حرية – (9/10/2022)
نبهت عائلتا الفرنسيين سيسيل كولر وجاك باري المحتجزين في إيران منذ خمسة أشهر، الجمعة السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، إلى “الظروف اللا إنسانية” التي يحتجزان فيها، وتحدثتا عن أنهما يعانيان “ضغوطاً نفسية لا يمكن تصورها”، غداة بث التلفزيون الإيراني الرسمي فيديو لـ”اعترافاتهما” نددت به باريس.
وبث التلفزيون الإيراني الرسمي ما وصفها بأنها “اعترافات” مواطنين فرنسيين اعتقلا في مايو (أيار) الماضي واتهما بالتجسس، الأمر الذي وصفته باريس بالـ”مسرحية”.
وفي إشارة إلى قلق باريس، أوصت الخارجية الفرنسية، الجمعة، مواطنيها الذين “يزورون إيران إلى مغادرة البلاد في أقرب الآجال نظراً إلى مخاطر الاعتقال التعسفي التي يعرضون أنفسهم لها”.
وقالت الخارجية في تحديث لنصائح السفر نشرته على موقعها الإلكتروني، إن “جميع الزوار الفرنسيين، بمن فيهم مزدوجو الجنسية، معرضون لخطر كبير بالاعتقال والاحتجاز التعسفي والمحاكمة غير العادلة”.
محرومان من المحامين
وقالت عائلتا الفرنسيين سيسيل كولر وجاك باري في بيان تلقته وكالة الصحافة الفرنسية “نحن محطمون ومرهقون ومذعورون”. وأضافتا أنه “ليست لديهما أي أخبار” عن كولر وباري، معبرتين عن الخشية من “إبقائهما في عزلة مع اتصال بشري واحد” متمثل في “السجانين والمحققين”.
وقال البيان أيضاً إن الفرنسيين “محرومان من المحامين”، وإن طلب حصولهما على مساعدة قنصلية قد رفض مراراً.
وقالت الخارجية الفرنسية، الخميس، إن بث إيران “اعترافات” الفرنسيين هو “مسرحية غير لائقة ومثيرة للاشمئزاز وغير مقبولة ومخالفة للقانون الدولي”.
وتابعت الوزارة أن هذين الفرنسيين اللذين عرفت عنهما على أنهما نقابيان في مجال التعليم، “معتقلان بشكل تسعفي في إيران منذ مايو 2022 ويعتبران بهذه الصفة رهينتي دولة”.
وقالت إن “اعترافاتهما المزعومة المنتزعة بالإكراه لا أساس لها ولا الأسباب التي استدعت توقيفهما تعسفاً”.
“اعترافات انتزعت بالإكراه”
واعتقل الفرنسيان في وقت كانت إيران تشهد تظاهرات معلمين يطالبون بإصلاحات متعلقة بالأجور ورواتب التقاعد، وكانا يدعوان إلى الإفراج عن زملاء لهم أوقفوا خلال تظاهرات سابقة.
ولم يعلق جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي على المسألة لدى سؤال وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية “بثت إيران اليوم ما قدمته على أنه (التقرير الكامل) عن الاعتراف (المزعوم) لمواطنيننا سيسيل كولر وجاك باري، هذا الفيديو المثير للغضب يصور اعترافات كاذبة انتزعت بالإكراه”.
وفي الشريط تقول امرأة بالفرنسية إنها تدعى سيسيل كولر وإنها ضابطة استخبارات في عمليات “الإدارة العامة للأمن الخارجي” (دي جي أس أو)، جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي.
وقالت عائلتا الفرنسيين إن “جاك وسيسيل ليسا عميلين في الإدارة العامة للأمن الخارجي” (دي جي أس أو)”. وأوضح بيان العائلتين أن “سيسيل معلمة لغة فرنسية وجاك متقاعد من التربية الوطنية”، مشيراً إلى أنهما توجها إلى إيران بصفتهما “سائحين”.