حرية – (11/10/2022)
بانتظار أن يُعقد اجتماع قادة مجموعة السبع عن بعد، اليوم، وما يمكن أن يصدر عنه من قرارات رداً على القصف الصاروخي غير المسبوق الذي قامت به روسيا ضد مجموعة من المدن الأوكرانية، فجر أمس، فإن باريس تتحرك في أكثر من اتجاه. فقد سارع الرئيس ماكرون للاتصال بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للإعراب له عن «قلقه البالغ» مما تقوم به روسيا، والتأكيد أنه يقف إلى جانبه، والتزامه بالاستجابة لحاجات أوكرانيا العسكرية. وينتظر في هذا السياق، أن تسرع باريس عملية توفير 6 منظومات مدفعية من طراز «قيصر» لتنضم إلى 18 وحدة سبق لفرنسا أن قدمتها للقوات الأوكرانية التي تحسن استخدامها ميدانياً.
وبعده، وصفت وزيرة الخارجية عمليات القصف التي استهدفت مواقع وبنى مدنية بأنها «جرائم حرب»، وقالت لاحقاً إنه يجب «محاسبة المسؤولين» عن ذلك.
وعصراً، قال ماكرون إن «الضربات المتعمدة على كامل الأراضي الأوكرانية ضد المدنيين ( الأوكرانيين) تعد تغييراً عميقاً لطبيعة هذه الحرب» التي انطلقت يوم 24 فبراير (شباط) الماضي.
وليلاً رأس ماكرون اجتماعاً دام ساعة ونصف الساعة لمجلس الدفاع والأمن الوطني، خُصِّص للوضع في أوكرانيا، وقد شارك فيه وزيرا الدفاع والخارجية سيباستيان لوكورنو وكاترين كولونا وكبار المسؤولين في الجيش والأجهزة الأمنية. وليلاً، أفادت مصادر قصر الإليزيه بأن ماكرون «اتخذ تدابير جديدة من أجل دعم أوكرانيا عسكرياً والاستجابة لحاجات سكانها».
ولأن باريس تنظر بعين القلق لما أعلنه الرئيس البيلاروسي من أن قوات مشتركة بيلاروسية ــ روسية سوف تنتشر على الحدود المشتركة مع أوكرانيا على خلفية اتهامها مع ليتوانيا وبولندا بالتحضير لعمليات إرهابية داخل بيلاروسيا؛ ما عُدَّ من الأطراف الغربية إعلاناً خطيراً، فقد نبهت كولونا اليوم بيلاروسيا في حديث إذاعي صباحي أنها «سوف تتحلى بالحكمة» إن امتنعت عن المشاركة في الحرب الروسية على أوكرانيا.
وأضافت الوزيرة الفرنسية أن هذه المسألة سوف تبحث اليوم في اجتماع مجموعة السبع، الذي سيشارك فيه زيلينسكي، وبناء على طلبه وبمبادرة من ألمانيا التي ترأس المجموعة حتى نهاية هذا العام.
وحذرت كولونا من أن أي «دعم إضافي لروسيا في حربها على أوكرانيا سيواجه بعقوبات إضافية» ضد مينسك التي فُرضت عليها عقوبات منذ بداية الحرب؛ لأن القوات الروسية استخدمت الأراضي البيلاروسية لمهاجمة العاصمة الأوكرانية كييف من الشمال. لكن حتى اليوم لم يظهر أن بيلاروسيا تشارك في الحرب إلى جانب القوات الروسية.