حرية – (10/12/2022)
إن كانت موسكو وواشنطن حققتا نجاحاً، بإنجازهما عملية تبادل أسرى نادرة، فإن القنوات الدبلوماسية بين العاصمتين تبقى مغلقة إلا لبعض المسائل المحدودة جداً.
وغداة صفقة التبادل بين نجمة كرة السلة الأميركية بريتني غراينر وتاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت، التقى مسؤولون أميركيون وروس أمس (الجمعة)، في إسطنبول، لمناقشة «عدد ضئيل من المواضيع الثنائية» لم تشمل الحرب في أوكرانيا.
وتقاطعت طريق البطلة الأولمبية الحائزة ميداليتين ذهبيتين و«تاجر الموت»، الخميس، على أحد مدارج أبوظبي في مشهد يذكر بأيام الحرب الباردة، قبل أن ينطلق كل منهما إلى بلاده.
وصرح فيكتور بوت الذي أوقف في تايلاند عام 2008، ثم حكم عليه في الولايات المتحدة بالسجن 25 عاماً، بعد عودته بطلاً إلى روسيا أن الغرب يسعى لـ«تدمير» روسيا.
غير أن الجندي السابق في قوات مشاة البحرية الأميركية (مارينز) بول ويلان، لا يزال سجيناً في روسيا، حيث أدانه القضاء بتهمة التجسس، وهو ما يشير إليه الجمهوريون الأميركيون لانتقاد صفقة التبادل التي تفاوضت بشأنها إدارة جو بايدن، فيما يؤكد الرئيس الديمقراطي أنه يواصل العمل من أجل إطلاقه.
وبدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منفتحاً على هذا الاحتمال، إذ صرح الجمعة أن عمليات تبادل أسرى أخرى مع واشنطن تبقى «ممكنة». وقال للصحافة في بشكيك عاصمة قرغيزستان، «هذه هي نتيجة التفاوض والبحث عن تسوية».
وعلق على النزاع في أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي لهذا البلد في 24 فبراير (شباط)، وحيث نجح هجوم مضاد مدعوم من الغرب بإرغام القوات الروسية على التراجع من مناطق احتلتها، بقوله: «سيكون من الضروري في نهاية المطاف التوصل إلى اتفاق».
غير أن واشنطن تستبعد أي مفاوضات مباشرة مع موسكو حول أوكرانيا. ولا يود بايدن أن يبحث مع نظيره الروسي أي تسوية دبلوماسية محتملة للنزاع بدون موافقة كييف، فيما ترفض العاصمة الأوكرانية في الوقت الحاضر الأمر رفضاً قاطعاً في وقت تتعرض لقصف روسي مركز.
في المقابل، لا تمتنع واشنطن عن مناقشة مواضيع أخرى محددة بدقة، وكانت صفقة التبادل الخميس ثاني عملية من نوعها منذ بدء الحرب في أوكرانيا، بعد عملية تبادل أولى أُجريت في أبريل (نيسان) في إسطنبول بين تريفور ريد عنصر المارينز السابق الذي كان محكوماً عليه بالسجن تسع سنوات في روسيا بتهمة القيام بأعمال عنف، والطيار الروسي كونستانتين ياروشنكو.
وأكد ويل بوميرانز مدير معهد كينان في مركز ويلسون بواشنطن، أن الهدف الوحيد لهذه المفاوضات هو إطلاق سراح مواطنين أميركيين. وقال، «لا أعتقد أنه سيكون لذلك أدنى تأثير على العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، إنها في وضع متدهور تماماً، ولا أعتقد أن هذا يمكن أن يغير الديناميكية الحالية».
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اقترح صفقة تبادل تضم غراينر على نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال مكالمة هاتفية بينهما في يوليو (تموز)، وهي الوحيدة المعروفة لهما منذ بدء الحرب في أوكرانيا.
وبعد إطلاق سراح نجمة كرة السلة، قال بلينكن إن الولايات المتحدة مستعدة للتعاون مع روسيا حول مواضيع محددة بدقة مثل الحد من الأسلحة، غير أن صفقة التبادل ليست مؤشراً لانفتاح دبلوماسي أوسع.
وقال بلينكن لشبكة «سي بي إس نيوز»، «الأمر يتعلق بعودة الأميركيين المسجونين ظلماً إلى عائلاتهم، هذا كان الهدف الرئيسي، لا أكثر إنما لا أقل أيضاً».