حرية – (26/11/2022)
ذهبت كثير من الدراسات العلمية إلى فاعلية الاحتضان في تعزيز الصحة الجسدية والنفسية للإنسان، فهي تتخطى اعتبار الاحتضان داعم للترابط والمحبة بين الأفراد، بل تنظر إليه كحاجة بشرية لا تكون حياة طبيعية بدونه.
وأخذ العلم كان العلم يبحث طويلا في آثار العناق الإيجابية، وقد توصلت العديد من الدراسات المتعلقة بالعناق واللمس إلى نفس النتيجة، فالمعانقة جزء أساسي من التنمية البشرية.
ما هي فوائد الحضن؟
الاحتضان ينشط هرمون الأوكسيتوسين، مما يجعلنا نشعر بالدفء والسكينة. في تجربة في جامعة نورث كارولينا ظهر على المشاركين الذين لم يكن لديهم أي اتصال مع شركائهم معدل ضربات قلب متسارع بمقدار 10 نبضات في الدقيقة، مقارنة بالنبضات الخمس في الدقيقة بين أولئك الذين احتضنوا شركائهم أثناء التجربة.
كما وجدت تجربة أجريت على الفئران أن الفئران الأكبر سنا التي حقنت بالأوكسيتوسين جددت عضلاتها بشكل أسرع، بما يتوافق مع معدل التجدد للفئران الأصغر سنا.
وبحسب دراسات فعندما يحتضن الناس لمدة 20 ثانية أو أكثر، يتم إطلاق هرمون الشعور بالسعادة الأوكسيتوسين مما يخلق رابطة أقوى واتصالا بين المحتضنين. وقد ثبت أن الأوكسيتوسين يعزز جهاز المناعة ويقلل من الإجهاد.
وينصح أطباء من يشعرون بالإرهاق أو الضغط بالبحث عن عناق، حيث وجدت الأبحاث أن الاحتضان يقلل من كمية الكورتيزول «هرمون التوتر» في أجسامنا.
كما يمكن أن تقاوم اللمسة الجسدية والمعانقة مشاعر الوحدة التي تنشأ مع تقدم الناس في السن.
أجرى دار للمسنين في نيويورك دراسة نفذوا فيها برنامجا يسمى «احتضانك». والنتيجة أنه كان لدى النزلاء الذين تم لمسهم أو احتضانهم ثلاث مرات أو أكثر في اليوم طاقة أكبر، وشعور أقل بالاكتئاب، وقدرة أكبر على التركيز.
كم حضن يحتاج الإنسان في اليوم؟
عالمة النفس والمعالجة الأسرية، فيرجينيا ساتير، تقول: «نحتاج إلى 4 أحضان يوميا للبقاء على قيد الحياة، و8 أحضان في اليوم للصيانة، ونحتاج إلى 12 عناقا يوميا للنمو».
ويقول متخصصون في هذا الشأن إنه كلما كان الأشخاص الذين يحصلون على عناق بأعداد أكبر ولفترات مناسبة تكون النتائج أفضل ممن يحصلون عليه بصورة أقل.