حرية – (29/12/2022)
تمكّن المُسن السبعيني، جون ويشلر، أخيراً من التخرج من الجامعة بدرجة استحقاق، مشجعاً الآخرين على اغتنام الفرصة لمتابعة شغفهم، إذ سبق أن فشل ويشلر في اجتياز اختبار الانضمام إلى المدرسة الثانوية، الذي يجريه عادة طلاب المملكة المتحدة وهم بعمر 11 عاماً.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت، الثلاثاء 27 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن عودة ويشلر إلى التعليم العالي لم تكن خالية من العقبات، وقال ويشلر (74 عاماً) لوكالة أنباء PA Media، إنها لم تكن سهلة، وإنه كان يخشى خوض امتحانات للمرة الأولى بعد 35 عاماً، مدركاً أن ذاكرته لم تعد قوية كما كانت في السابق.
اعتبر ويشلر أن الحياة “ليست بروفة، وإن علينا أن نغتنم الفرص الإيجابية حال توفرها”، مضيفاً: “الوقت يمر بسرعة كبيرة، خاصة على من تجاوزوا الستين، لذلك لو كنت مهتماً بشيء، فركز على الهدف النهائي، وليس الصعوبات التي واجهتها في الماضي. افعلها الآن”.
أثناء عمل ويلشر مدرساً في مدرسة ابتدائية، اتجه للدراسة في الجامعة المفتوحة للحصول على درجة البكالوريوس، ودبلوم الدراسات العليا في التعليم ودبلومين آخرين.
بعدها التحق بدورة ماجستير في الديناميات البيئية وتغير المناخ في جامعة سوانسي، وهو قرار اتخذه تأثراً بدورة تدريبية التحق بها، وهو مدرس جغرافيا، لاهتمامه بالعلوم وتغير المناخ.
يقول ويشلر: “وجدت في هذه الدورة كل ما كنت أبحث عنه، كانت مليئة بالتحديات ولكن ممتعة، وتعلمت الكثير عن موضوع لا يزال بالنسبة للبعض مثيراً للجدل، وأنا ممتن لأنه أتيحت لي فرصة دراسته”.
John Wilsher
ويشلر، الذي بدأ دراسته في خريف عام 2021، بمساعدة من منحة من الحكومة الويلزية، أشار إلى أن آخر درس علوم له كان عام 1964، وأن آخر محاضرة عن الجغرافيا كانت عام 1969، فيما كان آخر اختبار خاضه عام 1987، وقال إنه “من المدهش أن بعض الأشياء تغيرت من حينها”.
لفت ويشلر إلى أنه لولا المنحة غير المستردة البالغة تكلفتها 4000 جنيه إسترليني، لكان من الصعب أن يتحمل نفقات الدراسة من معاشه وحده، وهذه المنحة تغطي تكاليف الدراسة والمعيشة للأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، والذين لا يمكنهم الحصول على مساعدات مالية أخرى.
يأمل ويشلر أن تلهم قصته الآخرين، وقال: “نلت نصيبي من العقبات وتغلبت عليها، مثل الفرص التي ضاعت مني لفشلي في اجتياز اختبار الالتحاق بالثانوية، أو كوفيد الذي ظهر مؤخراً، ولكن علينا ألا نسمح لهذه العقبات بتقرير مصيرنا”.