حرية – (19/9/2022)
يبدو أن الأسبوع القادم سيكون قاسيًا على العملات والذهب والأصول المختلفة، حيث تترقب الأسواق صدور قرار الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين.
قال الخبراء الاستراتيجيون في بنك الكومنولث الأسترالي في مذكرة، إن التوقعات الاقتصادية السيئة ستؤدي إلى إبقاء اليورو والجنيه الإسترليني وعملات أخرى مثل الدولار الأسترالي تحت الضغط.
وخفض بنك الاستثمار العالمي جولدمان ساكس تقديراته للنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة خلال عام 2023 بعد أن عزز مؤخرا توقعاته بأن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة.
وقال محللون لدى جولدمان ساكس بينهم يان هاتزيوس، إن الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة سيحقق معدل نمو 1.1% في عام 2023، مقارنة مع توقع بنسبة 1.5% سابقا.
الذهب الآن
انخفضت العقود الفورية للذهب دولار أمريكي خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الإثنين بأكثر من 10 دولارات نزولًا إلى مستويات 1,665.49 دولار للأوقية أو ما يعادل 0.6%.
وفي المقابل نزلت أسعار الملاذ الآمن في العقود الآجلة بنحو 10 دورلارات أو ما يعادل 0.6% هبوطًا إلى مستويات 1673 دولار خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الإثنين.
الدولار الآن
جاءت تراجعات الذهب وسط انطلاقة قوية للدولار في التعاملات المبكرة اليوم، حيث عززت توقعات التشديد من جانب الفيدرالي الأمريكي وتسعير الأسواق لزيادة بواقع 75 نقطة إلى 100 نقطة من قوة سيد العملات.
وارتفع مؤشر الدولار الرئيسي مقابل سلة من العملات الرئيسية ليتجاوز ذروة 20 عام خلال تعاملات اليوم الإثنين وصولا إلى مستويات 110.05 نقطة بزيادة في حدود 0.2%.
وفي المقابل نزل اليورو رغم التوقعات بتشديد المركزي الأوروبي برفع الفائدة في حدود 50 نقطة أساس، ويستحوذ اليورو على 56% من الوزن النسبي لمؤشر الدولار، وتراجعت العملة الأوروبية بنسبة 0.33% نزولا إلى مستويات 0.9983 دولار.
وفي المقابل ارتفع الين 0.25% إلى مستويات 143.29 ين دولار، بينما هبط الاسترليني إلى يتداول قرب قاع 37 عام نزولًا إلى مستويات 1.1401 دولار بتراجع في حدود 0.2%، وانخفض الدولار الاسترالي 0.4%.
منحنى العائد
ورغم التراجع النسبي، إلا أن سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات تتداول قرب ذروة 2011، حيث تتجاوز مستويات 3.452% خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الإثنين بتراجع في حدود 0.0018 نقطة.
وفي المقابل لا يزال منحنى العائد يسجل انقلابًا مثيرًا للقلق بشأن وقوع الاقتصاد في براثن الركود، حيث يتجاوز العائد على السندات قصيرة الأجل مستويات العائد على السندات طويلة الأجل.
ويتخطى العائد على سندات الخزانة لأجل عامين مستويات العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بواقع 0.4% حيث يتداول قرب أعلى مستوياته في 15 عام وتحديدًا منذ 2007.
وارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين إلى مستويات 3.864%، خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الإثنين، بينما يسجل عائد سندات 5 سنوات 3.63% وسبع سنوات 3.56%.
توقعات الفائدة
رفع غولدمان ساكس (NYSE:GS) توقعاته لسعر فائدة التمويل لدى مجلس الاحتياطي الفيدرالي بمقدار 75 نقطة أساس مقارنة بالأسبوعين الماضيين ليتراوح معدل الفائدة النهائي بين 4 % و4.25% بحلول نهاية عام 2022.
قال محللو البنك: “إن مسار أسعار الفائدة المرتفعة مقترنا بالتشديد الأخير في الظروف المالية، يشير إلى توقعات أسوأ إلى حد ما للنمو والتوظيف خلال العام المقبل”.
وأضافوا: “توقعاتنا للنمو أقل بقليل من المستوى المتفق عليه، وهي تشير إلى مسار نمو أقل من المتوقع الذي نعتقد أنه ضروري لتهدئة تضخم الأجور والأسعار”.
توقعات سلبية
أصبح مسار رفع أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي محل تركيز كبير من جانب الاقتصاديين والمستثمرين خلال 2022، إذ يسعى البنك المركزي إلى تهدئة التضخم المرتفع بشكل عنيد.
ورفع بنك غولدمان التوقعات لمعدل البطالة ليعكس انخفاض النمو، قائلا إنه سيصل إلى حوالي 3.7% بنهاية عام 2022، مقارنة بالتوقعات عند 3.6% سابقا.
قدر البنك أن يرتفع معدل البطالة إلى 4.1% بنهاية عام 2023 مقابل 3.8% سابقا، وإلى 4.2% بنهاية عام 2024 مقارنة مع التقدير السابق البالغ 4%.