حرية – (10/11/2022)
قلعة بنيت على سفح جبلي منذ 800 سنة، تتميز بالأنفاق المعقدة تحتها، والتي تربطها بالعديد من الكهوف المتصلة بها، ارتبط اسم هذه القلعة بأحد أشهر الشخصيات في التاريخ، زيادة على أن القلعة في حدِّ ذاتها أعجوبة خرافية رائعة تشبه الحكاية.
استخدمها للاحتماء وقُتل بغدر من صديقه
قلعة بريدجاما في سلوفينيا، تعد، حسب موسوعة غينيس، أكبر قلعة كهوف في العالم، يعود تاريخ بنائها إلى القرن الثاني عشر، ثم بناؤها في منحدر جبلي فوق نظام معقد من الكهوف ويبلغ ارتفاعه قرابة 130 متراً.
حسب “CNN” يقول المؤرخ “فوريكو يوركا” إن هناك قصة مثيرة للقلعة إذ تركز القصة على البارون السارق إيراسموس “فون لويج”، وهو بطل محلي سمي بـ”روبن هود” المنطقة، هرب إلى القلعة في منتصف ثمانينيات القرن التاسع عشر بعد أن قتل الكونت “بابنهايم”، مارشال محكمة هابسبورغ الإمبراطورية، في مبارزة كانت شرعيتها محل نزاع.
يعد “لويج” أحد أشهر من سكن القلعة، وقد قصدها للاحتماء من الانتقام النمساوي الذي كان يسعى إلى قتله، بحكم نظام القلعة المعقد، والذي يصعب اختراقه بشكل سهل تمكن من المكوث فيها لمدة معينة إلى أن قام أحد أتباعه بالوشاية به.
إذ دخل “لويج” إلى الحمام الموجود في الطابق الثالث، والمطل على الخارج، لتقوم إحدى الخادمات في القصر بالتلميح على مكانه الحالي، فقامت جيوش الكونت بضرب الحمام بالمدفعية، ما تسبب في وفاته.
حسب نفس المصدر، يقال إن “لويج” دُفن بعد ذلك في مقبرة كنيسة قريبة للقلعة، وتسمى حالياً “سيدة الأحزان”، إذ توجد بها شجرة الزيزفون التي شهدت على الحدث، والتي لا تزال موجودة حالياً.
تصميم رائع وخيالي
تتميز قلعة بريدجاما بنظام الكهوف الكبير الذي يقبع خلفها، والذي يربط فيما بينها بعدد هائل من السلالم والدرابزين لجعل الوصول إلى الكهوف أكثر أمناً للعبور فيما بينها.
يعرف نظام الكهوف الواسع من الحجر الجيري باسم “كارست”، وهو اختصار للاسم اللاتيني كارسوس، كما تتميز القلعة ببابها الخشبي الذي يصلها بالضفة الأخرى من الجبل، إذ تستخدم كجسر عند فتحها، وتكون سبب أمان القلعة بعد غلقها، إذ يصعب الوصول إلى القلعة من الجهة الأخرى إلا في حال كان شخص على دراية بالكهوف المؤدية للقلعة.
حسب “ATI” فالباب الخشبي يؤدي مباشرة إلى قاعة المحكمة وصولاً إلى غرفة التعذيب، في حين لم يتم فرض حصار على القلعة في السنوات الأخيرة، فإن الجدران التي يبلغ سمكها 6 أقدام تقريباً تقف كدليل على قوة القلعة. تم تحويل الثكنات السابقة بالداخل إلى مستودع أسلحة ومتحف.
في الطابق الثالث من القلعة توجد شرفة مفتوحة تسمح بالاطلاع على الوادي والقرية أدناه، هناك أيضاً “ثقوب قتل” مثل حلقات البندقية وفتحات السهم، بالإضافة إلى غيرها من الثقوب التي كانت تستخدم لصب الزيت المغلي أو الراتنج المنصهر على المحاصرين.
كانت آخر أسرة عاشت في القلعة تدعى “وينديش كراتز”، والتي استخدمتها للصيد خلال فترة الحرب العالمية الثانية.
قلعة بريدجاما.. وفيلم Game of Thrones
بسبب القصة المتداولة على تاريخ القلعة، قام منتجو فيلم “Game of Thrones” بالأخذ بتفاصيل معينة في القصة، إذ أشاروا إلى نهاية مماثلة لـTywin Lannister، الذي أصيب برصاصة بقوس، وذلك أثناء جلوسه في الحمام.
حسب “CNN” زار المؤلف “جورج آر مارتن القلعة في احدى ليالي شهر يونيو/حزيران 2011، إذ يقول إنه في طريق العودة من سفره توقف عند أروع قلعة بنيت في مدخل كهف ضخم إذ جذب تصميم القلعة الكاتب الذي وصفها في إحدى مدوناته.
إذ قال “الأساطير والتاريخ ليست سوى جزء من جاذبية قلعة بريدجاما. عليك حقاً الزيارة لفهم كيف كانت المؤسسة البشرية مرتبطة عضوياً بالطبيعة”، وأضاف “إنها مخفية بالكامل تقريباً، ومرئية فقط في اللحظة الأخيرة، في حين أن الحراس حول القلعة كانوا قادرين على اكتشاف أي شخص قادم على الفور”.