حرية – (15/12/2022)
اقتفت الأسواق العالمية أثر ارتفاع أسعار الفائدة، في وقت يواصل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي معركته ضد التضخم من خلال رفع سعر الفائدة إلى أعلى مستوى في 15 عاما. ورُفع سعر الفائدة 50 نقطة أساس.
وصرح رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي جيروم باول، الأربعاء، أن البنك لا يفكر في أي تغيير لهدف التضخم البالغ اثنين في المئة ولا ينوي التفكير في القيام بذلك مستقبلا.
وأضاف في مؤتمر صحافي عقب اجتماع تحديد السياسة النقدية “لا نفكر في ذلك، تحت أي ظرف من الظروف. سنبقي هدف التضخم عند اثنين بالمئة. سنستخدم أدواتنا لإعادة التضخم إلى اثنين في المئة”.
وأوضح بأول أن “بيانات التضخم التي وصلت حتى الآن لشهر أكتوبر ونوفمبر تظهر انخفاضا في وتيرة الزيادات الشهرية في الأسعار، لكن الأمر يتطلب المزيد من الأدلة كي نثق أن التضخم يسير على مسار هبوطي مستدام”.
الأسهم الأميركية
أدى ذلك إلى تراجع الأسهم الأميركية، الأربعاء، بعد أن رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية على خلفية تباطؤ التضخم.
وبحسب البيانات، تراجع المؤشر ستاندرد أند بورز 500، بواقع 24,66 نقطة أو 0,61 في المئة ليغلق عند 3994,99 نقطة، فيما خسر المؤشر ناسداك المجمع 86,14 نقطة أو 0,77 في المئة إلى 11.170,67 نقطة. وهبط المؤشر داو جونز الصناعي 149,08 نقطة أو 0,44 في المئة إلى 33959,56 نقطة.
وكان كلا المؤشرين (ستاندرد اند بورز 500، وناسداك) قد انخفضا بأكثر من 1 في المئة خلال المؤتمر الصحافي لباول، حسب صحيفة فايننشال تايمز.
أسواق أوروبا والتضخم
وفي أسواق أخرى، أغلق مؤشر ستوكس يوروب 600 على ثبات، وتراجع مؤشر FTSE 100 في لندن بنسبة 0,1 في المئة، رغم تباطؤ التضخم في المملكة المتحدة إلى 10,7 في المئة في نوفمبر، منخفضا من 11,1 في المئة في أكتوبر، وفق الصحيفة.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس، إن معدلات التضخم انخفضت بشكل طفيف في أوروبا والمملكة المتحدة، مما دفع المحللين إلى توقع إبطاء البنك المركزي الأوروبي وبنك إنكلترا وتيرة رفع أسعار الفائدة في الاجتماع الخميس. ومن المتوقع أن يرفع كلاهما أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة.
وانخفض التضخم في 19 دولة تستخدم اليورو إلى 10 في المئة من 10,6 في المئة في أكتوبر، وهو أول انخفاض منذ يونيو 2021، حسب الوكالة.
والمعدل أعلى بكثير من هدف البنك البالغ 2 في المئة والذي من المتوقع أن يستمر رفع أسعار الفائدة في العام المقبل.
كما تراجع التضخم في بريطانيا من مستوى قياسي في 41 عاما بلغ 11,1 في المئة في أكتوبر إلى أعلى مستوى له عند 10,7 في المئة في نوفمبر.
أسعار النفط تستقر بدعم رفع الفائدة
واستقرت أسعار النفط إلى حد كبير في المعاملات الآسيوية المبكرة، الخميس، مع تقييم المستثمرين للتفاؤل المرتبط بتوقعات الطلب في الصين على خلفية رفع محتمل لأسعار الفائدة في بنوك مركزية في أنحاء العالم، حسب رويترز.
وبحلول الساعة 01:21 بتوقيت غرينتش ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت سنتا واحدا إلى 82,71 دولارا للبرميل، في حين انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط أربعة سنتات إلى 77,24 دولارا للبرميل.
وتلقت السوق دعما من توقعات من وكالة الطاقة الدولية بتعافي الطلب في الصين في العام المقبل بعد انخفاضه 400 ألف برميل يوميا في 2022.
ورفعت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2023 إلى 1,7 مليون برميل يوميا إلى 101,6 مليون برميل يوميا.
وكشفت بيانات أن النقل البري والجوي في الصين تعافى بشدة في الشهر الماضي.
خطة الفيدرالي
ورفع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، الأربعاء، في انخفاض طفيف عن رفع بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماعات السياسة النقدية الأربعة السابقة. ولوح البنك المركزي بمزيد من الرفع في أسعار الفائدة.
وصوتت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة على زيادة معدل الاقتراض لليلة واحدة بمقدار نصف نقطة مئوية، بحيث تصل إلى نطاق مستهدف بين 4,25 في المئة و4,5 في المئة.
وإلى جانب الزيادة، جاء مؤشر على أن المسؤولين يتوقعون إبقاء المعدلات أعلى خلال العام المقبل، مع عدم وجود تخفيضات حتى عام 2024.
ورفع بنك الاحتياطي الفيدرالي، الأربعاء سعر الفائدة القياسي إلى أعلى مستوى في 15 عاما، مما يشير إلى أن مكافحة التضخم لم تنته بعد رغم بعض المؤشرات الواعدة مؤخرا، حسب ما ورد في تقرير لـ”سي أن بي سي”.
وجاء هذه الزيادة أقل من سلسلة من أربع ارتفاعات متتالية بمقدار ثلاثة أرباع نقاط.
وإلى جانب الزيادة، جاء مؤشر على أن المسؤولين يتوقعون إبقاء أسعار الفائدة أعلى خلال العام المقبل، مع عدم وجود تخفيضات حتى عام 2024.
وقد حُدد “المعدل النهائي” المتوقع، أو النقطة التي يتوقع المسؤولون عندها إنهاء رفع أسعار الفائدة، عند 5,1 في المئة، وفقا للمخطط الخاص باللجنة الفيديرالية للسوق المفتوحة (FOMC)، وفق سي أن بي سي.
وكانت ردة فعل المستثمرين في البداية سلبية على توقع أن المعدلات قد تبقى أعلى لفترة أطول، وتخلت الأسهم عن مكاسبها السابقة.
الأسهم اليابانية
انخفض المؤشر نيكي الياباني عند الفتح الخميس. ونزل نيكي 0,59 في المئة إلى 27991,14 نقطة، وتراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0,51 في المئة إلى 1967,35 نقطة.
قوة الدولار الأميركي تزيد
وحقق الدولار مكاسب كبيرة، الخميس، بعد أن قرار رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي بخصوص أسعار الفائدة، وتوقع صناع السياسة بالمزيد من الارتفاعات والإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول مما كان يؤمل في وقت سابق، حسب رويترز.
وهبط اليورو 0,29 في المئة إلى 1,0651 دولار، فيما نزل الجنيه الإسترليني 0,34 في المئة إلى 1,2386 دولار.
وتراجع الدولار النيوزيلندي 0,3 في المئة إلى 0,644 دولار، وأمام الين الياباني، ارتفع الدولار 0,17 في المئة إلى 135,705.
ومقابل سلة من العملات، ارتفع مؤشر الدولار الأميركي 0,22 في المئة إلى 103,89. لكنه لا يزال غير بعيد عن أدنى مستوى له في ستة أشهر الذي سجله في الجلسة السابقة.
وانخفض الدولار الأسترالي 0,55 في المئة إلى 0,6826 دولار.
وتراجع اليوان الصيني في المعاملات الخارجية 0,3 في المئة إلى 6,9643 للدولار.
أسواق المعادن
تراجعت أسعار الذهب بما يقارب واحد في المئة، الخميس، بعد تصريحات باول.
وهبط الذهب في المعاملات الفورية 0,9 في المئة إلى 1791,23 دولارا للأوقية بحلول الساعة 05:50 بتوقيت غرينتش، ليزداد تراجعا عن ذروة أكثر من خمسة أشهر التي سجلها الثلاثاء. ونزلت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0,9 في المئة مسجلة 1802,1 دولار.
ويعرف عن الذهب أنه وسيلة تحوط ضد التضخم، لكن أسعار الفائدة المرتفعة تميل إلى إضعاف جاذبيته لأنها تزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالمعدن الذي لا يدر عائدا.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، هبطت الفضة 2,7 في المئة إلى 23,24 دولارا للأوقية ونزل البلاتين 1,1 في المئة إلى 1017,25 دولارا، بينما تراجع البلاديوم 0,7 في المئة إلى 1903,18 دولارات.
بنوك الخليج
من جهتها، رفعت معظم دول الخليج أسعار الفائدة الرئيسية نصف نقطة مئوية، الأربعاء، في أعقاب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي زيادة أسعار الفائدة بالقدر نفسه.
وعادة ما توجه قرارات الاحتياطي الفيدرالي سياسة البنوك المركزية في الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي نظرا لارتباط معظم عملات المنطقة بالدولار.
ورفعت السعودية والإمارات، أكبر اقتصادين في المنطقة، أسعار الفائدة 50 نقطة أساس. ورفع البنك المركزي السعودي أسعار إعادة الشراء إلى خمسة بالمئة وإعادة الشراء العكسي إلى 4,5 في المئة. كما رفعت الإمارات سعر الفائدة الأساسي إلى 4,4 في المئة، اعتبارا من الخميس.
وأعلن بنكا البحرين وقطر المركزيان رفع أسعار الفائدة الرئيسية 50 نقطة أساس. ورفعت الكويت سعر الخصم 50 نقطة أساس الأسبوع الماضي، من ثلاثة في المئة إلى 3,5 في المئة، اعتبارا من السابع من ديسمبر.
ولا يزال تأثير رفع أسعار الفائدة بين دول الخليج المصدرة للنفط في عام 2022 محدودا حتى الآن، رغم من أن المحللين يتوقعون أن يكون التأثير واضحا في المستقبل.