حرية – (8/10/2022)
رسى يخت “نورد” المملوك للملياردير الروسي أليكسي مورداشوف، في ميناء هونغ كونغ، هذا الأسبوع، وذلك في سياق التحركات الغربية لمصادرة يخوت رجال الأعمال الروس الخاضعين للعقوبات الدولية.
وشوهد اليخت العملاق الذي يصل طوله إلى 142 متر وتبلغ قيمته أكثر من 500 مليون دولار على رصيف هونغ كونغ، حاملا العلم الروسي، على بعد دقائق فقط من وسط المدينة، حسب “سي إن إن”.
واستهدفت حكومات الدول الغربية الأوليغارشية الروسية بعقوبات عزلتهم ماليا عن الأصول التي يمتلكونها، كما صادرت السلطات الأميركية والأوروبية يخوت لأثرياء روس لصلاتهم مع الرئيس بوتين.
ويقع مورداشوف، الذي يعد أحد أغنى مليارديرات روسيا، والمساهم الرئيسي في أكبر شركة روسية للصلب والتعدين، تحت طائلة العقوبات الغربية؛ تفرضها عليه الولايات المتحدة، منذ شهر يونيو الماضي، إلى جانب أفراد من أسرته وشركاته، كما يضعه الاتحاد الأوروبي على لائحته السوداء.
وطعن موردشوف في العقوبات المفروضة عليه في المحاكم الأوروبية، نافيا أن تكون له أي صلة على الإطلاق بالتوتر الجيوسياسي الحالي، وأضاف أنه لا يفهم سبب فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليه، وفقا لوكالة الأنباء الروسية تاس.
“ملجأ اليخوت”
وحسب تقرير لـ”سي إن إن” فإن هونغ كونغ توفر ملجأ ليخوت رجال الأعمال الروس؛ ورفضت إدارة البحرية في هونغ كونغ ، الجمعة التعليق على الموضوع، حيث قالت إنها “لن تعلق على أي حالات فردية لدخول السفن”.
وتابعت إدارة البحرية في ردها على الصحيفة الأميركية: “بعض الدول قد تفرض عقوبات أحادية الجانب ضد مناطق معينة على أساس اعتباراتها الخاصة”. موردة: “ليس لدينا السلطة القانونية لاتخاذ إجراءات بشأن العقوبات الأحادية التي تفرضها السلطات القضائية الأخرى”، وأشارت إلى إنها ستنفذ “العقوبات التي يفرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
ووفقا لإدارة البحرية، فإن هونغ كونغ تطلب من مالكي اليخوت في الخارج الحصول على إذن من السلطات للدخول، بما في ذلك تقديم دليل على التأمين.
من جانبها، لم ترد شركة “سيفيرستال” على طلب “سي إن إن” الحصول على تعليق من موردشوف حول الموضوع يوم الجمعة.
عملية إنقاذ
ويعد هذا الظهور الأول لليخت الفاخر منذ مغادرته جزر المالديف وسيشيل، في 12 مارس الماضي، في عملية “هروب هوليودية” تجنبا للعقوبات.
وانطلق اليخت آنذاك، بأقصى سرعته بعد أن عمد طاقمه إلى إطفاء أجهزة التتبع في خطوة، وصفها موقع “luxury launches” بأنها “مميتة” لأن ذلك قد يتسبب بحصول حوادث تؤدي في العادة إلى الغرق.
ولإخراج يخت “نورد” بعيدا عن متناول السلطات، كان يجب أن يبحر لمسافة تصل لـ 6701 ميلا بحريا.
ووصل اليخت إلى ميناء فلاديفوستوك في روسيا في 11 أبريل، قبل أن يظهر بهونغ كونغ هذا الأسبوع.
ويقول الموقع المتخصص إن “نورد” يحتوي خزان وقود تصل سعته لـ 345 ألف لتر، حيث يكلف الخزان الكامل لرحلته إلى روسيا حوالي 465 ألف دولار.
ويتألف اليخت العملاق من ستة طوابق ويتسع لـ 36 ضيفا في 20 كابينة فاخرة. تشمل ميزاته الأخرى حوض سباحة كبير وجاكوزي ومنتجع صحي ومركز غطس وسينما ومنطقة للشواء ومرآب ومهابط للطائرات المروحية.
وتقدر ثروة مورداشوف الصافية بنحو 18.7 مليار دولار، وفقا لمؤشر بلومبيرج للمليارديرات، غير أن حجم ثروته انخفض بـ 10 مليار دولار، منذ بداية الحرب إلى اليوم، حسب “سي إن إن”.
وشهر أغسطس الماضي، نظم أول مزاد علني لبيع يخت روسي فاخر احتجز بموجب عقوبات تتعلق بالحرب على أوكرانيا.
ويتعلق الأمر بيخت Axioma الفاخر في جبل طارق ويملكه رجل أعمال روسي خاضع للعقوبات، وهو أول بيع من نوعه منذ أن بدأت الحكومات في احتجاز اليخوت الفاخرة المملوكة لروسيا في أعقاب غزو الرئيس فلاديمير بوتين لأوكرانيا.
وصادرت السلطات البريطانية اليخت الفاخر أكسيوما الذي يرفع علم مالطا في جبل طارق في مارس الماضي بعد أن قال بنك الاستثمار الأميركي جيه بي مورجان إن مالك السفينة ديمتريفيتش بومبيانسكي وهو ملياردير روسي وقطب في مجال أنابيب الصلب مدين له بأكثر من 20 مليون دولار لسداد القروض.