حرية – (28/12/2022)
كشفت وزارة البحرية الأميركية أنه سيتم تسمية أحدث سفينة هجومية برمائية للبحرية الأميركية على اسم مدينة “الفلوجة”، التي شهدت بعضا من أكثر المعارك دموية في حرب العراق عندما دار قتال شرس بين أفراد من مشاة البحرية “المارينز” وعناصر من تنظيم القاعدة.
وقال وزير البحرية كارلوس ديل تورو إن السفينة الحربية “يو إس إس الفلوجة” ستحيي ذكرى ما أصبح يعرف باسم “معركتي الفلوجة الأولى والثانية”، اتباعا لتقليد تسمية السفن الحربية نسبة إلى معارك المارينز.
وقال ديل تورو في بيان الثلاثاء “إنه لشرف كبير إحياء ذكرى المارينز والجنود وشركاء التحالف الذين قاتلوا ببسالة وأولئك الذين ضحوا بأرواحهم خلال معركتي الفلوجة”، وفقا للأسوشيتد برس.
وتقع الفلوجة على بعد 65 كيلومترا إلى الغرب من العاصمة العراقية بغداد، وأصبحت قاعدة للتمرد المناهض للحكومة العراقية بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 الذي أطاح بصدام حسين.
وخاض مسلحو تنظيم القاعدة معركتين دمويتين مع القوات الأميركية في الفلوجة عام 2004 أسفرت عن مقتل أكثر من 100 أميركي وجرح أكثر من 1000.
واندلعت معركة الفلوجة الأولى بسبب العنف المتزايد في المدينة بما في ذلك مقتل 5 جنود أميركيين أصيبوا بقنبلة زرعت على جانب الطريق، و4 متعاقدين أمنيين يعملون لصالح شركة بلاك ووتر الأميركية، وقُتل المقاولون وأضرمت النيران في جثثهم، وتم تعليق جثتين على جسر في الفلوجة، ووزعت صور المذبحة على وسائل الإعلام.
ردا على ذلك، قاتلت قوات المارينز لأيام للسيطرة على المدينة، وفي نقطة تحول، أصيبت عربة تابعة للمارينز بقذيفة صاروخية مما أدى إلى إصابة 5 من المارينز، وقصفت قوات المارينز المدينة الطائرات المقاتلة مما أسفر عن مقتل العشرات وتأجيج المشاعر المعادية للولايات المتحدة، ولكن في غضون شهر، انسحبت القوات الأميركية من الفلوجة وسلمت السيطرة لقوات الأمن العراقية المحلية.
أما معركة الفلوجة الثانية فوقعت في نوفمبر 2004، وكانت هجوما جويا وبريا مكثفا شنته القوات الأميركية جنبا إلى جنب مع القوات البريطانية والعراقية للسيطرة على المدينة، ونجم عن المعركة مقتل العشرات من الأميركيين ومئات المسلحين وتعرضت أجزاء كبيرة من المدينة للضرر والدمار.
قال صحفي عراقي في المدينة في ذلك الوقت لوكالة أسوشيتيد برس: “يخشى الناس حتى من النظر من النافذة بسبب القناصة.. الأميركيون يطلقون النار على أي شيء يتحرك”.
من ناحيته، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية آنذاك الجنرال ريتشارد مايرز، المتقاعد الآن، إن “مئات ومئات المتمردين” قتلوا وأسروا، مضيفا أن “هجوم الفلوجة” كان “ناجحا جدا” لكنه لن ينهي التمرد.
وقال: “إذا كان أي شخص يعتقد أن الفلوجة ستكون نهاية التمرد في العراق، فهذا لم يكن أبدا هو الهدف، ولم يكن نيتنا أبدا، وحتى لم يكن أملنا أبدا”.