حرية – (20/9/2022)
حسين علاوي
في ضوء الشعار الكبير للدورة الـ 77 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة (لحظة فارقة: حلول تحويلية للتحديات المتشابكة)، وفي ضوء الرؤية الجديدة للأمم المتحدة نحو منظور عالمي للسلام والكرامة والمساواة على كوكب ينعم بالصحة، وبما أن ميثاق الأمم المتحدة يشير بصورة فعالة إلى أن الأمم المتحدة هي مرجع أساسي لتنسيق اعمال الدول وتوجيهها نحو إدراك غايتها المشتركة، تشارك جمهورية العراق من خلال الوفد الممثل للحكومة العراقية برئاسة السيد رئيس الوزراء الأستاذ مصطفى الكاظمي والذي يحمل في أجندته كلمة جمهورية العراق.
كما يحمل منظور العراق للسياسة الدولية، وتحديات الأمن العالمي والإقليمي والقومي للبلاد ورؤية العراق المستقبلية للتنمية الاقتصادية، وبناء السلام والتجارة الدولية وأمن الطاقة العالمي، والتكنولوجيا، والتعليم، وحقوق الانسان، والنظام المالي الدولي، والمياه والتغير المناخي، ومكافحة الإرهاب، والتطرف العنيف، وتمكين الشباب، والمرأة، وحماية الطفولة والأسرة ومكافحة العواصف الرملية، والفقر، والأوبئة، والفيروسات، وتعزيز الأمن الغذائي والوساطة العراقية، في تحسين مناخ الأمن والاستقرار الإقليمي، والقضية الفلسطينية، وسبل تعزيز العلاقات العراقية – الكويتية بعد الخطوات الكبيرة من قبل حكومة الكاظمي بالوصول إلى نقطة الاستقرار التام بمسارها.
بالإضافة إلى استعراض حالة التعاون مع الوكالات المتخصصة والمؤسسات الدولية المرتبطة بالأمم المتحدة، وجهود العراق في محاربة المخدرات، ومنع الجريمة، ومكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره .
الكاظمي الذي يحمل في أجندة الفريق المشارك العديد من الملفات والتي يسعى إلى إدارة دبلوماسية مكوكية خاطفة من أجل الحوار في متطلبات بناء الدولة العراقية، في ضوء مجالات إدارة الحكومة والجذب العالمي إلى القضايا العراقية ذات الاهتمام المشترك من أجل كسب المواقف والسياسات الداعمة لبناء الدولة العراقية، وكسب الأصدقاء، وتعزيز الحلفاء لدعم مسار برنامج بناء الدولة في مجال التنمية البشرية الشاملة، وتعزيز قطاع الأمن القومي ومواجهة التحديات الجديدة فيه، وفي مقدمتها ندرة المياه والتغير المناخي، والتصحر، وسبل إنعاش الأهوار وتشغيل الشباب، وتحسين مناخ الإدارة المالية، والمصارف، وإنهاء ملف مكافحة الإرهاب من خلال التحالفات الدولية والإقليمية، ومكافحة المخدرات، عبر تعزيز قدرات القوات المسلحة العراقية، بالإضافة إلى تعزيز الحوار الإقليمي من خلال اللقاء بقادة دول المنطقة، بالإضافة إلى لقاء قادة دول العالم كافة لدعم الدولة العراقية وتعزيز العلاقات الثنائية سواء مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن أو دول أوربا وآسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية بالإضافة إلى أستراليا ودول أميركا الشمالية .
ان مشاركة العراق الحيوية في وضع منظور جديد للتعاون الإقليمي والدولي سواء في شكله الثنائي، أو المتعدد الأطراف سيساهم في تعزيز حالة الاستقرار الإقليمي وتطوير حالة الأمن، والتكامل الإقليمي، والمواجهة المشتركة لتحديات الأمن العالمي، خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب، الذي أصبح العراق الدولة الأولى من حيث الضحايا والآثار، لمدنه المدمرة نتيجة الإرهاب في المناطق المحررة، والتي ما زالت قواتنا الأمنية العراقية عبر قيادة القائد العام للقوات المسلحة مستمرة في عملية تعزيز بناء السلام ومطاردة فلول كيان التنظيم الإرهابي داعش من خلال استراتيجية مكافحة الإرهاب 2021 – 2025، واستراتيجية مكافحة التطرف العنيف والتي تعمل الحكومة العراقية بكل وزاراتها مع مؤسسات المجتمع المدني لعدم إعطاء فرصة للتطرف العنيف من أجل أن لا يكون له موطئ قدم والعمل على مكافحته من خلال أسلوب التنمية المحلية، والعمل للشباب ودعم وتعزيز الاستقرار، والعمل عليها بصورة أكبر من خلال إجراءات الورقة البيضاء الاقتصادية، واستراتيجية التنمية البشرية واستراتيجية مكافحة الفقر، كذلك على الصورة الأكبر من خلال استراتيجية الإصلاح الإداري واستراتيجية مكافحة الفساد في العراق واستراتيجية أمن الطاقة.
ان العالم مطالب اليوم بدعم أجندة حكومتنا في مجال التدريب، وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا والخبرة في مجال التنمية ومواجهة إرث الجماعات الإرهابية في العراق، والتي يحتاج فيها العراق لوقت طويل من أجل استعادة عافية البلاد بصورة تامة .
ان العراق اليوم أمامه فرص كبيرة لدعم مسار التجارة الدولية من خلال الطرق النقل الدولي المتقدمة، والتي من الممكن أن تمول من خلال استثمارات ومساعدات دولية للعراق تدعم ربط دول الجنوب بدول الشمال من خلال القناة الجافة الرابطة بين دول غرب آسيا والشرق الأوسط وأوربا، وهذا ما سيطور حركة التجارة الدولية، بالإضافة إلى لعب العراق دور الموازن المكافئ لتغطية حالة الطلب على الطاقة من خلال اشتراك العراق عبر سلة نفوط أوبك وضمن اتفاق أوبك بلص لتغطية الطلب العالمي على النفط، بالإضافة إلى أسواقه الواعدة في مجال الغاز والطاقة المتجددة، ونقل الطاقة من الدول المنتجة في غرب آسيا والخليج نحو أووربا .
وأخيراً لابد أن نشيد بالشراكة الدولية مع العراق وحكومته وشعبه والتي تطورت من خلال العلاقات العراقية – الامريكية والتي تعد واحدة من العلاقات الفعالة والهادفة إلى دعم بناء الدولة العراقية، بالإضافة الى العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي، والتي تعد تجربتهم في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية وخطة مارشال لإعمار أوروبا والتي نحتاجها اليوم بصورة أخرى ومتجددة مع حاجة العراق لتطوير البنى التحتية والمشاريع الكبيرة (ميكا بروجكت)، بالإضافة إلى شركاء العراق في قارة آسيا من الدول الكبار للتعاون في مجال تطوير قطاع الطاقة والانشاءات والتجارة والغذاء والصحة .
وأختم هنا بالحاجة الكبيرة إلى الاستمرار بتعزيز العلاقات بين العراق والمملكة العربية والسعودية ودول الخليج والمملكة الأردنية الهاشمية ومصر ولبنان وايران وتركيا والباكستان ودول المغرب العربي بالإضافة إلى الدول الافريقية في مجالات الطاقة والتجارة والسياحة والاستثمار والانشاءات والتكنولوجيا والصناعة والامن الغذائي والمياه .
إننا اليوم وعندما سيقف رئيس الوزراء الأستاذ مصطفى الكاظمي على منصة الخطاب في الجمعية العامة للأمم المتحدة في لحظة فارقة للحديث عن العراق الكبير الذي يمتلك حضارة وتاريخ ومجتمع عريق يمتاز بالتنوع البشري والذي يمتد بتاريخه لسبعة آلاف سنة من أجل المشاركة في صناعة حلول تشاركية تحويلية للتحديات العالمية المتشابكة والتي بات العراق يتأثر بها ويؤثر من خلالها .