حرية – (22/10/2022)
اتسعت رقعة انتشار الكوليرا في لبنان ليزداد معها منسوب الهلع لدى اللبنانيين. فبعد مخيمات اللاجئين السوريين، وصل الوباء إلى مناطق جديدة منها كسروان في وسط لبنان حيث سُجلت إصابتان لنازحين أيضاً أحدهما توفي ولمواطنة لبنانية.
واعترف وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض أن “المشكلة في المياه الملوثة” محذراً من أن ارتفاع عدد الإصابات يذكر ببداية كورونا قبل فقدان السيطرة عليه وتفشي الوباء.
الكارثة حلّت
الخبير البيئي الدكتور ضومط كامل لفت في حديث له الى أن “الأمر بات خطيراً جداً ويتطلب إنشاء لجنة علمية تضع استراتيجية كاملة وخطة مواجهة فورية”.
وإذ أعلن أن المصيبة قد وقعت والكوليرا وصلت إلى لبنان، ناشد كل من وزير الصحة ووزير الداخلية والبلديات ووزير البيئة إلى التحرك فوراً لدرء الخطر الناجم عنها “يجب معالجة المشكلة من جذورها ولا يكفي فقط معالجة نتائجها” غامزاً من قناة “عدم امتلاك وزارة الصحة خطة مواجهة فعلية حتى الآن رغم إعلانها الجهوزية التامة”.
وبناء على معطيات حصل عليها خلال تنقله بين المناطق اللبنانية وجد أن “الوضع خطير” موضحاً أن “المعالجة تختلف من منطقة إلى أخرى بناءً على مدى انتشار الوباء فيها” لافتاً إلى ما قاموا به في السابق “طبقنا خططاً استراتيجية كانت نتائجها فعالة إذ عقمنا مدينتي طرابلس وجبيل بأكملهما”.
المياه الملوثة تتنقل
وأكد كامل أن المياه الملوثة تُعدّ العامل الرئيسي لانتشار الكوليرا “الصرف الصحي الموجود في المياه الجوفية والأنهار يشكل خطراً كبيراً ويسرّع في تدهور الوضع” مشيراً إلى التحذيرات العديدة التي قدمها في السابق “رفعنا الصوت وطالبنا بإيجاد طرق لمعالجة مياه الصرف الصحي في البلد قبل وصول أي وباء ينتشر عبرها كي لا تحل الكارثة وها قد اصبحت مخاوفنا واقعا”.
وحذر كامل من مياه الصهاريج “أكثر من 50% من الصهاريج تنقل مياهاً ملوثة إلى خزانات المنازل تحتوي على صرف صحي” لافتاً الى أن “تعقيم الخضار والفاكهة بالكلور من دون معرفة المعايير المناسبة يمكن أن يؤثر سلباً على الأعين والجلد وكامل جسم الانسان”.
كذلك تحدث عن وجود كارثة إضافية “أنهار لبنان أصبحت صرفاً صحياً مكشوفاً وتروي الخضار والفواكه التي تدخل إلى كل بيت”.
في المقابل طمأن كامل الى أن “خضار كسروان والمتن وبعبدا وبشري الأرز وبعض أماكن الضنية نظيفة تماماً كما تشير الفحوصات المخبرية”.
مياه التعبئة
وحذر كامل من معامل تعبئة المياه المنتشرة بشكل عشوائي في لبنان “عنوانها فيها ومعظمها لا يستوفي الشروط ويستوجب الأمر تدخل وزارة الصحة والمختبرات” معلنا عن “كشف 600 شركة مياه في السابق لا تستوفي الشروط”.
وفي الختام، لفت كامل “كعالم بيئي أؤكد أن لبنان سيشهد مزيدا من الإصابات في الأيام المقبلة بسبب عدم قدرة القيمين على الملف على احتواء الكوليرا إن استمروا في النهج ذاته”.