حرية – (21/9/2022)
يتأهب الكثير من المدنيين في تايوان تحسبا لأي غزو صيني لجزيرتهم، وذلك من خلال مشاركتهم في دورات تدريبية على أعمال الدفاع المدني وتقديم الإسعافات الأولية، وفقا لما ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية.
ففي إحدى قاعات الكنائس في العاصمة، تاييبه، يجتمع كل أسبوع، نحو 60 شخصا من نساء ورجال للتدرب على الإسعافات الأولية والإنقاذ بإشراف أشخاص متخصصين في هذا المجال.
ويقول معلم يدعى، وانغ جوين، ويشارك في تلك التدريبات: “إن احتمال الغزو يتزايد، ومن المحتمل أن يجري ذلك في حياتي، وإذا حدث ذلك فأريد أن ألعب دورا في مقاومته، وهذه الدورة جعلتني أدرك أنني أستطيع ذلك”.
أما الضابط السابق في القوات الخاصة، إينوك وو، والذي تشرف منظمته “التحالف قدما” على تلك التدريبات، فيوضح: “نحن ندرك جميعًا أن نظامنا الديمقراطي السلمي هش للغاية.. ولا يتطلب الأمر أكثر من نزوة ديكتاتور لإسقاطها”.
ولفت وو إلى منظمته تعلم المتطوعين عمليات البحث والإنقاذ البسيطة وبعض طرق إخراج الناس من تحت أنقاض المباني التي قد تسقط جراء القصف أو بسبب حدوث زلزال.
وشدد على أن بلاده تواجه أكبر تحد للأمن القومي في تاريخها، وأن ذلك يتطلب أن تنخرط جميع فئات المجتمع في المقاومة.
وزاد: “المواطنون على أتم الاستعداد لأنه بدونهم سوف يغدو الدفاع عن البلاد مستحيلا”.
من جانبه يرى، ألثي جونغ، الذي ينتمي إلى نفس المنظمة أنهم كانوا يعتقدون في البداية أن الصين لن تغامر بغزو بلادهم لخشية بكين أن يتأثر ازدهارها الاقتصادي بذلك الأمر، موضحا: “ولكن تجربة القمع التي حدثت في هونغ كونغ (عقب ضمها للصين) أثبتت خطأ اعتقادنا”.
“بارقة أمل”
ولكن ماركوس هو، الشريك المؤسس لإحدى منظمات الدفاع المدني المعروفة باسم “أكاديمية كوما”، يجد في قدرة أوكرانيا على مقاومة الغزو الروسي الشرس “بارقة أمل” تجعهم يحلمون بإمكانية مقاومة أي محاولات صينية لاحتلال جزيرتهم الصغيرة.
وأردف: “رأى الكثير من المواطنين التايوانيين العاديين ما حدث في أوكرانيا وأدركوا أن الحرب ممكنة، وأنهم معرضين لنفسه الأمر”.
وتابع:”لقد أدركنا أن خوض الحرب لا يتعلق فقط بالقوة العسكرية.. وأعتقد أن الروح المعنوية العالية للأوكرانيين العاديين ألهمت الناس في تايوان كثيرًا”.
وكانت دراسة صادرة عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية حربا حول الجزيرة في عام 2026 ولن يكون فيها رابح، حالة لم يتم فيها استخدام السلاح النووي، وفقا لما ذكرت “التايمز” في وقت السابق.
ولن يتم نشر النتائج الكاملة للتحليل إلا بحلول ديسمبر القادم، بيد أنه وقبل 6 أعوام قامت مؤسسة راند بتحليل النتائج المحتملة من حرب بين الصين والولايات المتحدة وتوقعت تبادلا في الضربات الأولى و “خسائر كبيرة من الطرفين”، لكنها رأت أن جيش التحرير الشعبي الصيني سيتكبد خسائر أكبر.
وفي سيناريو مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فهناك افتراض بتدخل أميركيي حالة غزت الصين تايوان.
وأخبر المستشار البارز في المركز، مارك كانيكيان صحيفة “التايمز” أن المناورات العسكرية الصينية الأخيرة تعكس قدرات أخذت بعين الاعتبار في تحليل الحرب.
وأضاف: “تحتاج الولايات المتحدة إلى أن تقوي نفسها أكثر لكي تكون في موقع كاف لردع الصين أو تنتصر بدون حرب استنزاف طويلة”.
وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد أكد لبرنامج “60 دقيقة” الذي تبثه قناة “سي بي إس” أن القوات الأميركية ستدافع عن جزيرة تايوان “إذا كان هناك في الواقع هجوم غير مسبوق”.
لكن بايدن شدد على أن “تايوان تصدر أحكامها الخاصة بشأن استقلالها”، مضيفا “نحن لا نشجعهم على أن يكونوا مستقلين، هذا قرارهم”.
وجدد مقدم البرنامج، سكوت بيلي، التأكيد بسؤال الرئيس: “على عكس أوكرانيا، لكي نكون واضحين يا سيدي، فإن القوات الأميركية ستدافع عن تايوان في حالة حدوث غزو صيني؟”، وأجاب الرئيس بـ “نعم”.
وبعد المقابلة، قال مسؤول في البيت الأبيض إن سياسة الولايات المتحدة بشأن تايوان لم تتغير.
ورسميا، تحتفظ الولايات المتحدة “بغموض استراتيجي” حول ما إذا كانت القوات الأميركية ستدافع عن تايوان، لكن قانون العلاقات مع تايوان يلزم الولايات المتحدة بالمساعدة في تجهيز تايوان للدفاع عن نفسها.
وفي الشهر الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن بيع معدات عسكرية بقيمة 1.1 مليار دولار للحكومة في الجزيرة.