حرية – (31/10/2022)
قالت أجهزة الاستخبارات في العاصمة اللتوانية فيلنيوس إن الصحافية والشخصية التلفزيونية الروسية المعروفة كسينيا سوبتشاك، والابنة المعمودية للرئيس فلاديمير بوتين فرت إلى ليتوانيا بعد أن دهمت الشرطة في موسكو أحد منازلها.
وتعد كسينيا شخصية إعلامية معروفة في روسيا، واشتهرت للمرة الأولى كمقدمة برامج واقعية قبل أن تشرع في مهنة الصحافة، وترشحت أيضاً للرئاسة الروسية عام 2018، وهي خطوة قال منتقدوها إنها عمل دعائي يهدف إلى مساعدة الكرملين على خلق انطباع بإجراء انتخابات تنافسية.
وهي ابنة رئيس بلدية سان بطرسبرغ السابق أناتولي سوبتشاك الذي وصفه بوتين سابقاً بأنه معلمه فيما يشاع أنها حفيدة بوتين، وعلى رغم أن هذا غير مؤكد إلا أن علاقتها العائلية الطويلة بالرئيس الروسي كانت مصدر عدم ثقة بين أقسام المعارضة.
وقالت وسائل إعلام روسية إن سوبتشاك فرت من روسيا ليل الثلاثاء عبر الحدود البيلاروسية الليتوانية بعد خداع السلطات الروسية بشراء تذاكر طائرة من موسكو إلى دبي عبر إسطنبول.
وفي لقطات كاميرات المراقبة المنتشرة عبر الإنترنت يمكن رؤية سوبتشاك وهي تغطي وجهها وترتدي قبعة وتعبر ما يبدو أنه الحدود الليتوانية سيراً على الأقدام.
وقال رئيس جهاز مكافحة التجسس في البلاد داريوس يونيسكيس لمحطة إذاعية محلية صباح الخميس، “من دون أدنى شك فإنها في ليتوانيا”.
وأضاف أن سوبتشاك عبرت الحدود بجواز سفرها الإسرائيلي، وفرضت ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا حظراً على دخول المواطنين الروس الذين يحملون تأشيرات سياحية الشهر الماضي.
وقال يونيسكيس “بصفتها مواطنة إسرائيلية بجواز سفر ساري المفعول، فهي لا تحتاج إلى تأشيرة ويمكنها دخول ليتوانيا والبقاء هنا لمدة تصل إلى 90 يوماً”.
ووفقاً لوكالة الأنباء الروسية الحكومية (تاس) فقد كان لدى أجهزة الأمن في البلاد أمر بالقبض على سوبتشاك كمشتبه فيها في القضية الجنائية نفسها مثل مديرها الإعلامي كيريل سوخانوف.
وقضت محكمة في موسكو بسجن سوخانوف يوم الأربعاء بتهمة محاولة ابتزاز 11 مليون روبل (178.7 ألف دولار) من رئيس شركة الدفاع الحكومية الروسية (روستيك) والجنرال السابق في الاستخبارات السوفياتية سيرجي تشيميزوف المقرب من بوتين.
ولم تعلق سوبتشاك ومكتب المدعي العام رسمياً على وضعها في التحقيق، كما أنها لم تعلق على تحركاتها لكنها قالت في “تيليغرام”، الأربعاء، إن القضية المقامة ضد سوخانوف كانت ذات دوافع سياسية ومرتبطة بمشروعها الإعلامي في مشروع “أوستوروفنو ميديا” الإخباري، واصفة اعتقالها بأنه “حال أخرى من الضغط على وسائل الإعلام”.
وسوخانوف هو المدير التجاري لـ “أوستوروفنو ميديا”، أحد المشاريع الإخبارية الوحيدة الباقية العاملة داخل روسيا والتي انتقدت الكرملين منذ بداية الحرب في أوكرانيا.
وقالت سوبتشاك إن اعتقال سوخانوف مرتبط بسلسلة وثائقية عن استخدام التعذيب في السجون الروسية، وإذا تم توجيه الاتهام رسمياً فإن التحرك ضد سوبتشاك سيمثل تصعيداً آخر في حملة الكرملين ضد المعارضة، إذ تسعى السلطات إلى زيادة تضييق أي مجال للانتقاد في البلاد.
وكتب ألكسندر رودنيانسكي، وهو مخرج أفلام أوكراني المولد، عبر قناته على “إنستغرام” الخميس، “حاولت سوبتشاك دائماً الجلوس على كلا المقعدين”، في إشارة إلى عملها الصحافي مع الحفاظ على اتصالاتها الشخصية بالنخبة الحاكمة، مضيفاً “ربما كان ذلك ممكناً من قبل لكن الزمن تغير، والآن هي تفر من قضية ملفقة ضدها”.
وقال رودنيانسكي إنه “من الجيد الحصول على بعض الأشياء في أوكرانيا مثل اشتراكات تلفزيونية ووجبات مطعم وملابس جديدة، لكن هناك أشياء أخرى نحتاج إليها اليوم وهي الطعام والماء والتدفئة، وكذلك الوصول إلى معلومات موثوقة وجديرة بالثقة”.