حرية – (24/11/2022)
نشأت الحاجة إلى العلم الوطني في كوريا في أواخر القرن التاسع عشر، عندما بدأت كوريا تدريجياً بفتح حدودها للتأثير الخارجي بعد ضغط من اليابان والصين، تم دمج الرموز التقليدية في تصميم العلم في سنة 1882 والذي لا يزال يستخدم منذ ذلك الحين.
إذ تعبر الرموز والألوان المستخدمة في العلم عن العديد من المعاني والأساطير في الثقافة الكورية الجنوبية.
علم كوريا وفكرة إنشائه
حسب “britannica”، علم كوريا الجنوبية الذي يسمى “Taegikki” أبيض اللون وتتوسطه علامة “زاغو جولينا”، والمعروف أيضاً باسم يعكس وحدة المذكر والمؤنث “yin-yang” ذي اللون الأحمر والأزرق، والمحاط بأربعة أشكال ثلاثية الأبعاد من اللون الأسود، والتي لم ترسم فقط من أجل جمالية العلم؛ بل لها رمزية عميقة في الثقافة الكورية.
في السابق، تم استخدام أعلام أخرى في مراحل تاريخية مختلفة، منها العلم الإمبراطوري الوطني الكوري لـ”جوسون” رموز حكومة Kore والإدارة في المنفى التي حكمت البلاد بحكم القانون خلال الاحتلال الياباني.
حصلت الشارة الحالية على الوضع الرسمي في عام 1948، بعد الإعلان الرسمي للاستقلال عن الإمبراطورية اليابانية.
تم إنشاء العلم في بلاط الإمبراطور “Gojong” في الفترة حتى عام 1882 ويسمى أيضاً “علم الحد العظيم”. تم اعتماده كعلم وطني للإمبراطورية الكورية “Great Han”، وهو العلم الوطني لجمهورية كوريا الجنوبية حالياً.
بينما كانت كوريا تتطور كمحمية صينية، لم يكن افتقارها للعلم مشكلة، ولكن في عام 1876، لم يكن المعيار الملكي الوحيد المستخدم من قبل كافياً. خلال مفاوضات ما قبل التعدين حول اتفاقية بين كوريا واليابان في عام 1876، علق اليابانيون علماً وطنياً على وفدهم، ولم يكن لدى الكوريين أي شيء لإظهاره.
اقترح البعض أن يتم تطوير الرمز بشكل عاجل، لكن هذا الموضوع لا يبدو ذا صلة خاصة بالحكومة، وحتى عام 1880 تم تأجيل الموضوع. ثم أدى تكثيف العمليات الدبلوماسية إلى جعل إنشاء وتنفيذ رموز الدولة مسألة ملحة للغاية.
أصبحت القضية ذات صلة مرة أخرى في عام 1882، أثناء المفاوضات حول الاتفاقية الأمريكية الكورية، المعروفة باسم معاهدة شوفيلدت بعد مبعوث الولايات المتحدة. اقترح الأخير على العاهل الكوري تبني علم وطني، مما يزيد من هيبة الدولة ويشير إلى وضعها المستقل.
أصدر King Gojong، الذي لم يأبه لمستشاريه، تعليمات للمسؤولين الحكوميين ببدء العمل وسرعان ما تم تقديم العديد من خيارات التصميم. شمل البعض منها “تنين تشينغ” المعروف في الثقافة الكورية، فيما عرض الممثل الصيني “ما جيان تشونغ” اختيار “تاجيك” وعلماً به ثمانية أشكال ذات ثلاثة خطوط متوازية.
بعد قرار إقامة دولتين في الجنوب، أعلنت الحكومة الكورية رسمياً أن هذه الألوان هي رمز الدولة الوطنية. وذلك في 15 أكتوبر/تشرين الأول 1949، على الرغم من أن الاستخدام العملي بدأ في وقت سابق.
وفي عام 1984 تم توثيق النسب، وفي خريف عام 1997 تم توثيق مخطط الألوان؛ قبل ذلك، كانت هناك حوادث: على سبيل المثال، تم الخلط بين العلم الوطني وشعار شركة كوكا كولا عدة مرات.
العلم الكوري الجنوبي غالباً ما يستخدم كرمز عرقي يوحد القوميين على جانبي الحدود؛ أي إنه رمز للأمة وليس للدولة. مع الأخذ في الاعتبار رأس المال السياسي والمدني الكبير للعلم، فهو تحت حماية الدولة.
تجدر الإشارة إلى أن مثل هذه الحالات نادرة نسبياً مقارنة بالدول الأخرى؛ حيث يمكن استخدام الضرر أو حرق العلم كتحويل سياسي. في كوريا يتم التعامل مع العلم باحترام تام.
ألوان علم كوريا الجنوبية ومعانيها
بالحديث عن وصف علم كوريا الجنوبية نجد ألوانه بسيطة لكنها معبرة، فهو عبارة عن راية بيضاء اللون يتوسَّطها كرةٌ حمراء وزرقاء اللون، ويحيط بهذه الدائرة خطوط ذات لون أسود؛ أي إن ألوان العلم تتمثل في الأبيض والأحمر و الأزرق.
وقد تم استخدام هذه الألوان دوناً عن غيرها لأسباب دقيقة، حيث اعتبرت ألواناً ممثلة للأمَّة الكوريَّة بأكملها، خلفيَّة العلم التي تحمل اللون الأبيض تمثل أرض كوريا، والكرة في المنتصف تمثل أطياف الشَّعب الكوريِّ المتعددة، أما الخطوط السَّوداء فتمثل الحكومة الكورية التي تقوم بإدارة أمور الشَّعب.
ناهيك عن دلالة الألوان المعروفة والصريحة، حيث يدل الأبيض على النقاء والطهارة والمساواة بين جميع أفراد شعب كوريا الجنوبية، والأحمر يرمز لبسالة الشعب وشجاعته في الدفاع عن أرضه والذود عنها بأغلى ما يملك، أما اللون الأزرق فيرمز إلى المحيط الهادئ.
أما الأسود فيدل على إبداع وقوة شعب كوريا الجنوبية في الظروف الصعبة التي مرت عليهم عبر تاريخهم الطويل، مع التأكيد على ثبات الموقف في الأيام المقبلة.
رموز علم كوريا الجنوبية
ذكرنا قبل قليل أن ألوان علم كوريا الجنوبية تمثلُّ الأراضي الكورية، وتعتبر هذه الرموز محط إعجاب وموضوع بحث للعديد من المهتمين بالأعلام، عادة يتم وضع ألوان مرتبطة بدلالات معينة، لكن لم يسبق لدولة أن وضعت ألوان علمها بما يرتبط بالأمكنة، أي بالأراضي الكورية، ومن أبرز الرُّموز في علم كوريا الجنوبية هي الكرة في المركز والشرائط السوداء.
تنقسم الكرة إلى لونين هما الأزرق والأحمر، وذكر في عدة أبحاث أنَّ اللون الأحمر يمثِّل قوى اليانغ؛ أي الطَّاقات الإيجابيَّة، أمَّا اللون الأزرق فيمثل قوى اليان أي الطَّاقات السَّلبية، هذا التناظر العجيب والتضاد الرهيب أعطى للكرة أهمية خاصة في علم كوريا الجنوبية، لأنها مثلت بتلك المعاني قوى الشر والخير، الظلام والنُّور، والصَّدق والكذب.
والمعنى الثاني في علم كوريا الجنوبية هو الخطوط السَّوداء، إذ إنَّ هذه الخطوط تمثِّل فكرة ثنائيَّة الكون أيضاً وهي كالآتي:
- ثلاثة خطوط متصلة تمثِّل السماء.
- ثلاثة خطوط منفصلة المقابلة لخطوط السَّماء تدلُّ على الأرض.
- خطان متصلان يتوسطهما خطٌّ منقطعٌ يمثِّلان النَّار.
- خطَّان منفصلان يتوسطهما خط متَّصل يمثلان الماء.