حرية – (17/10/2022)
تظهر لمستخدمين على موقع “تيك توك”، مقترحات تساعد الأشخاص على الانتحار، وتقدم لهم طرقاً لإنهاء حياتهم، على الرغم من أن الموقع يقول إنه يحظر المحتوى الذي يصوّر الانتحار أو إيذاء النفس أو ما يشجع عليهما، لكن حيلة يلجأ لها مستخدمون تساعدهم في الوصول إلى هذا المحتوى الخطير.
صحيفة The Times البريطانية ، إنه في عدة حالات، أدى البحث عن مصطلح عاميّ للانتحار إلى ظهور مقترحات مثل “طرق” و”طريقة سهلة” و”نصائح” و”كيف تنفذها فعلياً”.
حملت هذه الكلمات بجانبها عبارة “بحث آخرون عن” وظهرت وسط مقاطع فيديو لشهادات شخصية ومقاطع فيديو إرشادية عن الحصول على المساعدة، وعند الضغط على هذه العبارات التي ظهرت في خانة البحث، لم تظهر أي رسائل تحذير أيضاً.
لم تحدد الصحيفة هذه المصطلحات العامية خوفاً من اتجاه الناس إلى هذا المحتوى، وعثرت الصحيفة أيضاً على نصائح عن كيفية استخدام بعض الأشياء المنزلية لإيذاء النفس أو الانتحار، ونصائح للحصول على السموم.
حصل منشور واحد من هذه المنشورات على أكثر من مليوني مشاهدة و200 ألف إعجاب، بينما شوهد آخر أكثر من 1.5 مليون مرة.
رغم أن التطبيق يضيف تحذيرات إلى عمليات بحث معينة، مثل توجيه المستخدمين الذين يبحثون عن “إيذاء الذات” إلى جمعية السامريون الخيرية Samaritans، أو عن “فقدان الشهية” لجمعية اضطراب الأكل الخيرية Beat، طور المستخدمون مصطلحات عامية لتحاشي ذلك.
في بعض الحالات، أُمكن تجاوز هذه التحذيرات بإضافة حرف واحد أو تحويل كلمة إلى صيغة جمع، وهذه المصطلحات العامية تُستخدم لتجنب سياسات الإشراف في التطبيق منذ أكثر من عام.
كان موقع “تيك توك” قد أشار إلى أنه يزيل أي محتوى يصور سلوكاً قد يؤدي إلى الانتحار أو إيذاء النفس، والذي “يتضمن أفكاراً انتحارية”، وذكر أنه ليس بإمكان المستخدمين نشر أي شيء “يصور أو يروج للانتحار أو إيذاء النفس أو يمجدهما”، أو يقدم إرشادات أو نصائح عن طريقة تنفيذهما.
كذلك وجد تحقيق آخر أن المنشورات التي تشجع على الانتحار وإيذاء النفس يمكن أن يشاهدها المستخدمون بسهولة على إنستغرام، عن طريق خانة البحث الأساسية في الموقع.
أشارت صحيفة The Times إلى أنها تمكنت من الوصول إلى منشور يحمل عبارة “أعتذر عن عبء حياتي عليكم”، إلى جانب هاشتاغ شائع الاستخدام مرتبط بالانتحار في غضون دقائق من إنشاء حساب وهمي لفتاة تبلغ من العمر 14 عاماً، وهي عملية لا تتطلب تأكيد السن.
على مدار 24 ساعة، شاهد أحد مراسلي الصحيفة عشرات المنشورات الأخرى التي تركز على الاكتئاب ومشاعر اليأس.
من جانبه، قال غيد فلين، الرئيس التنفيذي لجمعية Papyrus الخيرية لمنع الانتحار: “قلقي ليس نابعاً فقط من المحتوى المتعلق بالانتحار وإيذاء الذات الذي يتعرض له الشباب عبر الإنترنت، ولكن من الخوارزميات المصممة لعرض هذا المحتوى باستمرار للمستخدمين”.
فيلن دعا منصات التواصل الاجتماعي إلى ضرورة أن تتعامل بقدر أكبر من المسؤولية مع المحتوى المؤذي أو الترويج له.
بدورها، قالت شركة “ميتا” التي تملك إنستغرام، إنها حذفت عدة أجزاء من المحتوى الذي حددته صحيفة The Times وإنها تراجع محتويات أخرى.
متحدث باسم الشركة قال: “نحن ملتزمون بجعل إنستغرام تجربة آمنة وإيجابية للجميع، وخاصة المراهقين، وقد أطلقنا مؤخراً أدوات إشراف أبوية جديدة تتيح للآباء رؤية ما يتابعه المراهقون ويحد من مقدار الوقت الذي يقضونه على الموقع”.
من جهته، يعكف موقع تيك توك، المملوك لشركة ByteDance الصينية، على مراجعة مصطلحات البحث والطريقة التي تظهر بها المقترحات في عمليات البحث، وتحديث قائمة المصطلحات التي تحفز ظهور التحذيرات.
متحدث باسم الشركة قال إن الموقع يتعاون مع منظمات من بينها السامريون لتخليص الموقع من المحتوى المؤذي، وأضاف: “يقدم لنا شركاؤنا نصائح عن أفضل السبل للتعرف على المحتوى المؤذي وإزالته، ودعم من يرغبون في مشاركة تجاربهم الشخصية مع هذه المشكلات بطريقة آمنة، لزيادة الوعي والحصول على الدعم المجتمعي”.