حرية – (4/10/2022)
حذّر السفير الألماني لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) روديغر كونيغ، من تورط حلف الأطلسي مباشرةً في الحرب في أوكرانيا، وقال إن الناتو «لا يريد أن يلعب دوراً فعالاً في هذه الحرب». وأضاف السفير في مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية، أُجريت معه قبل تقديم أوكرانيا طلب عضوية للحلف يوم الجمعة الماضي، إن أي تورط فعال أو مباشر للناتو في الحرب «يعني نشوب حرب كبيرة جداً تتورط فيها فجأة 30 دولة»، مشيراً إلى أن «لا أحد يريد ذلك».
ويضم حلف الأطلسي حالياً 30 دولة، فيما تقدمت السويد وفنلندا بطلبي العضوية قبل أشهر، ومن المتوقع أن تنتهي إجراءات ضمهما خلال الأشهر المقبلة بعد تصديق كل الدول الثلاثين على ضمهما. وتقدمت أوكرانيا بطلب انضمام للحلف يوم الجمعة الماضي، رغم اعتراض معظم الدول وأمين عام الحلف على فكرة ضمها. وصدر بيان عن 9 دول أوروبية تنتمي لحلف الأطلسي عبّرت فيه عن دعمها لضم أوكرانيا بأسرع وقت ممكن، وكذلك دعت الدول الغربية لزيادة التسليح لكييف. والدول هذه هي تلك المجاورة لأوكرانيا وتلك التي كانت ضمن الاتحاد السوفياتي وتشعر حالياً هي نفسها بتهديد من روسيا. وهذه الدول هي: السويد وفنلندا والنرويج إضافةً إلى بولندا ورومانيا وتشيكيا وسلوفاكيا ومونتينيغرو وشمال مقدونيا.
ولكن من المستبعد أن يلقى طلب العضوية تجاوباً من الدول الأخرى خصوصاً الغربية التي تتخوف من أن ضم أوكرانيا سيزيد من الصعوبات مع روسيا وقد يُدخلها في مواجهة مباشرة معها، وهو ما تتفاداه منذ بداية الحرب. ويقول الحلف حالياً إن سبب عدم تورطه في الحرب هو أن أوكرانيا ليست عضواً في الحلف، وقد كرر السفير الألماني لدى الناتو ذلك في مقابلته مع «دير شبيغل». وقال في رد على سؤال حول سبب عدم تجاوب الناتو مع طلبات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المتكررة بدعم بلاده: «أوكرانيا ليس عضواً في الحلف، لذلك ليس هناك (حالة حلف) تعني بأنه علينا أن نساعد أوكرانيا في الدفاع عن نفسها، ونحن أيضاً لا نريد أن يلعب الحلف دوراً فعالاً في هذه الحرب».
وأضاف أن المساعدات العسكرية التي تقدمها الدول الغربية لأوكرانيا، تحصل بمبادرات فردية وليس من الحلف بشكل رسمي. وقال: «بالطبع لا يمكننا أن نقبل بأن تتعرض دول أوروبية للهجوم، لذلك نقول علناً بأن روسيا خرقت القانون الدولي، ونرسل أسلحة بشكل فردي وليس عبر الناتو».
وسئل كونيغ عن رأيه بتوسع الحلف رغم تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من ذلك، وقال إن «كل دولة يمكنها أن تقرر بنفسها مع من تريد أن تعمل، هذا يسمى عدم الانحياز وهو مبدأ أساسي في السياسة الدولية». وأضاف أن بوتين «لا يمتلك الحق بأن يطلب من الدول التي كانت في السباق ضمن الاتحاد السوفياتي، أن تطلب الإذن من روسيا أولاً. العالم لا يعمل بهذه الطريقة». وتابع كونيغ يقول إن «الناتو حلف دفاعي، وإن الدول التي تنتمي للحلف اتّحدت بهدف الدفاع عن نفسها ضد اعتداءات وليس بهدف الهجوم… والدول التي تقرر الانضمام للناتو لا تفعل ذلك لإزعاج روسيا، بل لأنها تشعر بأنها مهددة من روسيا». وأضاف: «بوتين يمكنه أن يغير ذلك على الفور».
ورفض كونيغ الإفصاح عن كيف يرى أوكرانيا بعد انتهاء الحرب، واكتفى بالقول إن تخيل ذلك «صعب جداً لأنه لا مفاوضات الآن، وبأن أوكرانيا تطالب عن حق بأن تنسحب روسيا من كل الأراضي التي احتلتها من بينها القرم التي استولت سوريا عليها عام 2014، ولكن روسيا لن تتخلى عن هذه المناطق، وبوتين يريد أن تذهب الحكومة الأوكرانية وأن يكون أحد في السلطة يمكنه أن يحركه». وكررت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيروبوك، كلاماً مشابهاً في مقابلة أدلت بها لصحيفة «نويا أوزنابروك تسايتونغ»، وقالت إنها لا ترى حالياً «أي فرصة للتفاوض» بين أوكرانيا وروسيا، وأضافت: «عرض التفاوض من الرئيس الروسي لكييف يقول شيئاً يشبه التالي: سنسرق بلدكم ونُخضع شعبكم وعليكم التوقيع». وأضافت: «هذا عكس السلام، هذا إرهاب وسرقة الحرية».