حرية – (24/9/2022)
وثق صحفيون، السبت، جانباً من تظاهرة نظمها العشرات من أبناء الجالية الإيرانية في إقليم كردستان أمام مقر الأمم المتحدة في أربيل، منددين بمقتل الشابة مهسا أميني ومحملين النظام مسؤولية وفاتها.
وتمددت الاحتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني ليلة الثلاثاء-الأربعاء الماضية إلى مدن أخرى، وسط مشاهد كرّ وفرّ واشتباكات بين المحتجين وقوات الشرطة والتدخل السريع، واتهامات رسمية لسفارات أجنبية بـ”إثارة الشغب” في البلاد، وحديث رسمي عن اعتقال رعايا أجانب، فضلاً عن وجود أنباء غير رسمية عن قتلى ومصابين جدد.
وتوفيت الشابة مهسا أميني الجمعة في المستشفى بعد أيام من إيقافها من قبل شرطة الآداب بتهمة عدم التقيد بقواعد الحجاب.
وشهدت 20 مدينة إيرانية الليلة الماضية تجمعات احتجاجية، وفق وكالة “إرنا” الرسمية، لكن الأخيرة قلّلت من أهمية أعداد المشاركين في هذه التجمعات، مشيرة إلى أنها راوحت بين 100 إلى 400 شخص، حسب قولها.
واتهمت “إرنا” من سمّتهم “المندسين” بين المحتجين بممارسة “سلوك تخريبي” و”إثارة الشغب” ومهاجمة الممتلكات العامة والخاصة، مشيرة إلى احتجاجات في أربع نقاط وسط طهران، وقالت إن المحتجين “أغقلوا معابر وسط المدينة وأحرقوا مستوعبات النفايات ورموا الحجارة تجاه قوات الشرطة”.
كذلك شهدت، أمس الثلاثاء، عدة جامعات في طهران ومحافظات أخرى، تجمعات احتجاجية غاضبة على وفاة الشابة مهسا أميني، التي تؤكد الشرطة أنها توفيت بسبب “نوبة قلبية”، لكن المحتجين يشككون في هذه الرواية، متهمين الشرطة بضربها والتسبب بوفاتها.
وفيما تمددت الاحتجاجات الثلاثاء إلى المزيد من المدن، فإنها تراجعت في محافظة كردستان التي كانت معقل الاحتجاجات خلال الأيام الماضية، إذ كانت الفتاة مهسا أميني تعود إلى مدينة سقز بالمحافظة نفسها قبل أن تزور طهران الثلاثاء بالأسبوع الماضي برفقة عائلتها للسياحة وزيارة الأقارب.
وفي الأثناء، أفادت منظمة “هنجاو” الحقوقية خارج إيران، بـ”مقتل محتج من مدينة أرومية (مركز محافظة أذربيجان الغربية) يدعى فرجاد درويشي بنيران قوات الأمن”. وكانت المنظمة قد أشارت قبل أمس إلى مقتل 3 محتجين آخرين في محافظة كردستان بنيران القوات الإيرانية. وأكد رئيس محافظ كردستان، إسماعيل زارعي كوشا، مقتل هؤلاء الأشخاص، لكنه نفى أن تكون القوات الإيرانية قد قتلتهم، متهماً مجموعات وصفها بأنها “إرهابية” بقتلهم، ومحذراً من “اصطناع القتلى”.
والمقاطع المصورة المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي في إيران، تظهر مواجهات بين المحتجين وقوات الشرطة والأمن وحالات كرّ وفرّ بينهم، وتعنيف محتجين ومحتجات، فضلاً عن استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين. كذلك شوهد استخدام الأسلحة، وسُمع إطلاق نار في بعض التجمعات، وتتحدث أنباء غير مؤكدة على شبكات التواصل عن مقتل محتجين في طهران وكرمان، لكن السلطات لم تؤكدها أو تنفها بعد، ولم ترد بعد أنباء بشأن ذلك على الوكالات ووسائل الإعلام الإيرانية.