حرية – (13/10/2022)
أفاد مسؤولون محليون باختفاء معالم أهوار الجبايش بسبب الجفاف، وتحدثوا عن ارتفاع خطير لمعدلات البطالة في صفوف سكانها، مشددين على هلاك أعداد كبيرة من المواشي.
وقال قائممقام قضاء الجبايش الاسبق بديع لبنان الخيون في حديث له، إن “معالم الاهوار اختفت تماماً ونباتاتها تيبست واسماكها ومواشيها نفقت واخذ التصحر يزحف بقوة على معظم مناطقها”.
وأضاف الخيون، ان “معظم الصيادين ومربي الجاموس والحرفيين فقدوا مصدر رزقهم وهؤلاء يشكلون ثلث سكان مناطق الاهوار”.
وأشار، إلى أن “فقدان هذه الشرائح الاجتماعية لفرص عملها رفع من معدلات البطالة في مناطق الاهوار الى معدلات تتجاوز الـ 60 بالمئة بين السكان المحليين”، مؤكداً “نزوح المئات من الصيادين ومربي المواشي”.
وأوضح الخيون، عضو اللجنة المشرفة على الحملة الوطنية لإنقاذ الأهوار العراقية، ان “جفاف الاهوار انعكس سلبا على مجمل الاوضاع الاقتصادية للسكان المحليين الذين اخذوا يفقدون قدرتهم الشرائية”.
وشدد، على أن “الحركة التجارية وعملية البيع والشراء في الاسواق المحلية تراجعت بنحو 50 بالمئة”.
وتحدث الخيون، عن “تقلص نشاط الكثير من المهن ولاسيما باعة الاسماك ومشتقات الحليب والحرف اليدوية فضلاً عن اعمال بناء الدور التي توقفت تماما نتيجة عدم توفر المال اللازم لإتمامها”.
وبين، أن “حركة السوق في مناطق الاهوار باتت تعتمد كليا على اصحاب الدخل الثابت من الموظفين والمنتسبين للمؤسسات الحكومية”.
من جانبه، ذكر أحد سكان قضاء الفهود القريبة من الاهوار، وهو علي العمري، في حديث مع (المدى)، أن “الاوضاع الاقتصادية بعد موجة الجفاف باتت متردية جدا”.
وتابع العمري، أن “الكثير من السكان فقدوا قدرتهم على تأمين قوت يومهم بعد ان خسروا مصدر رزقهم الوحيد، والاضرار التي لحقت بالصيادين ومربي الجاموس كارثية”.
ونوه، إلى أن “مربي الجاموس تعرضوا الى خسائر مضاعفة اولها نفوق عدد كبير من مواشيهم واضطرارهم الى بيع قسم منها بأسعار بخسة بسبب عجزهم عن توفير الاعلاف بعد جفاف الهور”.
وفيما أفاد العمري، بأن “اسعار الاعلاف ارتفعت في الآونة الاخيرة بصورة جنونية”، كشف عن “انخفاض وتراجع كبير في اسعار العقارات؛ بسبب نزوح الكثير من السكان والعزوف عن الشراء”.
وأردف، أن “الكثير من السكان تولدت لديهم رغبة بالنزوح الى مناطق اخرى بعد ان تحولت مناطق الاهوار الى صحراء يعصف بها الغبار”.
وعلى صعيد متصل، ذكر رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في ذي قار حسين آل رباط، أن “ازمة المياه انعكست بصورة كبيرة على الاهوار واصحاب المواشي الذين تعرضوا لخسائر فادحة ومضاعفة”.
وتابع آل رباط، في تصريح إلى (المدى)، أن “اصحاب المواشي تعرضوا الى فقدان مواشيهم بنحو 85 بالمئة بعد ان اضطروا الى بيع معظم مواشيهم بسبب الجفاف وغلاء اسعار الاعلاف او نفوق اعداد كبيرة منها نتيجة تلوث ما تبقى من مياه في الانهر التي اخذت بالجفاف”.
وأكد، أن “المربي الذي كان يملك 30 راساً من الماشية على سبيل المثال اضطر الى بيعها خشية من نفوقها ولم يتبق عنده سوى واحدة او اثنتين”.
ويسترسل آل رباط، أن “أصحاب المواشي كانوا يعتمدون في تأمين الاعلاف بالدرجة الاساس على نباتات القصب والبردي في الاهوار او ما يزرعونه في حقولهم الزراعية وهذه كلها تعرضت للجفاف وتضررت بسبب شحة المياه”. وتابع، أن “طن العلف من مادة النخالة ارتفع من 250 ألف دينار الى 700 ألف دينار، كما ارتفع سعر كيس الطحين التالف والذي يستخدم للأعلاف من 12 ألف دينار الى 40 ألف دينار”.
وبحسب آل رباط، فأن “اصحاب المواشي باتوا يشترون حتى ماء الشرب ومواشيهم انتهت ومزارعهم طالها الجفاف فما الذي يجعلهم يمكثون في قراهم؟”.