حرية – (26/12/2022)
أشار مسؤول عسكري واستخباراتي إسرائيلي سابق، يوم الاثنين، إلى إمكانية مهاجمة إسرائيل للبرنامج النووي الإيراني، “حتى لو لم تحصل على مساندة أمريكية”، كما سبق لها أن ضربت البرنامجين النوويين العراقي والسوري.
ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، في تقرير لها ، عن الرئيس السابق للمكتب السياسي والعسكري بوزارة الدفاع ومدير المخابرات السابق في الموساد، زوهار بالتي، قوله إن “إيران أصبحت اكثر من أي وقت مضى اقرب من انتاج اليورانيوم المستخدم في صناعة السلاح، موضحا انها على بعد ايام او اسابيع فقط من تخصيب اليورانيوم الى المستويات العسكرية المحددة لانتاج اسلحة نووية”.
وأضاف بالتي، أن “إيران أصبحت في مستوى المرحلة الأكثر تقدما، عندما تتعلق المسألة بتخصيب اليورانيوم”، مشيرا إلى أن مسألة “أيام أو اسابيع ستشهد تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، وهي الدرجة العسكرية”.
وكانت وسائل إعلام ايرانية قد أعلنت في الشهر الماضي بدء السلطات بإنتاج يورانيوم مخصب بدرجة 60٪ في محطة فوردو النووية تحت الارض الى جانب عمليات تخصيب بالمستوى نفسه في مفاعل نطنز.
ورأت الصحيفة الإسرائيلية، أن “التخصيب بنسبة 60٪ يمثل خطوة فنية قصيرة قبيل الوصول الى مستوى التسليح المقدر بنسبة 90٪”، ما يعني بحسب خبراء، أن “إيران تمتلك ما يكفي من اليورانيوم بنسبة 60٪ من اجل معالجته وتحويله إلى وقود لصنع قنبلة نووية واحدة على الأقل”.
وعلى الرغم من ان المسؤول الاسرائيلي السابق اعتبر ان مستوى التخصيب هذا، لا يعني بان بإمكان الايرانيين صناعة سلاح نووي فورا، الا انه أقر بأن “الوضع سيء للغاية، لأنها لم تكن بهذا القرب من قبل”.
واعتبر بالتي، أن اسرائيل تتمتع بالقدرة العسكرية من اجل مهاجمة محطات ايران النووية، ولفت الى انها ليست بحاجة بالضرورة الى ان تنتظر الضوء الاخضر من الولايات المتحدة، الا انها بحاجة الى ان تتخذ “قرارات جادة” حول ما اذا كانت تريد قيادة مثل هذه الجريمة.
وتابع المسؤول الاسرائيلي: “انني لا المح الى ان اسرائيل قادرة، وانما اقول انها كذلك”، مؤكدا أهمية “تنسيق تل أبيب مع واشنطن”.
ونوه بالتي، إلى أن “من الامور التي يقدرها الامريكيون، هو قدرة اسرائيل على اتخاذ قراراتها الخاصة، من اجل ضمان أمنها”، مشيرا بذلك الى الضربات الاسرائيلية التي استهدفت المنشآت النووية في العراق وسوريا والتي قامت بها اسرائيل لوحدها من دون مساندة أمريكية”.
لكن، بحسب المسؤول الاستخباراتي السابق، فإن الاجواء السياسية الملتهبة في اسرائيل لا تؤمن التماسك الاجتماعي الذي تحتاجه من اجل ان تتمكن من التعامل مع سيناريو زمن الحرب.
وأوضح أن “في حال وصلنا الى مثل هذا السيناريو، فلن تكون قضية سياسية او دينية”. واضاف ان “لبنان يمتلك اكثر من 100 الف صاروخ وايران لديها صواريخ دقيقة التوجيه. الجبهة الداخلية في اسرائيل ستعاني، وهي ستحتاج لكي تعمل كقبضة واحدة”.
وخلص بالتي، إلى القول إن “صناع السياسة في اسرائيل لا يملكون رفاهية التعامل مع القضية الايرانية على اساس انها منفصلة عن المخاوف الامنية الاقليمية الاخرى.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن “إيران ليست قضية قائمة بذاتها.. حيث ان كل شيء مترابط بحيث لا يمكن لإسرائيل أن تحقق تقدما في القضية الايرانية من دون أن تلاحظ ما يحدث في المنطقة”.