حرية – (9/10/2022)
أعلنت مؤسسة الـشـهـداء، الأحد، اتفاقها مـع فـريـق التحقيق الدولي (يونيتاد) على فتح المقابر الجماعية التي خلفها تنظيم داعش في المحافظة.
وقال مدير المؤسسة عبد الإله النائلي في حديث للصحيفة الرسمية (9 تشرين الأول 2022): إن “المؤسسة عقدت اجتماعا مع فريق التحقيق الدولي (يونيتاد) الخاص بجمع الأدلة والوثائق عن الجرائم التي ارتكبتها عصابات داعش الإرهابية خلال سطوتها الآثمة على بعض المناطق، من أجل وضع آليات فتح وتنقيب المقابر الجماعية فيها”.
وأضاف أنه “تم الاتفاق أيضا على إجراء كشف فني أولي مشترك على مقبرتي (علو عنتر) بقضاء تلعفر و(تل العزيز) بقضاء سنجار في محافظة نينوى، إضافة إلى فتح المقابر الجماعية بقضاء هيت في محافظة الأنـبـار ومنطقة المكيشيفة بمحافظة صــلاح الــديــن، تـنـفـيـذا للخطط الستراتيجية الخاصة بعملية فتح المقابر للعام الحالي”.
وأشار النائلي إلى أن “الاجتماع تطرق إلى إمكانية القيام بحملة لجمع المعلومات وعينات الدم من عوائل ضحايا الإيزيديين المقيمين في ألمانيا، الأمر الذي يتطلب استحصال تأشيرات السفر لموظفي دائـرة شـؤون وحماية المقابر الجماعية التابعة للمؤسسة”، مبيناً أن “نجاح هذه التجربة سيسهل تعميمها وتنفيذها في دول أخرى تضم ذوي الضحايا”.
كما أشار إلى أن “اللجنة ستعقد ورشات عمل وتجري تدريبات لتطوير قدرة العاملين على تقديم الدعم النفسي للعوائل، وآلية التعامل مع الأدلة والمبرزات الجرمية المرفوعة من مواقع المقابر الجماعية المفتوحة سابقا أو ستفتح مستقبلا، لجمع أكبر عـدد ممكن من الأدلــة التي تجرم هذه العصابات دوليا وبما يدعم جهود الحصول على حقوق الضحايا”.
وفي وقت سابق، أعلنت المؤسسة، استعداها لفتح مقبرة الخسفة الجماعية فـي محافظة نينوى التي تضم رفات أشخاص قضوا على أيـدي تنظيم داعش، فيما أشارت إلى أن ملف المقابر الجماعية لم يخصص له أي مبالغ مالية منذ 2016.
وقـــال رئـيـس المـؤسـسـة عـبـد الإلــه النائلي في تصريح للصحيفة الرسمية (25 أيلول 2022)، إن “مؤسسته تجري الاستعدادات اللازمة لفتح المقبرة المذكورة، فضلا عن إعداد خارطة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتوفير الاحتياجات المطلوبة لعملية الـفـتـح، مــن تخصيصات مالية ومستلزمات لوجستية تمكن الفرق من أعمال الحفر والتنقيب، لا سيما أن ملف المقابر الجماعية لم يخصص له أي مبالغ منذ العام 2016 ولغاية الآن”، لافتا إلى أن “مؤسسته تمكنت من إدراج تخصيصات مالية للمقابر الجماعية ضمن قانون الأمن الغذائي لعام 2023”.
وأشــار إلـى “وجــود تنسيق مع لجنة الــشــهــداء والـضـحـايـا والسجناء السياسيين فـي البرلمان مـن أجل فتح مختبر تحليل مــادة (DNA ) في محافظة نينوى، بهدف الإسراع بمطابقة العينات وتسليم الرفات لذويها بالسرعة الممكنة، منبها في الوقت نفسه على أن المقبرة حاليا شبه مطمورة بسبب محاولات إخفاء المعالم التي قامت بها العصابات الإرهابية”، مفيداً بأن “فرق مديرية شــؤون وحماية المقابر الجماعية التابعة للمؤسسة أعــدت تقريرا تحليليا بصور جوية لمعرفة طبيعة الموقع وخصائصه، واتضح أنه من الصعب جدا التعامل معها (المقبرة) لكونها ذات قطر واسع وبحاجة إلى آليات خاصة لضمان سلامة الفريق وسهولة رفع الرفات، وهذا ما أكدت عليه المنظمات الدولية الداعمة لملف المقابر الجماعية”.
وفي وقت سابق، وجّه رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، بتقديم الطلبات والاحتياجات اللازمة لفتح حفرة الخسفة في محافظة نينوى.
وقال مكتب الحلبوسي في بيان ، (10 أيلول 2022)، “حضر رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، اجتماعاً أقامته لجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين مع دائرة حماية شؤون المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء حول خطة عمل لفتح مقبرة (الخـسفة) في محافظة نينوى، بمشاركة الجهات المعنية المتمثلة بوزارة الداخلية، ووزارة الدفاع – مديرية الهندسة العسكرية، ووزارة الصحة، ومجلس القضاء الأعلى، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، واللجنة الدولية لشؤون المفقودين، والمفوضية العليا لحقوق الإنسان، وفريق التحقيق الدولي لجرائم داعش”.
وأضاف، “وجرى، خلال الاجتماع، تقديم شرح مفصّل من الجهات المعنية حول الجوانب اللوجستية والفنية، والخطوات التي يمكن من خلالها البدء عمليا بفتح المقبرة، وأهم المعوقات التي تقف أمام عملها بهذا الملف”.
ووجَّه الحلبوسي وفق البيان، الجهات ذات العلاقة بـ”تقديم طلباتها واحتياجاتها خلال أسبوع، ليتم بعد ذلك المباشرة الفعلية بفتح هذه المقبرة الكبيرة، فيما ستكون لجنة الشهداء والضحايا مسؤولةً عن المتابعة والرقابة على هذا الملف والتنسيق الكامل مع الجهات الحكومية والدولية المعنية بهذا الملف الإنساني الكبير؛ احتراماً لدماء الشهداء، ولوضع حدٍّ لمعاناة ذويهم”.
وفي وقت سابق، كشفت لجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين، عن أعداد المقابر والجثث التي تم انتشالها منذ استعادة السيطرة على المدن التي كانت تحت سطوة تنظيم داعش ولغاية الآن، فيما أعلنت عن اتفاق على إعداد خطة للبدء بفتح “مقبرة الخسفة” في محافظة نينوى.
وذكر إعلام اللجنة في بيان ، (5 ايلول 2022)، أن “رئيس السن للجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين أحمد الجبوري التقى ضياء كريم طعمة مدير عام دائرة المقابر الجماعية”.
وأضاف البيان، أنه “تم خلال اللقاء استعراض عمل الدائرة في محافظة نينوى واعداد المقابر والجثث التي تم انتشالها والبالغ عددها 50 مقبرة من اصل 96 مقبرة ، تم خلالها رفع 1384 جثة من المقابر المفتوحة منذ التحرير ولحد الان”.
وأشار البيان انه “بحث الاجتماع التقرير الخاص بمقبرة الخسفة والتصوير الجوي وخرائط غوغل منذ عام 2002 ولحد عام 2017 وما هي التغييرات والآثار التي نشأت عنها، وماهي أبعادها وقطرها ومراحل وتاريخ طمرها، والاطلاع على الدراسة المقدمة من جامعة الموصل بشأن المقبرة وطبيعة الأرض الجيولوجية”.
ولفت البيان إلى انه “تم الاتفاق على اعداد خطة عملية للبدء بفتح المقبرة بعد الاجتماع بالجهات الحكومية ذات العلاقة والجهات الدولية واللجنة الدولية لشوون المفقودين وفريق التحقيق الدولي بجرائم داعش في العراق واللجنة الدولية للصليب الاحمر اضافة للجهات الامنية ووزارة الدفاع، وتخصيص المبالغ المالية اللازمة من رصيد مؤسسة الشهداء ضمن قانون الامن الغذائي لفتح المقابر الجماعية”.
وأكدت النائبة إخلاص الدليمي، في وقت سابق، ردم حفرة “الخسفة”، فيما أشارت إلى أن عمقها “الذي يتجاوز 100 متر في السابق”، لم يبقى منه سوى أمتار معدودة.
وقالت الدليمي في تصريح (4 أيلول 2022): إنه “حدث ردم للحفرة، وهنالك جهات تقول إنه قبل سيطرة تنظيم داعش وأخرى تقول بعده”، مشيرة إلى أن “التقارير وشهود العيان يؤكدون أن داعش حين خرج من الموصل كانت الحفرة موجودة، وأن الردم حصل بعد خروجه”، مبينة أن “عملية الردم تمت على مراحل”.
وأضافت أن “هذا الردم يعتبر جريمة بحد ذاته وفقا لقانون العقوبات، لأنه الحفرة تمثل مسرح جريمة وتم إخفاؤها”، مؤكدة أن “حفرة الخسفة التي كانت بعمق أكثر من 100 أمتار هي الآن ما بين 5- 6 أمتار”.
وتابعت “كان يفترض انتشال الجثث والعمل عليها وتحليلها ومن ثم حفظها في أماكن خاصة”، مبينة أن “موضوع الردم كارثي، وهنالك الكثير من القيادات الأمنية التي لا علم لها بتوقيت الردم”.
وأكدت مديرية الدفاع المدني في نينوى، أن حفرة “الخسفة” الواقعة جنوب الموصلوالتي تضم جثامين وضحايا قضوا على يد تنظيم”داعش”، محاطة بأرض هشة ولا تمتلك أي جهة الإمكانيات لفتحها، فيما انتقد نواب عن المحافظة “ردم الحفرة”، وطالبوا بفتح تحقيق بالقضية.
وقال مدير الدفاع المدني في نينوى العميد حسام خليل في تصريح للصحيفة الرسمية (4 أيلول 2022)، إن “حفرة الخسفة محاطةبأرض هشة تشكل خطرا على سكان القرى القريبةمنها خاصة عند سقوط الأمطار”.
وأضاف أن “فرق الدفاع المدني لا تمتلك الإمكانياتلفتح الحفرة، لكونها كبيرة جدا، إذ لم يتمكن حتى الصليب الأحمر أو الفرق الدولية بعد أعـوام من التحرير من فتحها”.
وكان نواب عن محافظة نينوى قد طالبوا بفتح تحقيق عاجل يتعلق بـ”ردم حفرة الخسفة”.
واستخدم داعش حفرة “الخسفة” خلالمرحلة احتلاله محافظة نينوى في العام 2014 ،لتصفية خصومه ومعارضيه ورميهم فيها، ويقدربعض سكان المنطقة أعــداد من ألقوا في المكان بالآلاف.
من جهته، عبر النائب شيروان الدوبرداني، في تغريدة تابعها “ناس”، عن “رفضه لردم حفرة الخسفة التي دفن فيها آلافالشهداء من أبناء نينوى لمواقفهم الرافضة ضد داعــش”.
ودعـا إلـى “فتح تحقيق عاجلومتابعة الجهة التي قامت بذلك، لمحو آثار جريمة الخسفة”، مؤكدا “المطالبة طوال الأعـوام الماضية من الحكومة بفتح هذه الحفرة، لكنها كانت ترد بأن فتحها يحتاج لجهد دولي”.