حرية – (20/10/2022)
اكتشف باحثون أجزاء من مخطوطة قديمة وصفت بأنها الأكثر موثوقية في التاريخ لأقدم خريطة للنجوم جمعها عالم الفلك اليوناني القديم هيبارخوس في عام 129 قبل الميلاد، والتي لم تكن معروفة إلا من خلال مراجع في أعمال لاحقة.
وعرفت الخريطة باسم “Codex Climaci Rescriptus”، وأزيلت الكتابات التي كانت عليها، ولكن أعيد استخدام المخطوطة لعدة قرون بعد ذلك، بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وتقول الصحيفة، إنه باستخدام تقنيات التصوير، تمكن الفريق البحثي من الرجوع في الوقت المناسب إلى ما اعتبروها ثروة من المعلومات الفلكية القديمة.
واستخدم العلماء في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية (CNRS)، أيضًا دقة قياسات “هيبارخوس” ووجدوا أنها تتماشى مع تخطيط النجوم في العام 129 قبل الميلاد، على الرغم من أن إحداثيات كوكب Corona” Borealis” هي الوحيدة التي يمكن قراءتها.
وتضيف الصحيفة أنه ومع ذلك، يشتبه الفريق في أن الخريطة بأكملها كانت مغطاة بصفحات وكتابات أخرى فوقها، حتى تم غسلها وإعادة استخدامها لكتابة نص سوري قديم.
ولا يُعرف الكثير عن عالم الفلك المذكور سوى أنه ولد في “نيقية”، وهي مدينة في منطقة “بيثينيا” في آسيا الصغرى (تركيا الحديثة)، ويُقال إنه توفى في “رودس”.
وكتب هيبارخوس الكثير عن الكون، مستلهمًا علمه من الفلاسفة أمثال سقراط، وأرسترخس ساموس، وإراتوستينيس، وأرخميدس سيراكيوز، وكذلك من المصادر البابلية والمصرية.
وفقدت جميع كتابات هذا المؤرخ، باستثناء واحدة، ولم يُلاحظ إلا في تقارير ثانوية، وتحديدًا في “المجسطي” وهو أطروحة رياضية فلكية كتبها بطليموس في القرن الثاني الميلادي، والتي كانت في السابق أقدم خريطة للكون تم العثور عليها على الإطلاق تم تجميعها بعد 300 سنة من وفاة هيبارخوس.
“قصيدة فلكية”
وبحسب الصحيفة، فإن العمل الوحيد الباقي هو قصيدة فلكية تصف الأبراج النجمية، والمعلومات المقدمة عن الإحداثيات تتطابق مع تلك التي تم الكشف عنها في الوثيقة.
ونشأت المخطوطة من دير “سانت كاترين” للروم الأرثوذكس في شبه جزيرة سيناء بمصر، لكن معظم رقاقاتها الـ 146 مملوكة الآن لمتحف “الكتاب المقدس” في واشنطن العاصمة، وفقًا لتقارير مجلة “نيتشر” العلمية.
وتم تحليل المخطوطة في عام 2017 باستخدام التصوير متعدد الأطياف، والذي يعمل مثل نظام الأشعة السينية لرؤية النص.
والتقط الباحثون الأمريكيون صورًا لجميع الصفحات البالغ عددها 42 صفحة بأطوال موجية متفاوتة من الضوء، واستخدموا خوارزميات الكمبيوتر للبحث عن مجموعات من الترددات التي تعزز النص المخفي.
ومن بين 146 رقاقة، تضمنت 9 رقاقات كتابات عن الكون، والتي يعتقد العلماء أنها تعود إلى القرنين الخامس والسادس.