حرية – (21/9/2022)
قال الأمين العام إن “كوكبنا يحترق” وهناك “خلل هائل” يعرقل التصدي للمشكلات وإيجاد حلول ناجعة لها
بعد ساعات من افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدأت تظهر الانقسامات العالمية تحت وطأة الأزمات العالمية الكثيرة، وإذا كانت الحرب في أوكرانيا هي العنوان الأول في العالم وأروقة المؤسسة الدولية في نيويورك، فإن هناك أموراً كثيرة حاضرة وبقوة.
وقد عرض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال افتتاح أعمال الجمعية العامة الثلاثاء 20 سبتمبر (أيلول)، لبعض منها، “أزمة القدرة الشرائية تتفاقم، والثقة تتلاشى، والتفاوتات تتزايد وكوكبنا يحترق”. ولم يكتف بذلك إذ قال، إن هناك “خللاً هائلاً” يعرقل التصدي للمشكلات وإيجاد حلول ناجعة لها.
وخلص الأمين العام إلى أن “هذه الأزمات تهدد مستقبل البشرية ومصير الكوكب… دعونا لا نخدع أنفسنا، يلوح في الأفق سخط عالمي في الشتاء”.
ولقي هذا الكلام صدى لدى نحو ثلاثين رئيس دولة وحكومة توالوا على الكلام من على منبر الأمم المتحدة في اليوم الأول من هذا التجمع الدبلوماسي السنوي الكبير الذي عاد ليعقد حضورياً بعد سنتين هيمن عليهما وباء “كوفيد-19”.
ويتولى الكلام، الأربعاء 21 سبتمبر (أيلول)، الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ونظيره الأميركي جو بايدن ورئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس.
وسيتولى الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي الكلام عبر الفيديو بموجب إذن خاص أقرته الدول الاعضاء في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي.
استفتاءات أوكرانيا
وستكون أوكرانيا في صلب كلام قادة العالم، لا سيما الرئيس الأميركي، في وقت ندد فيه البيت الأبيض، الثلاثاء، باستفتاءات “زائفة” في أوكرانيا.
وأعلنت السلطات التي عينتها موسكو في أربع مناطق أوكرانية تنظيم استفتاءات بشأن الانضمام إلى روسيا ستجري من 23 إلى 27 سبتمبر، وأكد المستشار الألماني من على منبر الجمعية العامة أنها استفتاءات “وهمية لن نقبلها” في حين تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن “مهزلة”.
الحاجات الغذائية وأفريقيا والاستعمار
إلا أن دول الجنوب مغتاظة من تركيز الدول الغربية على أوكرانيا في حين تعاني البشرية جمعاء من أزمات عدة.
وتعهد الأميركيون والأوروبيون والأفارقة، الثلاثاء، في إعلان مشترك، التحرك “بشكل عاجل وواسع بالتنسيق لتلبية الحاجات الغذائية العاجلة لمئات ملايين الأشخاص عبر العالم”.
وقال ماكرون إن الوقت غير موات “لاختيار معكسر بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب، بل ثم مسؤولية لكل الذين يتمسكون بالسلام وهو أثمن ما نملكه” متهماً مباشرة روسيا بأنها مسؤولة “عن عودة النزاعات الإمبريالية والاستعمارية”.
وشدد رئيس السنغال ماكي سال الذي يرأس الاتحاد الأفريقي على ضرورة “التحرك معاً”، مضيفاً “أتيت لأقول إن أفريقيا عانت ما يكفي من عبء التاريخ، ولا تريد أن تكون مسرحاً لحرب باردة جديدة”.
الدول الفقيرة والتغير المناخي
وتردد التوتر الناجم عن الحرب في أوكرانيا في الشعور بالاستياء بين الشمال والجنوب بشأن مكافحة التغير المناخي.
فالدول الفقيرة التي تتحمل العبء الأكبر من تداعيات الاحترار المناخي المدمرة وهي غير مسؤولة عنه، تكافح خصوصاً لحمل الدول الغنية على احترام وعودها بتقديم مساعدات مالية لها.
وقال غوتيريش “حان الوقت لتجاوز هذه المحادثات التي لا تنتهي”، داعياً الدول الغنية إلى فرض ضريبة على أرباح شركات قطاع الطاقة الأحفورية و”توجيهها” إلى الدول التي تتكبد “خسائر وأضراراً” جراء التغير المناخي وإلى شعوب تعاني من التضخم.
وقبل أقل من شهرين من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب27” في مصر دعا أيضاً إلى وضع حد “لحربنا الانتحارية ضد الطبيعة”.
البرنامج الإيراني
ويندرج البرنامج النووي الإيراني ضمن القضايا التي تثير قلق الأسرة الدولية.
وشدد ماكرون بعد لقاء طويل مع نظيره الإيراني “الكرة الآن في ملعب إيران” فيما مفاوضات لإحياء اتفاق أبرم عام 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني في طريق مسدود.
وأكد أنه شدد مع رئيسي على احترام حقوق المرأة في إيران في وقت جرت فيه تظاهرات في مدن إيرانية عدة بعد وفاة شابة أوقفتها شرطة الأخلاق.
وأشاد الرئيس التشيلي غابرييل بوريتش بهذه الشابة ماهسا أميني، داعياً إلى “وضع حد لتجاوزات النافذين أينما وجدوا”.