حرية – (28/9/2022)
ثمار الطماطم من الخضار الأكثر شعبية في العالم، والتي تتميز بلونها الأحمر، الذي يعد سمة حيوية يحدد نجاح بيع هذا المحصول الزراعي في الأسواق، ويؤثر بشكل ملحوظ على تفضيلات المستهلكين.
وبحسب مجلة ”هورتيكلتشر ريسيرش“ البريطانية، والمختصة بأخبار بحوث الطبيعة، فإن الطماطم تحتوي على جينات لونية متعددة هي المسؤولة عن لونها الأحمر.
ويعود سبب لونها الأحمر، إلى تراكم أصباغ مختلفة بشكل طبيعي في هذه الثمار، مثل صبغة الكاروتينات العضوية، والتي تتشكل طبيعيا في الفواكه والخضراوات.
كما وتحتوي على مركبات الفلافونويد، والتي تدخل في تشكيل لونها، وتوجد هذه المركبات بشكل طبيعي في النباتات ومن بينها الطماطم، وتلعب دورا رئيسا في حمايتها من تأثيرات الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
وتستغرق الطماطم عدة سنوات لإدخال جميع هذه الجينات المرتبطة بلونها في جين فردي مسؤول عن تشكل لونها الأحمر، وذلك باستخدام عملية طبيعية تعرف باسم ”التهجين الطبيعي“.
وفي جهد بحثي جديد، نجح فريق من الباحثين في معهد علم الجينات الوراثية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، في التوصل إلى طريقة جديدة، تنتج محصول الطماطم متعدد الألوان، وفي غضون سنة، وذلك بدلاً من عدة سنوات كما يحدث مع عملية تشكل لونها في الطبيعة.
ووفق مجلة ”هورتيكلتشر ريسيرش“، والتي نشرت ملخص الدراسة، طور الباحثون في الجامعة الصينية، إستراتيجية جديدة للتكاثر السريع لمحصول الطماطم الملونة خلال زراعته، وذلك باستخدام أداة التعديل الجيني ”كريسبر-كاس9“.
يذكر أن أداة التعديل الجيني ”كريسبر-كاس9″، شائعة الاستخدام في مجال البحوث الطبية والحيوية، لتحسين الجينات وتصنيع منتجات جديدة لعلاج الأمراض.
ومن خلال استخدام هذه الأداة، أنشأ الفريق البحثي في الأكاديمية الصينية للعلوم، تصميما هندسيا جديدا لجينات صنف من الطماطم من نوع ”أليسا كريج“ والشائع زراعته في إسكتلندا.
وأسفر عن هذه العملية إنتاج سلسلة من الأنماط الجينية للطماطم بألوان مختلفة، بما في ذلك الأصفر والبني والوردي والأخضر.
وشرح البروفيسور لي تشوانيو، رئيس الفريق البحثي، من خلال استخدام أداة ”كريسبر-كاس9″، نجحوا في إنتاج طماطم خالية من الجينات التي تتشكل في الطبيعة، وبألوان مختلفة في أقل من عام واحد، مع الاحتفاظ بالخصائص الأصلية لهذا المحصول الزراعي.
وأشار البروفيسور لي تشوانيو، إلى أن هذه الآلية توفر طريقة جديدة لتحسين صفات الجينات في المحاصيل الزراعية المتنوعة“.