حرية – 1/12/2022
يوم الشهيد العراقي
يصادف يوم 1 كانون الأول يوماً للشهيد العراقي تخليداً وتذكيراً للجنود والضباط العراقيين الّذين وقعوا في الأسر عند الجيش الإيراني أثناء حرب القادسية الثانية وإحياءً لذكرى الشهداء الذين قُتِلوا في تلك الحرب وشهداء العراق المدافعين عنه منذ قيام الدولة العراقية أمر الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في حينها بتحديد يوم 1 كانون الأول من كلّ عامٍ يوماً للشهيد ابتداءً من عام 1982.
حيث بدء التوجيه الحكومي للمؤسسات بوضع شارة الشهيد على صدورهم يظهر فيها رسماً للصرح العراقي الشهير نصب الشهيد، وكتب تحته عبارة “الشهداء أكرم منا جميعاً”.
ويذكر ان تسمية يوم 1 كانون الأول كون يصادف هذا اليوم عام 1982 أرتكاب الجيش الإيراني جريمة تاريخية مخالفة للأعراف العسكرية ومعاملة أسرى الحرب حيث قام بقتل ما يقارب 1500 أسير عراقي.
وفي هذا اليوم كان العراقيون يقومون بوقفة صمت لمدّة دقيقة في الصباح، عادةً ما يكون في الثامنة صباحاً وهو موعد الدوام الرسمي للدوائر الحكومية والمدارس في العراق حيث تتوقّف حركة المرور، ويؤدي رجال المرور التحية العسكرية، تُقرَعُ أجراس الكنائس وتُرفَعُ تكبيرات الجوامع، تُدَقُ صافرات الإنذار، وتتوقّف الحركة في كلّ مكانٍ لثلاث دقائق.
استخدم العراقيون شارة الشهيد في الفترة بين 1982 و2003، وصمّمها الفنان سعاد سليم وهو الأخ الأكبر لكلّ من جواد سليم ونزار سليم والفنانة نزيهة سليم وهو الابن الأكبر للفنان الرائد محمد سليم. ويروي سعاد سليم قصة تصميم الشعار ويقول في مقابلة مع جريدة الجمهورية عام 1991،إنّ صدام حسين هو صاحب فكرة هذا الرمز.
وذكر سليم ان “سعد البزاز رئيس تحرير جريدة الجمهورية سابقا” زاره وعرض عليه الفكرة وطلب تنفيذها وشرع سعاد سليم بالعمل وما إن أنجزها حتّى تسلمها البزاز ثمّ طلب منه بعد أيام قليلة الحضور إلى القصر الجمهوري.
وصمت الفنان الشيخ الّذي صمّم نوط الشجاعة ووسام الرافدين والقيافة العسكرية وشعار الجمهورية والعلم العراقي ليتذكّر تفاصيل لقائه بالرئيس المخلوع صدام حسين في ذلك اليوم فقال:
فوجئت داخل القصر الجمهوري بأنّ هناك مسابقة لتصميم هذه الشارة إشترك فيها 12 فنّاناً قدموا نماذج لهذه الشارة وإطّلع \ الرئيس المخلوع صدام حسين على النماذج كلّها وأبدى ملاحظاته حولها وشكرنا وغادر القاعة.
وأضاف بعد أيام اتصل بي السيّد سعد البزاز وأخبرني أنّ تصميمي قد فاز.
وتحدث الفنان سعاد سليم عن التصميم مشيراً إلى أنّه أختار شقائق النعمان ليرمز من خلالها إلى ديمومة التضحية من أجل الوطن وإستمرارها، وقال أنّ هناك أسطورة تقول أنّ شقائق النعمان لم يكن لونها أحمراً قبل حرب العرب مع الفرس في ذي قار وأنّها تحولّت إلى اللّون الأحمر خلال هذه المعركة فأطلقوا عليها شقائق النعمان ولمّا وَجدت أنّ هذه الشقائق ستكون رمزاً دقيقاً إخترتها دون سواها وجَعلت القبة تحتضن هذه الشقائق.