد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، قبول الدعوة، وكذلك رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.
من المتوقع أن يحضر عدد من الحكام العامين، الذين يعملون كممثلين للملكة في دول الكومنولث مع قادة بلدانهم.
كما ورد أن رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة، والرئيس السريلانكي رانيل ويكرمسينغ، قد قبلا الدعوة.
لكن لم يؤكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، حتى الآن قبول الدعوة وحضور جنازة الملكة، حسب “بي بي سي”.
هل يحضر الرئيس الصيني الجنازة؟
ومن غير المتوقع أن يحضر الرئيس الصيني شي جين بينغ، رغم أنه أرسل نائب الرئيس الصيني وانغ كيشان للسفارة البريطانية في بكين ليوقع كتاب تعزية، ويضع أكاليل الزهور للملكة، وقف كيشان دقيقة صمت أمام صورة الملك الراحلة في السفارة البريطانية.
وأتيحت الفرصة للرئيس الصيني، شي جين بينغ، لحضور الجنازة حسب تقرير لصحيفة the Guardian، في مؤشر على أن لندن أبلغت بكين رغبتها في حضور شي.
لكن هذا الأسبوع سيقوم الرئيس الصيني بأول رحلة له خارج البلاد منذ إغلاقات كورونا، حيث سيشارك في مؤتمر بأوزبكستان، وسيلتقي مع فلاديمير بوتين.
3 دول فقط لم ترسَل لها دعوات، وهذا ما قاله بوتين عن الملكة
تم إرسال الدعوات إلى كل دولة تقيم معها المملكة المتحدة علاقات دبلوماسية، باستثناء روسيا وبيلاروسيا وميانمار.
وقالت الحكومة الروسية في بيان إن حضور فلاديمير بوتين في الجنازة “لم يتم النظر فيه” في وقت تعتبر بريطانيا واحدة من أكثر الدول الغربية حدة في موقفها من الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن الروس يحترمون الملكة إليزابيث الثانية “لحكمتها ومكانتها العالمية”، لكن حضور بوتين الجنازة ليس قيد الدراسة.
ماذا عن إيران؟
لم تتم دعوة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، لكن طُلب من إيران إرسال سفيرها. ليس لإيران حالياً سفير في بريطانيا، لكنها قد ترسل القائم بأعمال سفيرها، سيد حسيني.
ولم يُرسل الإيرانيون أية تعزية رسمية للحكومة البريطانية، بل إن بعض الصحافة الإيرانية المتشددة حُذرت من التعبير عن التعاطف، حسب صحيفة the Guardian.
ولا يُعتقد أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيترك بلاده في أتون الحرب ويسافر لبريطانيا، رغم أن لندن تعد من أبرز داعميه، وجنود جيشه يطلقون القذائف البريطانية الصنع وهم يهتفون: “عاشت الملكة”.