حرية – (21/12/2022)
تجربة رائدة تخوضها السوبرانو ريما طويل بأداء الأوبرا بالعربية بـ “قاعة غافو” في باريس انطلاقاً من نصوص كتاب “البدائع والطرائف” لجبران خليل جبران، ونصوص عدد من الشعراء بينهم رودي رحمة وبول خليفة وكميل طويل، بعد رحلتها الطويلة بأداء الأوبرا الغربية حيث تألقت على أكبر المسارح حول العالم، وغنت إلى جانب كبار الباريتون على غرار بلاسيديو دومينغو.
وإلى جانب الغناء تابعت ريما طويل دراسة قيادة الأوركسترا، ولكن مشروع “أوريانتارياس” يبقى الأقرب إلى قلبها وتوليه أهمية خاصة بهدف إدخال الأوبرا باللغة العربية إلى هذا العالم الخيالي الرحب.
تقول ريما طويل التي غنت بـ 10 لغات على أهم المسارح العالمية وأدت “فيردي” و”بوتشيني” و”بيزيه” و”ليزت” عن تحديات أداء الأوبرا باللغة العربية، “اللغة العربية جميلة وقابلة للغناء بحسب تقنيات الأوبرا، وهنا أقصد الأوبرا وليس الأوبريت الذي هو نوع آخر، فالأوبرا تقنية صوتية توضع على النفس”.
مشروع “أوريانتارياس” أو “ألحان من الشرق” الذي بدأته مع زوجها الراحل بات بمثابة تحد صممت خوضه حتى النهاية، وخلال حفلتها الأخيرة قدمت نصوصها الجديدة وغنت خلالها قصائد لشعراء لبنانيين من جبران خليل جبران وهنري زغيب وبيرون رميلي ورشدي معلوف التي ترجمها أمين معلوف وقرأتها بالفرنسية رانيا عواضة، ليتسنى للجمهور الفرنسي متابعة المعاني، كما تولت كارلا أنطون قراءة النصوص بالعربية.
وعن حفلة “قاعة غافو” تقول ريما إن “الحفلة بدأت بفكرة تقدمت بها فرقة الحرس الجمهوري الفرنسية، كون الفرقة تحب صوتي، وكان من المقرر أن تتم عام 2020، ولكن انفجار بيروت حال دون ذلك، وزوجي تأثر كثيراً بهذا الانفجار، فقد نشأ في حي مار مخائيل الذي تأذى بشكل مباشر، وفي العام 2021 رحل وتحولت الحفلة إلى إحياء لذكراه ولبيروت والمقاومة ولكل ما يعانيه الشعب اللبناني”.
تتابع، “من خلال هذا الاحتفال أردت عكس صورة جميلة عن وطني فأنا متفائلة على رغم أن حياتي انقلبت رأساً على عقب إثر فقد زوجي، وأمام الصعوبات ليس من حل سوى الحفلات”.
وإلى جانب النصوص العربية أدت لـ “أيروس بابليون” وتقول “هو فرنسي له كثير من الأوبرا واستمع إليّ في مدينة ليون، واتصل بالسفارة وهكذا تعرفنا وغنيت له (ليلة القدر)، وهنا قدم لي الكولونيل بولانجيه، وهي عصا إدارة الأوركسترا، وهذا غير معهود كون العسكري لا يعزف تحت إدارة غيره وإدارة أوركسترا الحرس الجمهوري، وهذا عبر عن تواضع هائل وكرم كبير”.
قيادة الأوركسترا
وبعد مسيرة حافلة بالغناء قررت ريما خوض تجربة قيادة الأوركسترا، وتشير في ذلك إلى “أن وفاة رفيق دربها ترك أثره في طاقتها الصوتية، وكان قد شجعني كثيرا في مسيرتي وهو من وجهني لإدارة الأوركسترا، فعدت للتدرب التقني وأحب الآن أن أتوجه إلى شيء آخر”.
وأشارت إلى أن “إدارة فرقة موسيقية أمر في غاية الصعوبة والدقة ويجب متابعة كل القطع وأن أعطي إشارة الدخول في المقطوعة لكل عازف، وبالطبع ما أزال أشعر بأنني مغنية”.
الموسيقى لغة عالمية
وعن مشروع “أوريانتارياس” تقول إنه “كما ولدت الأوبرا في إيطاليا وامتدت إلى باقي الدول فلماذا لا يكون لدينا المشروع نفسه بالنسبة إلى لبنان واللغة العربية بغناء أوبرالي، فلبنان بلد ثقافي ولدينا مدرسة وطنية للموسيقى بغاية الأهمية، فالموسيقى لغة عالمية ووسيلة تسمح بالتعبير عن القوة وعن مطالبك بالسلام والأمان وأن تعيش بكرامة”.
وبالنسبة إلى ريما فالموسيقى بمثابة ملجأ، والمسارح الكبيرة تعكس العظمة كونها تجمع كثيراً من الأشياء، وتعتبر أن النصوص التي تجلب الجمهور العربي إلى الأوبرا يجب أن تكون قريبة منهم، والغناء بلهجة قريبة لشعوب المنطقة كافة مثل اللهجة التي غنتها فيروز مثلاً.
وعن نصوص” أوريانتارياس” تقول “إنها عبارة عن لوحات متعددة للأم والمرأة والأرض والوطن والطفولة وللموضة مثل أغنية (لبسها وحليها) و(الجذور) و(الحب أنت بقلبي) و(مغرومة) و(من بعيد)”.