حرية – (15/9/2022)
امنح قطتك بعض الخصوصية والاستقلالية لتمنحك حبها .
سواء كنت مالكاً لقطط، أو حاولت التعامل مع القطط الأليفة لأصدقائك، فلا بد أن تتفق أنه وعلى عكس الكلاب، فإنها مخلوقات غامضة، لا يمكنك معرفة ما تريده بالضبط، ما يجعل تربية القطط تحدياً نوعاً ما، بسبب تصرفاتها الغريبة وغير المفهومة، يبحث البعض عن نصائح المختصين لمعرفة طريقة التعامل مع القطط بشكل صحيح.
فبعض القطط تهرب بينما كل ما نريد فعله هو احتضانها، ومن المحتمل أنك واجهت سلوكاً عدوانياً من القطط، مع أن كل ما قمت به هو محاولة مداعبتها بلطف، وعلى العكس تجد بعض القطط تفضل صحبة الأشخاص الذين لا يعيرونها الاهتمام الكافي، بحسب الخبراء، فالمشكلة ليست في القطط ولكن في سلوكك أنت.
تعامل مع القطط على أنها حيوانات مستقلة
على عكس الكلاب، تتسم القطط بشخصية مستقلة نوعاً ما، تجعلها تبدو في كثير من الأحيان متحفظة ومنعزلة، بل ووقحة في أحيان أخرى.
في حين أنَّ معظم الكلاب حيوانات تحاول إظهار عاطفتها بشكل واضح تجاه البشر، فإن القطط يصعب إرضاؤها، ولديها بعض القواعد والشروط قبل أن تُظهر الود تجاه شخص ما.
وبحسب دراسة من جامعة “نوتنغهام ترينت”، فإنَّ القطط تفضل التقرب من الأشخاص الذين يمنحونها القدر الأقل من الاهتمام، لأنَّ الإحجام عن مداعبتها ومتابعتها باستمرار يمنح القطط السيطرة والاستقلالية التي تحتاج إليها.
وهذا على عكس ما يفعله أغلب من يقوم بتربية القطط من المداعبة المستمرة، ومحاولة اللعب معها بشكل مستمر، بينما في واقع الأمر، يكون هؤلاء الأشخاص أكثر تقييداً للقطط وأكثر ميلاً إلى لمس المناطق المحظورة لدى القطة، وهي نقطة أخرى مهمة لا ينتبه إليها الكثير عن اللعب مع القطط.
مناطق تكره القطط مداعبتها منها
القطط لديها “مناطق حمراء”، أو مناطق حساسة تسبب لها عند لمسها شعوراً بعدم الارتياح، وتكره أن يلمسها أحد من تلك الأماكن، حتى لو على سبيل المداعبة، وتشمل المناطق الحمراء الذيل والمعدة، ستؤدي محاولات لمس هذه المناطق إلى إثارة غضب القطة على الفور.
فإن رغبت بالتعامل مع القطط بشكل صحيح، ثمة “مناطق خضراء” لدى القطط تحب مداعبتها، مثل المناطق “الغنية بالغدد” عند قاعدة الأذنين وتحت الذقن، وهناك “مناطق صفراء”، مثل الذيل والساقين وعلى طول الظهر، وهي مناطق أقل تفضيلاً من الوجه بالنسبة للقطط.
تربية القطط لسنوات لا تجعل منك خبيراً في التعامل معها بالضرورة
بحسب دراسة جديدة نُشرت في دورية “Scientific Reports”، أنَّ “محبي تربية القطط” أكثر ميلاً إلى لمس المناطق الحمراء لدى القطة، ما يجعلها تشعر بعدم الارتياح، ويزيد استعدادها لإظهار العداء.
أوضحت الدراسة أيضاً أنه حتى الأشخاص الذين عاشوا مع القطط لعدة سنوات، ويعتبرون أنفسهم خبراء في تربية القطط لا يمنحون تلك الحيوانات استقلالية كافية.
أجريت الدراسة في مركز إيواء الحيوانات “Battersea Dogs & Cats Home” واشترك فيها حوالي 120 شخصاً من المتعاملين مع القطط، حيث تُرك كل واحد منهم في غرفة وسُمح لـ3 قطط بالدخول إلى الغرفة، واحدة تلو الأخرى، واللعب مع كل شخص لمدة 5 دقائق.
طلب الباحثون من الأشخاص المشاركين في الدراسة الانتظار حتى تأتي القطة إليهم، ثم طلبوا منهم بعد ذلك التصرّف بناءً على خبرتهم الخاصة في التعامل مع القطط، سواء بالاندفاع نحو القطة أو مداعبتها أو احتضانها. سجّل الباحثون التفاعلات وسلوك كل شخص في كل مرة، وقيّموا مدى راحة القطط مع كل سلوك.
طرحوا أيضاً أسئلة على المشاركين في الدراسة لمعرفة مقدار ما يملكه كل شخص من خبرة سابقة في التعامل مع هذه الحيوانات الأليفة.
وجد القائمون على الدراسة أنَّ 80% من جميع التفاعلات بين الإنسان والقطط تنقسم إلى 7 فئات، بناءً على كيفية تصرف واستجابة الإنسان والقطط، وأنَّ القطط بوجه عام تستجيب للتواصل، لكن مع الحد الأدنى من اللمس.
لاقت الفئة الأولى، وهم أشخاص مارسوا -من وجهة نظرهم- أفضل الممارسات في التعامل مع القطط، استجابة سلبية من القطط.
تضمنت الفئات الأخرى شخصاً داعب “المناطق الخضراء” المُحبّبة لدى القطط، وآخرون حاولوا إمساك القطط أو تقييد حركتها، ومجموعة أخرى كانت أكثر ميلاً إلى لمس “المناطق الحمراء” التي تنزعج القطط من الاقتراب منها.
ووجدت الدراسة أنَّ المشاركين، الذين عاشوا مع قطط، كانوا أكثر ميلاً للسيطرة على القطط الخاضعة للدراسة ومواصلة الإمساك بها، بينما كان مربو القطط الأكثر خبرة، أكثر ميلاً إلى مداعبة “المناطق الصفراء” لدى القطط.
وجد الباحثون أيضاً أنَّ كبار السن حاولوا الإمساك بالقطط وتقييد حركتها بصورة أكبر من الأشخاص الأصغر سناً، بينما بدأ الأشخاص المنفتحون التواصل مباشرة مع القطط، وهو أمر لا تستمتع به تلك الحيوانات الأليفة؛ لأنَّها تحب أن تتحكم في وقت وكيفية بدء التفاعل.
قالت الباحثة الدكتورة لورين فينكا، الخبيرة في سلوك القطط بجامعة “نوتنغهام ترينت”، لصحيفة “The Telegraph” البريطانية: “تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أنَّنا قد نفترض أنَّ توافر سمات معينة لدى شخص ما ستجعله جيداً في التعامل مع القطط. لكن نتائج الدراسة توضح أنَّه لا ينبغي النظر دائماً إلى تلك السمات باعتبارها مؤشرات موثوقة لمدى ملاءمة الشخص للتعامل مع قطط معينة، لاسيما تلك التي تحتاج إلى معاملة خاصة أو احتياجات سلوكية”.
وأضافت الدكتورة لورين فينكا إنَّ “ملاجئ الحيوانات ينبغي لها تجنّب التمييز ضد المتبنين المحتملين الذين ليس لديهم خبرة سابقة في امتلاك قطة، لأنَّهم قد يحسنون التعامل مع القطط على نحوٍ رائع، ويثبتون أنَّهم أوصياء جيدون للغاية”.